القاهرة - محمود عبدالعظيم ورويترز:
أظهرت سوق المال المصرية تماسكا بأكثر مماهو متوقع إزاء أحداث شرم الشيخ وتقلصت خسائر الاسهم المصرية الى 3 % من القيمة السوقية لها في أول أيام التعامل بعد الانفجارات التي هزت المنتجع السياحي المطل على البحر الأحمر والقى بظلال من الشك حول حركة السياحة ومواردها المالية في الأجل القصير وفي أسواق الصرف تماسك الجنيه مقابل الدولار كما استفاد أيضا من ارتفاع قيمة العملة الأميركية مقابل اليورو والين الياباني بإعتبار أن الدولار هو عملة الإرتباط للجنية المصري
وفي البورصة هبط المؤشر القياسي لبورصة الاسهم المصرية 3% في اول جلسة تعامل بعد تفجيرات منتجع شرم الشيخ ولكن المتعاملين قالوا إن رد الفعل كان اقل حدة بكثير من المتوقع•
وقال بسيم عريضة رئيس القسم الخارجي في مؤسسة التجاري الدولي للسمسرة ''كنا نتوقع أن تنخفض السوق اكثر ولكن الناس مندهشون لردة الفعل• '' واضاف قائلا لرويترز ''ستتذبذب السوق صعودا ونزولا لبعض الوقت ثم ترتفع مرة أخرى ببطء ولكن بشكل مؤكد•
'' وهبط مؤشر هيرميس القياسي 4,5 % في أول عشر دقائق من التداول في البورصة
ولكنه انتعش ليصل الى 42069,34 نقطة بانخفاض 3,6 بالمئة عن اغلاق الخميس على 43396,29 نقطة•وانخفض مؤشر التجاري الدولي الأوسع نطاقا 2,4 % الى 145,2 نقطة•وكان سهم اوراسكوم هولدنج للفنادق الأشد تضررا اذ انخفض 13,44 % الى 33,94 جنيه مصري (5,88 دولار)•كما هبط سهم العربية وبولفارا للغزل والنسيج 7,8 بالمئة الى 7,75 جنيه للسهم•
لكن سهم البنك المصري الأميركي واصل مكاسبه التي بدأها منذ اعلن عن اصدار خاص للمساهمين ليرتفع 8,4 بالمئة الى اعلى مستوى على الاطلاق عند 107 جنيهات•
وقال ياسر حسانين من دايناميك للسمسرة ''أيا كان من اشترى ذلك السهم لابد انه يعتقد أنه صفقة جيدة بصرف النظر عما حدث في شرم الشيخ•
'' واضاف قائلا ''لا يمكننا القول باننا استوعبنا تأثير التفجيرات ولكن رد الفعل يكشف ان المستثمرين ينظرون الى ابعد من هذا الحادث•
'' ولم تلق السوق بالانباء التي ذكرت ان الحكومة ستفتح باب المنافسة على ترخيص شبكة ثالثة من اتصالات الهواتف المحمولة في النصف الثاني من سبتمبر المقبل•
وقال احد السماسرة ''الناس لديها امور اخرى تشغلها•ثم ان الكل كان يعرف أن الحكومة ستفعل ذلك ولذا كانت هذه المسألة مفروغا منها•
'' وهبطت اسهم موبينيل 3,4 بالمئة امس الى 175,2 جنيه للسهم كما انخفض سهم فودافون مصر 4,6 بالمئة الى 90,3 جنيه•
وقال شريف كرارة -رئيس المجموعة المالية للسمسرة- ان السوق ربما يستعيد عافيته نهاية الاسبوع خاصة وان 70 بالمئة من الاستثمارات الاجنبية في البورصة المصرية تعود لمستثمرين خليجيين الامر الذي يحول دون انسحاب مفاجيء وجماعي لهذه الاستثمارات تأثرا بتفجيرات شرم الشيخ•
وقال ان التأثير السلبي للسوق طال الاسهم الصغيرة بعكس اسهم الشركات القوية التي فضل المستثمرون الاحتفاظ بها لحين مرور الازمة الراهنة• وقال ان اسعار الاسهم المصرية تحركت في نطاق ضيق طيلة جلسة تداول امس رغم عمليات البيع واسعة النطاق وعروض الشراء المحدودة الا ان تدخل مؤسسات مالية كبرى مشترية لعب دورا في اعادة التوازن السريع للسوق•
وتوقع كرارة ان تمتد التأثيرات المحدودة في البورصة لعدة ايام قادمة بعد ان شهدت شهادات الايداع الدولية لبعض الشركات المصرية المسجلة في بورصة لندن تراجعا خلال اليومين الماضيين•
وفي سوق النقد الاجنبي لعبت السيولة المتوافرة نسبيا لدى الجهاز المصرفي المصري وشركات الصرافة دورا للحيولة دون حدوث تراجع في الاسعار خاصة الدولار الذي يقود هذه السوق على مدى السنوات الماضية وإن كان بعض المتعاملين في سوق النقد من بين رؤساء شركات الصرافة ومسؤولي غرف المعاملات الدولية في البنوك ''الديلر'' يتوقعون بدء تأثر الاسعار بتفجيرات شرم الشيح خلال الاسابيع القادمة•
وحسب متوسطات الأسعار للتعاملات امس فقد سجل سعر صرف الدولار 576 قرشا للشراء و579قرشا للبيع مقابل نفس الاسعار أمس الاول ''السبت'' بينما فقد اليورو عشرة قروش دفعة واحدة حيث بلغ سعر شراؤه 6,9 جنيها مقابل 7 جنيهات امس الاول ''السبت'' كما تراجع سعر الجنيه الاسترليني ايضا بنفس المعدل ليسجل في تعاملات أمس 9,97 جنيها مقابل 10,7 جنيهات أمس الاول ''السبت'' وثبتت اسعار معظم العملات العربية عند معدلاتها حيث سجل سعر صرف الريال السعودي 153 قرشا ودرهم الامارات 156 قرشا والدينار الكويتي 19,6 جنيها والريال القطري 157 قرشا والريال العماني 14,7جنيها والدينار البحريني 15 جنيها والدينار الاردني 7,9 جنيها• وقال ابراهيم المزلاوي -رئيس احدى شركات الصرافة- ان هناك فائضا من النقد الاجنبي في السوق كما ان البنوك لديها من الموارد الكافية لتلبية اية احتياجات بالاضافة الى ان قيمة الجنيه المصري الآن افضل من اي وقت مضى• لكن ذلك لا ينفي ان حجم التعاملات في سوق الصرف شهد تراجعا كبيرا خاصة لدى شركات الصرافة التي تأثرت سلبيا لأنها تعتمد بشكل كبير على السياحة كمصدر رئيسي لتعاملاتها•
ورشحت مصادر مصرفية الدولار لمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة لسببين الاول يتعلق بالخوف من تراجع الموارد الدولارية المتدفقة من النشاط السياحي خاصة خلال موسم الشتاء القادم• والثاني نتيجة طلب متزايد على الدولار لتلبية احتياجات المنشآت الفندقية التي تأثرت بالاحداث لشراء احتياجاتها من المعدات لاعادة التشغيل خلال الفترة المقبلة•
وأعرب مدير مؤسسة ''فيزا'' العالمية لمنطقة الشرق الأوسط طارق الحسيني عن قناعتة بأن تفجيرات شرم الشيخ لن تؤثر على حجم التدفق السياحي الى مصر وكذلك حجم الانفاق بواسطة بطاقات الدفع الالكترونية التي سجلت خلال الفترة الماضية طفرة كبيرة•
وقال ان الاحصائيات الصادرة عن مؤسسة فيزا العالمية رشحت السوق المصرية لأن تكون في المراكز الاولى على مستوى المنطقة بالنسبه لبطاقات الدفع الالكترونية في ضوء النمو القوي الذي حققتة مصر خلال الفترة الماضية على جميع المستويات•
واكد وزير البترول المصري المهندس سامح فهمي ان تفجيرات شرم الشيخ لن تؤثر على خطط عمل قطاع البترول او فرصة في جذب استثمارات الشركات الاجنبية•
الاتحاد-الامارات
25-7-2005