طالب زعماء مسلمي بريطانيا، في اجتماع عقدوه في لندن امس مع رئيس الوزراء طوني بلير، ب<<شراكة>> بين الحكومة والمسلمين، معتبرين أن غزو العراق شكل <<رقيب تجنيد ناجحاً لأشخاص يرغبون في التبشير بالحقد على بلادنا وحكومتنا>>، فيما أوضح بلير ان الحكومة والمسلمين سيشكلون قوة عمل لمعالجة <<الفكر الشرير وهزيمته>>.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشر امس أن ثلثي البريطانيين يعتبرون أن ثمة رابطاً بين اعتداءات لندن ومشاركة بريطانيا في غزو العراق. قال 33 في المئة من الاشخاص الذين سئلوا رأيهم ان رئيس الوزراء يتحمل <<مسؤولية كبيرة>> في الاعتداءات، بحسب ما جاء في الاستطلاع الذي
أعد لحساب صحيفة <<الغارديان>>. وحمل 31 في المئة من الذين سئلوا رأيهم بلير <<مسؤولية صغيرة>>، في حين اعتبر 28 في المئة انه لا يتحمل أي مسؤولية في اعتداءات لندن.
واعتبر 75 في المئة انه من المحتمل وقوع اعتداءات جديدة في بريطانيا، في مقابل 11 في المئة. وأيد 71 في المئة ان تقدم الحكومة على ترحيل المسلمين الاجانب الذين يحضون على الحقد، في حين رأى 22 في المئة عكس ذلك.
وشارك في لقاء لندن 25 من كبار الأئمة والسياسيين المسلمين وممثلون عن <<مجلس مسلمي بريطانيا>>، بالاضافة الى النواب المسلمين الاربعة في مجلس العموم، في مقر رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت، حيث استمرت مناقشاتهم مع بلير ورئيس حزب المحافظين المعارض مايكل هاورد ورئيس حزب الليبراليين الاحرار المعارض ايضا جون كنيدي، ساعة ونصف الساعة.
وقال بلير بعد اللقاء <<كانت هناك رغبة قوية لدى الجميع في ضمان أن نضع الآليات الصحيحة ليتمكن المجتمع من مواجهة هذا الفكر الشرير وهزيمته>>، مضيفاً ان الحكومة والمسلمين سيشكلون قوة عمل لمعالجة المشكلة.
واعتبر بلير ان اللقاء تمخض عن <<قدر كبير من الاتفاق>> كما أوضح رغبة الطرفين في <<التعامل مع قضية الارهاب بشكل مباشر>>. وقال إن لقاءه قادة الجالية المسلمة في بريطانيا كان <<مؤثراً>> وأظهر <<مساحة واسعة من الاتفاق في المجتمع والطيف السياسي>>.
وبشأن تفجيرات لندن وغزو العراق، قال الامام ابراهيم موغرا بعد اللقاء <<أعتقد أن ثمة علاقة بين الامرين، لكن ذلك لا يبرر ما ارتكبه أولئك المجرمون>>. أضاف <<لكن يتعين على الحكومة أن تأخذ هذا الامر على محمل الجد، وهو يقلق لا المسلمين فقط بل كثيرين ايضا>>. وتابع ان حرب العراق شكلت <<رقيب تجنيد ناجحاً لأشخاص يرغبون في التبشير بالحقد على بلادنا وحكومتنا>>.
وأوضح عنايات بونغالوالا من <<مجلس مسلمي بريطانيا>> ان حرب العراق أوجدت <<نافذة فرصة>> للمتطرفين، مضيفاً <<من العدل أن تسأل الحكومة نفسها ما اذا كانت سياسات مماثلة لتلك في العراق قد ساهمت في ذلك>>. وتابع <<نحتاج الى شراكة بين الحكومة والمسلمين لإظهار الناس أنهم ليسوا متجاهلين وان مخاوفهم ستكون مسموعة>>.
وكان القانون الجديد لمكافحة الارهاب الذي تعده الحكومة على رأس جدول أعمال الاجتماع، ذلك ان المسلمين يخشون ان يستهدفهم.
غير ان احمد فيرسي رئيس تحرير صحيفة <<مسلم نيوز>> أوسع الصحف الإسلامية انتشاراً في بريطانيا اعتبر ان <<التركيز كله انصب على محاولة إلقاء اللوم على الإسلام والقيادة الإسلامية>>. أضاف أن هناك <<قلقاً شديداً>> بين المسلمين <<بشأن كيف سيحاول بلير فرض شكل من أشكال التفسير العلماني للاسلام في إطار هدفه المعلن وهو مساعدة المسلمين على إيجاد صوت معتدل وصادق>>.
ورفض بلير الربط بين تفجيرات لندن وغزو العراق. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني حميد قرضاي، <<بكل تأكيد ان هؤلاء الارهابيين سيستخدمون العراق أو أفغانستان كذريعة>>. أضاف <<بكل تأكيد ان 11 ايلول وقعت قبل هذين الامرين والحجة كانت آنذاك السياسة الاميركية أو اسرائيل، لكن الارهابيين سيكون لديهم على الدوام دوافعهم للتحرك>> وفقاً <<لمنطقهم المجنون>>.
في القاهرة، أعلن مجلس الوزراء المصري في بيان امس ان الكيميائي المصري مجدي النشار، الذي يجري استجوابه في مصر حالياً، لا صلة له بتفجيرات لندن. وأوضح البيان ان المجلس <<أخذ علماً بتقرير وزارة الداخلية الذي أوضح انه لا صلة للكيميائي المصري بتنظيم القاعدة وبعملية التفجيرات>>.
السفير-لبنان
20-7-2005