قال مسؤولون بالإدارة الأميركية ان مسؤولي ادارة الرئيس جورج بوش الممنوعين من الاتصال مباشرة بأعضاء حزب الله الذين قد ينضمون الى حكومة لبنانية جديدة بدأوا محادثات مع واحد من أقرب الحلفاء المقربين للحزب.
ووصف مصدر دبلوماسي مقرب من المناقشات دور الوزير اللبناني طراد حمادة الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله والذي عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين بارزين بأنه -قناة اتصال- جديدة بين الادارة الاميركية وحزب الله.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول بادارة بوش طلب عدم نشر اسمه ان حمادة التقى هذا الشهر مع مسؤولين كبار بوزارة الخارجية الاميركية مختصين بالشؤون الدبلوماسية في الشرق الاوسط .
وأضاف المسؤول ان المحادثات مع حمادة ركزت على الاصلاحات في لبنان لا على حزب الله الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه منظمة ارهابية.
ولعب حزب الله الذي يعتبره كثيرون في لبنان قوة مقاومة دورا رئيسيا في اجبار اسرائيل على انهاء احتلالها لجنوب لبنان الذي دام 22 عاما. وقبل ان يقرر الانضمام الى الحكومة كان الحزب يعتبر ان دوره الاساسي هو محاربة الاحتلال الاسرائيلي.
وقال البيت الابيض انه لم يطرأ تغيير على السياسة الاميركية تجاه حزب الله رغم ان الادارة خففت لهجتها المعادية له حتى انها عرضت احتمال الاعتراف بشرعيته اذا القى مقاتلوه السلاح.
وقال مسؤولون ان واشنطن اوضحت لبيروت منذ ذلك الحين انها لن تتعامل مع أي أعضاء من حزب الله يحصلون على حقائب في الحكومة الجديدة. وقال متحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي -نلتزم بسياسة عدم الاتصال مع حزب الله.-
ولكن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين قالوا ان الاتصالات مع وزراء بالحكومة اللبنانية مقربين من حزب الله وليسوا أعضاء به مثل حمادة سيكون مسموحا بها على أساس كل حالة على حدة بعد مراجعة خلفية كل منها.
وقال الن كيسويتر الذي عمل في ادارتي الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش كنائب لمساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الادنى قبل الانضمام الى معهد الشرق الاوسط ان استخدام وسطاء -هو نفس ما كنا نفعله بالضبط في السابق عندما يكون من المحظور علينا التعامل مع منظمة ما.-
ووضعت المكاسب الانتخابية التي حققها حزب الله في لبنان وجماعات مماثلة في الاراضي الفلسطينية بوش في مأزق خاصة وأنه وصف الانتخابات التي جرت في الآونة الأخيرة بأنها انتصار لجهوده الرامية لنشر الديمقراطية في المنطقة.
وأثارت سياسة -عدم الاتصال- التي تتبناها واشنطن من جديد خلافات مع بعض الحلفاء الأوروبيين الذين يريدون من الولايات المتحدة أن تبدي مرونة أكبر تجاه حزب الله وأعضاء حماس الذين يفوزون بمناصب حكومية منتخبة.
ومن أجل التكيف مع هذه القيود أقر مسؤولون بالإدارة الأميركية بأنهم يسيرون على حبل مشدود برفضهم الاجتماع مع الاعضاء الفعليين في الوقت الذي يعملون فيه مع مساعديهم وحلفائهم.
وطرح مسؤول بالإدارة الأميركية افتراضا وقال -اذا تولى وزارة الزراعة عضو بحزب الله فلا شأن لنا به. ولكن يظل بمقدورنا الاجتماع بنائب ليس له صلات (بالحزب). قمنا بهذا النوع من الاشياء عندما كنا لا نريد اجراء اتصالات مع بعض المسؤولين الفلسطينيين.-
وقالت مصادر دبلوماسية انه اثناء زيارة حمادة للامم المتحدة في نيويورك في وقت سابق من العام الحالي دعي الى واشنطن لاجراء محادثات بوزارة الخارجية مع اليزابيث ديبل نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وعدد من السياسيين.
وعقد اجتماع للمتابعة في وقت سابق من الشهر الحالي في بيروت كما اجرى حمادة محادثات مع السفير الاميركي في لبنان.
وقال دبلوماسي مقرب من المحادثات انه رغم الاتصالات الا أن موقف واشنطن من حزب الله لن يتغير على الارجح ما لم يوافق على القاء السلاح.
وتابع الدبلوماسي قائلا -الاهداف هي نفسها.-
واكتسح حزب الله المقاعد المخصصة للشيعة في الانتخابات التي اجريت الشهر الماضي للفوز باربعة عشر مقعدا بالبرلمان وتقول مصادر سياسية ان الحزب حصل على عرض بتولي حقيبتين وزاريتين وهو ما يشكل المرة الاولى التي ينضم فيها حزب الله لحكومة.
القناة-السودان
18-7-2005