في عمق الصحراء الكويتية يعمل خبير حفر آبار النفط الكندي المخضرم جاك كاتونا (54 عاما) مع 75 مهندسا وفني نفط على مدار الساعة لتجميع حفار عملاق فريد من نوعه. يتكلف الحفار 40 مليون دولار ويتيح لشركة نفط الكويت التنقيب عن الغاز على أعماق سحيقة.
وكانت شركة حمد الحمد الكويتية لحفر آبار النفط قد فازت بعقد إنشاء حفار بقوة 3000 حصان ومزود بجهاز تحكم إلكتروني من انتاج شركة ناشيونال أويل ويل الكندي والتي يعمل مهندسوها حاليا في إنشاء حفار يصل ارتفاعه إلى ستين مترا.
وتعاقدت شركة نفط الكويت على إنشاء الحفار "إتش إيه إتس-124" الذي ينتظر أن يبدأ التنقيب عن الغاز الشهر المقبل جنوب حقل نفط برقان الكبير على بعد حوالي 60 كيلومترا جنوب مدينة الكويت.
والحفار الجديد هو الاكثر تعقيدا في أسطول الحفارات التي تعمل لحساب الشركة الكويتية حاليا ويضم 20 حفارا. كما أن الحفار يضم أكثر المكونات التكنولوجية تقدما بين الحفارات التي تعمل في الشرق الاوسط. ويقول مهندسون إنه الاطول أيضا في الشرق الاوسط.
يقول المهندس الكندي كاتونا "لقد عملت في بعض أكبر الحفارات في مختلف أنحاء العالم ولكن هذا الحفار هو الاكبر. فهو ضخم ويضم أحدث المكونات الالكترونية وأنظمة الكمبيوتر المستخدمة في الحفر. فهذا شيء كنت تقرأ عنه في الكتب فقط".
المعروف أن الكويت الغنية بالنفط تعاني من ندرة في موارد الغاز وأنها تلبي احتياجاتها المتزايدة من هذه السلعة عبر الاستيراد من دول الجوار. ولذلك فقد أطلقت الدولة الخليجية برنامجا طموحا باستثمارات كبيرة من أجل التنقيب عن الغاز على أعماق سحيقة من باطن الارض.
ومن بين المزايا الفريدة لهذا الحفار أنه مجهز بإمكانية العمل تحت الماء رغم أنه مقام في قلب الصحراء. بل إنه يبدو وكأنه مقام في وسط البحر.
ومن بين مزايا الحفار غير الموجودة في الحفارات الاخرى أن تشغيله يتم من خلال قمرة قيادة موجودة على الحفار تدار كلها إلكترونيا من خلال عصا تحكم ولمسات على شاشات إلكترونية.
وصمم برنامج الكمبيوتر لتشغيل هذا الحفار شاب بنجلاديشي تخرج حديثا في جامعة هيوستون بولاية تكساس الامريكية ويعمل في شركة ناشيونال أويل ويل ويدعى إشفاق خان.
ويقول المهندس الشاب الذي يرافق فريق العاملين في بناء الحفار إن "كل شيء تقريبا في الحفار يمكن أن يدار من خلال الكمبيوتر".
ومن المؤكد أن مثل هذه التقنيات الحديثة سوف تقلص أعداد العمال اللازمين لتشغيل الحفارات في المستقبل.
والحفار الجديد مصمم للوصول إلى 23 ألف قدم على الاقل تحت سطح الارض بما يعادل حوالي 4,3 ميل مع القدرة على الوصول إلى 27 ألف قدم أو خمسة أميال تحت الارض.
الخليج-الامارات
22-7-2005