تطفو معظم الجبال الجليدية بعد انفصالها من النهر الجليدي في المياه البحرية القريبة من جزيرة غرونلاند والمحيط الأطلسي الشمالي أو القطب الجنوبي. وعادة الجزء الذي يقدر الناس على رؤيته من جبل جليدي على سطح البحر 10 بالمائة من إجمالي وزن الجبل الجليدي.
وتعرف الكثير من الناس على سحر الجبال الجليدية وخطرها من خلال حادثة اصطدام السفينة "تايتانيك" بجبل جليدي عام 1912. وبعد سنتين من حدوث المأساة تعاونت 16 دولة في تنظيم أسطول مراقبة دولي في شمال المحيط الأطلسي لمراقبة الجبال الجليدية في المحيط. ويتحمل مركز البحوث الجليدية الوطني (NIC) الذي يقع مقره في واشنطن الأمريكية مسؤولية مراقبة الجبال الجليدية في القطب الجنوبي وتسميتها.
وفي نوفمبر عام 2003 انشطر جبل جليدي يسمى ب"B15" الى جزئين، ثم انشطر الى جزيئات صغيرة، منها "B15A" وهو أكبر كتلة انفصلت من B15 ، وتتجاوز مساحة سطحها 3100 كيلومتر مربع تساوي مساحة لون أيلاند في نيويورك. ويتوقع العلماء أنه إذا ذاب جبل B15A الجليدي تماما فسوف توفّر بريطانيا مياهه العذبة ل60 سنة، أو تطوّل جريان نهر النيل في مصر ل80 سنة أكثر.
غير أن جبل B15A الجليدي خطير. ففي ديسمبر عام 2004، أصدر العلماء تحذيرا يقول: يندفع جبل B15A الجليدي الى لسان دريغالسكي الجليدي بسرعة 1.6 كيلومتر يوميا. وتوقعوا أنه قبل النصف الثاني من يناير عام 2005، سيتصادم هاذان العملاقان، الأمر الذي سيغير خريطة قارة القطب الجنوبي.
وعندما كان الناس ينتظرون في قلق شديد هذا التصادم الهائل، تغيرت الحالة فجأة تغيرا دراميا، حيث اقترب B15A من لسان دريغالسكي بسرعة شديدة حتى أصبحت المسافة بينهما أقل من اربعة كيلومترات كأنهما سيتصادمان في ثانية واحدة، وفي هذه اللحظة الخطيرة أبطأ جبل B15A الجليدي خطواته فجأة، حتى توقف تماما بجانب لسان دريغالسكي الجليدي بسبب غامض.
والتصادم بين الجبال الجليدية ليس الخطر الوحيد. فتكاثر الجبال الجليدية بكمية ضخمة هى ظاهرة أخرى تقلق العلماء. ففي أوائل عام 2002 انفصل حوالى 25 بالمائة من لسان لارسون B الجليدي انفصل من جسمه الرئيسي حتى تشكلت آلاف الجبال الجليدية هناك. ومن المتوقع أن تظهر في غرب القطب الجنوبي جبال جليدية ضخمة مساحة سطحها تساوي مساحة إسبانيا أو ولاية تكساس.
ولا شك أن هذه الكمية الهائلة من الجبال الجليدية ستحدث الكثير من التغيرات والمشاكل في البحار والمحيطات حول القطبين، مثل كيفية حماية الأحياء وصعوبة الشحن البحري، والأهم من ذلك، ماذا سيحدث اذا ذابت هذه الجبال الجليدية؟
وحسب مقالة علمية نشرت في مجلة "العلوم"، اذا ذابت الجبال الجليدية في بحر آمونسون القريب من القطب الجنوبي فسوف يرتفع سطح البحر ب1.3 متر. وستغوص الكثير من الجزر على المحيط الهادئ في قاع البحر وتختفى من الكرة الأرضية.