تعيش على جزر القطب الشمالي طيور بحرية يبدو أنها تلعب دوراً حاسماً في رفع مستوى التلوث في المنطقة. إذ تؤدي هذه الطيور في ذهابها وإيابها من وإلى المحيط بغية البحث عن رزقها دور الملوث المباشر عن غير قصدٍ منها عبر نقلها إفرازات المحيط السامة إلى المنطقة المحيطة بأعشاشها.
جاءت هذه النتيجة المدهشة بعد أن عمل باحثون على درس أسباب ارتفاع مستوى التلوث بدرجات قياسية في مناطق معينة من القطب الشمالي دون الأخرى. وبعد أن راودهم الشك حول دور الطيور البحرية ومخلفاتها في المساهمة عن غير قصد في نقل مخزون من الملوثات البحرية تشكل مصدراً من مصادر التلوث البيئي، عملوا على دراسة مدى تأثير عائلة معينة من الطيور البحرية تحلق على مسافة ألف كيلومتر وسط البحر بحثاً عن غذاء، في تكوين ترسبات مستنقعات جزيرة دوفون في كندا. وأدى تحليل المستنقعات القريبة من أعشاش هذه الطيور إلى ظهور مركزات من مواد الزئبق ومواد أخرى شديدة الخطورة ترتفع نسبها بكثير عما هي في المستنقعات البعيدة بما يوازي عشرات الأضعاف. هذه المواد الملوثة لا تلبث أن تنتقل إلى النبات الذي تتغذى منه وإلى الحيوانات الأخرى واستطراداً إلى المواقع القريبة المأهولة بالإنسان.
السفير-لبنان
18-7-2005