تؤدي عملية رش المبيدات الزراعية للقضاء على الأمراض النباتية سنوياً الى تلف عشرات ملايين الأطنان من الفاكهة والحبوب والخضار، كما انها تؤدي الى وفاة ملايين الأشخاص نتيجة سوء الاستخدام وعدم الوقاية، ولشدة سمية هذه المبيدات، ولذلك فقط اطلقت المنظمات الدولية نداءًًً ملحا لأخذ الحيطة والحذر ونشرالوعي بين المزارعين والمواطنين المستهلكين للأغذية والمنتجات الزراعية الملوثة.
«حالات تسمم»
وتشير آخر الإحصاءات الرسمية إلى ان عدد المصابين بحالات التسمم من جراء استخدام كميات من المبيدات الزراعية يتزايد عاماً بعد آخر بمعدل 12% وتتركز هذه الزيادة في الدول الناميةوالفقيرة حيث تنتشر 72% من حالات التسمم بين المزارعين والأطفال والنساء. وان ما يقارب 3.2 مليون شخص من مختلف الأعمار عدد المصابين بهذه السموم خلال العام الماضي، ومن المتوقع ان يرتفع هذا الرقم إلى 3.3مليون شخص مع نهاية عام 2005.
ويعود ذلك إلى النقص في التوعية والجهل والإهمال والأمية.. لذلك ينصح المتخصصون في هذا المجال: باستعمال قفازات مطاطية تقي مسام اليدين من أن تتسرب عبرها السموم إلى داخل الجسم وإلى وضع كمامات على الأنف والفم لعدم تنشق هذه المواد السامة، وإلى عدم السماح للأطفال بالتعاطي مع هذه المواد أو اللعب في أدواتها، كما ينصح باستخدام أوعية مقفلة بإحكام تام لان الروائح المنبعثة من مزيج هذه المبيدات يمكن أن تسمم أي شخص قريب منها.
«فواكه وخضار ملوثة»
وذهب بعض المسؤولين والخبراء في الشؤون الزراعية إلى حد المطالبة بالتقليل من استخدام المبيدات أو الامتناع عنها نهائياً إذ ان الفحوصات الدقيقة اثبتت ان نسبة من هذه السموم تتسرب إلى داخل الثمار من الفاكهة والحمضيات. ومن جهة أخرى أشارت الفحوصات إلى أن الأجنة هم الأكثر تأثراً بروائح هذه المواد ما يؤدي إلى بعض التشوهات الجسدية والذهنية، لذلك على الحوامل عدم الاقتراب من أماكن رش المبيدات السامة.
وان الخطير في هذا الموضوع ايضاً ان بعض أصناف المبيدات والمواد السامة مستخرجة من النفايات الكيمياوية بعد معالجتها في مختبرات خاصة، وفي هذه الحال فإن المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام هذه المواد تبدو مضاعفة.
«مخاطر على صعيد العالم»
كما تشير آخر الإحصاءات حول هذا الموضوع إلى وفاة نحو 685 ألف شخص في الدول الغربية خلال العام الماضي، وفي أوروبا وحدها نحو 325 ألف اصابة قاتلة سنوياً وفي اليابان نحو 285 ألفاً وفي كل من الصين والهند نحو 622 ألفاً وفي دول أمريكا اللاتينية نحو 575 ألف أصابة.
ويبلغ الإهمال خلال استخدام هذه المواد السامة ذروته في الدول النامية والفقيرة حيث وصل العدد إلى 592 ألف حادثة تسمم وفي أفريقيا 685 ألف حادثة، والسؤال: هل تؤدي حملات التوعية التي تتخذ حالياً على صعيد دول العالم كلها إلى الحد من هذه المخاطر والحوادث القاتلة.. أم تستمر أعداد المصابين بالتزايد عاماً بعد آخر نتيجة الإهمال الذي يتفاقم أيضاً؟
تشرين-سوريا
25-7-2005