إعداد: حيان السوسي
لايزن الدماغ اكثر من كيلو غرام وربع الكيلو، ولكنه مسؤول عن تنفيذ مهمات كثيرة ومعقدة فهو ينسق حركات الإنسان ويتحكم في التنفس والجوع والألم والحزن والفرح وكل المعلومات المتعلقة بهذا الكون، ويتم ذلك بوساطة جهاز عصبي معقد. وإذا ماحدث خلل في تلك الإشارات العصبية والكهربائية تعرض الإنسان الى المرض كالصرع وهو حالة عصبية تفاجىء المصاب فيسقط على الأرض وتتشنج عضلاته في نوبة تستغرق دقيقة أو أقل أو أكثر قليلاً..
يعتبر الصرع مرضاً يصيب المخ بسبب الحوادث أو الأورام او التشوهات الخلقية او الأوعية الدموية. والصرع شائع في العالم وليس له اي ضرر على صحة الانسان ولايؤثر في الذكاء، والمصاب به يعيش حالة طبيعية جداً، فهناك زعماء قادوا الأمم في العالم كانوا مصابين بالصرع مثل نابليون وقيصر الروم وغيرهم، والصرع مرض وراثي أيضاً ولكن عدد المصابين به نتيجة مرض عضوي يفوق المصابين به وراثياً والحالات التي تظهر بها الإصابة منذ الطفولة أو الولادة تتحسن وتختفي بعد 10 سنوات. أما الحالات التي تصاب بعد هذا العمر فيستمر الصرع معها إلى النهاية ولا يوجد دواء يشفي من الصرع. انما يخفف من عدد النوبات.. والصرع يصيب الفص الصدغي والأمامي وهو عبارة عن تفريغ كهرباء بين الخلايا وكل عضو في الجسم يعطي نوعاً من الكهرباء ويمكن معرفتها بالتخطيط وأي زيادة فيها تؤدي إلى الاصابة بالصرع.
إن مريض الصرع يشعر بنوبة الصرع قبل حدوثها فيسمع صوتاً يشبه الموسيقا ويشم رائحة ذكية ولكنه لايستطيع إبلاغ القريب منه بسبب سرعة الإصابة. ومن النصائح بأن لايعمل مريض الصرع في أماكن خطرة أو مرتفعة أو قريباً من النار لأن وقوعه يؤدي الى كسور او احتراق، ونوبة الصرع القوية تصيب كل الجسم وتتشنج عضلاته وتتحرك عيناه أما الصرع العادي فهو من يفقد وعيه لحظة بسيطة. وإن اكثر الدول إصابة بالصرع هي (الاسكندنافية) ففيها /4 أو6/ حالات من كل الف شخص وللعلم فان هذا المرض ليس له علاقة بالمناطق الباردة أو الحارة. وينصح المريض أن يحمل معه دائماً منديلاً ليوضع داخل فمه أثناء النوبة وعليه ان يبلغ أصحابه أنه مصاب بهذا المرض. وهناك من المرضى من لايأخذون بالنصائح ولاسيما نصائح الأطباء وعلى الأهل التعاون في هذه الحالات. وهناك أسباب تؤدي إلى زيادة عدد النوبات مثل الكحول والشوكولاته والجوع والمناظر السريعة مثل سباق السيارات وسرعة القيادة. وتوجد حالات من الصرع يمكن علاجها بالجراحة وهي النوبة الناتجة في الفص الصدغي الذي يساعد الانسان على فهم الكلام ويتيح له أن يسمع ويحافظ على توازنه. ومازال العلم يبحث علاج الصرع، واكتشف حديثاً بعض الأدوية ولكن العلاج النفسي مهم جداً . فعلى المريض ان لاينزعج وعلينا ان نراعيه مراعاة خاصة.. وهناك من الدول المتقدمة توجد بطاقة يحملها المريض بالصرع توضح أنه مصاب حتى يتعاون الناس معه أثناء وقوعه. وإذا أراد المريض السفر دون صاحب فعليه مراجعة الطبيب ليتمكن من أخذ الدواء مع تطبيق ارشادات الطبيب، كذلك فإن السباحة خطر عليه وخصوصاً بمفرده وبعض المصابين بالصرع غرقوا بسبب تعرضهم للنوبة أثناء السباحة. وعلى المريض ألايعيش منفرداً أو منطوياً وعليه التواصل والتزاور وإذا جاءته النوبة فعلى القريبين منه وضعه على أحد جانبيه الأيمن أو الايسر حتى لاينزل لسانه في البلعوم ويؤدي الى اختناقه. وأخيراً فمن الضروري أن تكون هناك برامج تثقيفية وإرشادية عامة تعرض عبر التلفزيون ووسائل الاعلام الاخرى حول هذا المرض والتخفيف من حدة المريض وكيفية اسعافه.
تشرين-سوريا
27-7-2005