<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-07-21 18:20:58
طرق إصلاح النظام المصرفي في سورية

cri

أ.د. محمد فريز منفيخي

مرت المصارف السورية في عدد من المراحل بدءاً من وجود المصارف السورية والعربية والاجنبية الخاصة في مرحلة ما قبل التأميم الاول لعام 1961 ثم قبل التأميم الثاني لعام 1963، حيث كانت هذه المصارف المختلفة تتنافس فيما بينها لتقديم افضل الخدمات المصرفية لزبائنها في قطاعات الاعمال المختلفة، ثم حدث التغيير النوعي في هذه المصارف عندما دمجت مع بعضها البعض وألغيت اسماؤها القديمة التي تشير الى مؤسسيها او مالكيها الاصليين وتم اعتماد نظام المصارف المتخصصة كالمصرف التجاري السوري الذي اوكل اليه اجراء التمويل للقطاع التجاري وهو القطاع الأكبر الذي يتعامل مع المصارف ثم المصرف الصناعي والزراعي والعقاري والتسليف الشعبي والتوفير الذي عدل اخيراً ليصبح تصرفاً للاستثمار، والتغيير النوعي الثاني الذي حدث هو ان هذه المصارف تحولت الى ادارات حكومية عادية لها نظام العمليات ونظام العمل وقوانين التعيين السارية في بقية الوزارات والادارات دون ان تتم مراعاة خصائص العمل في الجهاز المصرفي وهي كمايلي:

1 ـ تتعامل المصارف بالأموال وهي الممتلكات الأكثر جاهزية وسيولة والأكثر تفضيلاً لدى جميع الناس وبالتالي فإن التعامل معها يجب ان يتسم بالدقة والسرعة والآنية سواء في حال الايداع او السحب. ‏

2 ـ يتردد كثير من مالكي الاموال في تسليم اموالهم الى اي جهة اخرى ولو كانت مصارف آمنة وذلك لاضطرارهم لقضاء كثير من الجهد والوقت حال الايداع او السحب، لذلك على هذه المصارف ان تجعل من هذه العمليات سريعة وآمنة وبكل لطف وتشجيع من قبل جميع موظفي المصرف.

3 ـ ان الهدف الاساسي من انشاء المصارف منذ بداياتها هو تسهيل عمليات القبض والسداد والتمويل للأموال بين الناس في مختلف المناطق والمصارف بشكل آمن وسهل وسريع فبدلاً من حمل المال لتسديد دين او ايصال نفقة من مكان الى آخر ومن شخص الى آخر يتولى المصرف هذه العملية بماله من امكانات وفروع وحسابات متعددة يستطيع ان يوفر هذه الحوالات بيسر وسهولة ومقابل عمولات زهيدة لكن مع كثرة التحويلات تشكل هذه العمولات دخلاً كبيراً لهذه المصارف. ‏

4 ـ بعد حدوث التغييرات الكبيرة في التقنيات الحديثة من وسائل الاتصال والحواسب واستخدامها في المصارف في جميع انحاء العالم، تم تحقيق ما ترغبه المصارف من سرعة انجاز عمليات القبض والدفع والتحويل بأسرع واحدث الاساليب وتم ربط جميع المصارف العاملة في كل بلد بشبكة واحدة حيث يستطيع المتعامل مع اي مصرف استخدام الصراف الآلي للسحب والايداع من اي شارع من دون جهد او انتظار. ‏

5 ـ تمت الاستفادة من شبكة المصارف المنتشرة في جميع المدن والاحياء والقرى لتسهيل تسديد الخدمات الحكومية من فواتير الماء والكهرباء والهاتف والرسوم الحكومية المختلفة لأن هذه الجهات تملك حسابات مصرفية اصلاً ولا يحق لها الاحتفاظ بايراداتها نقداً سائلاً بل لابد من ايداعه في حسابها المصرفي فاذا تم تسديد هذه الفواتير مباشرة من المواطن للحساب المصرفي فيتم بذلك توفير كثير من الموظفين والجهد والوقت وصعوبة استلام الاموال الكثيرة يومياً ثم حملها في اليوم التالي الى المصرف المعنى لإيداعها فيه وما قد تتعرض له خلال هذه العمليات من اخطاء او اخطار الضياع او السرقة. ‏

6 ـ ان للموظف في المصارف خصائص لابد من اتصافه بها حتى يصلح للعمل في المصارف وهي الأناقة وحسن الخلق والابتسام الدائم وسرعة خدمة الزبون وتوفير الاطمئنان له على ماله وسرعة انجاز ما يطلبه من خدمات مع الدقة في عمليات استلام الاموال وتسليمها، وهذا يستدعي ان يكون راتب موظف المصارف اعلى من غيره وان يكون هناك نظام للحوافز والمكافآت في حال اجادة العمل والحسم والعقوبات في حالة التقصير او الاهمال او اساءة التعامل مع الناس. ‏

اننا الآن وبعد مرور اثنين واربعين سنة على التأميم الثاني للمصارف في سورية لا نرى توفر اي من هذه الخصائص السابقة في الجهاز المصرفي السوري بل على العكس تم اعتماد نظام عمليات متخلف جداً يعتمد على البيروقراطية الورقية المكتبية لا يراعي فيها سرعة ايصال الاموال الى اصحابها او في حساباتها ويتم منع اجراء اي سحب او تحويل او ايداع إلا في الفرع الذي تم فتح الحساب فيه ما ألغى الهدف الاساسي من انشاء المصارف في اي مكان في العالم. ‏

لذلك لابد من اجراء مراجعة شاملة مركزية لنظام العمليات المصرفية داخل المصارف السورية جميعها وربطها كلها بشبكة حاسوبية واحدة تتيح للمواطن الوصول الى امواله من اي مكان ومن اي فرع ومن اي صراف آلي سحباً او ايداعاً وتسهيل عمليات نقل الاموال بين الاشخاص والاماكن بشكل آني وفوري وسريع وآمن بدلاً من أن تتحول مكاتب الباصات الى مصارف توفر النقل السريع للأموال بين الناس ولو في يوم واحد بدلاً من المصارف الغارقة في الروتين وهدر اوقات وجهود الناس. ‏

ولو ادى ذلك الى ان تعمل جميع المصارف لمدة 24 ساعة يومياً لإنجاز هذا التحول خلال اشهر معدودة بدلاً من استمرار الوضع المتخلف الحالي. ‏

الاستاذ في المعهد العالي للتنمية الادارية بجامعة دمشق ‏

‏ تشرين-سوريا

21-7-2005