وضع باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج في الولايات المتحدة تصوراً لقنبلة ذكية لمحاربة الأورام السرطانية يمكن إدخالها إلي الورم وإغلاق منافذ الخروج ومن ثم إفراغ شحنتها من التوكسينات القاتلة بداخله بدون إيذاء الخلايا السليمة.
و القنبلة الذكية عبارة عن كبسولة متناهية في الصغر اطلق عليها اسم خلايا نانوية ، قُطرها يساوي جزءاً من مليون من المليمتر. وتم اختبار القنبلة الذكية بنجاح علي فئران مصابة بالملانوما، أو سرطان الجلد القاتل، وكذلك علي ورم في الرئة لكن النتيجة كانت في هذه الحالة أقل نجاحاً، كما أكدت دراسة تنشرها اليوم الخميس مجلة نايتشر العلمية البريطانية.
والخلايا النانوية، التي تقل حجماً عن كرية دم حمراء، تتألف من غلاف دهني يحتوي علي دواء يوقف تكوين الشعيرات الدموية (كوبريستاتين). ويحتوي الغلاف علي ما يشبه كرة لدنة قابلة للتحلل تحتوي علي المادة الكيميائية القاتلة للسرطان (دوكسوربيسين) علي شكل جزئيات نانوية.
وما أن تصل الخلايا إلي داخل الورم حتي يتحلل غلافها الخارجي مطلقا وبسرعة العلاج الذي يوقف تكون الأوعية الدموية التي تغذي الخلايا السرطانية. وهكذا تتداعي الأوعية المغذية للورم وتحجز بداخله الجزيئات النانوية. وتقوم هذه الجزيئات بدورها بإفراغ المادة الكيميائية القاتلة ببطء. واعتمد الباحثون في هذه التقنية علي ميزة كون الأوعية الدموية للورم تسمح بمرور جزيئات أكبر في الأنسجة من الأوعية الدموية العادية بحيث لا يمكن لهذه الجزيئات المرور إلي الأنسجة السليمة. وكانت الصعوبة تكمن في إيجاد تقنية تتيح تجويع الورم بدون إعاقة المادة الكيميائية من الوصول إلي هدفها. وقال الباحث شيلاديتيا سنغوبتا لا يمكن توصيل العلاج الكيميائي إلي الورم بعد تدمير الأوعية الدموية التي تغذيه والتي تنقل المادة الكيميائية إلي الخلايا السرطانية .
ومن هنا أهمية هذه القنبلة المؤقتة لتعمل علي مرحلتين بحيث تنقل عبر الدم المادة الكيميائية إلي الورم وتحجزها بداخله بعد وقف تدفق الدم. هذا العلاج التتابعي (كل دواء يعمل في وقت محدد) أتاح زيادة عمر الفئران المريضة مرتين (من 30 إلي 60 يوماً). ولايزال ينبغي الانتظار قبل أن يصبح من الممكن تطبيق هذه التقنية علي الإنسان، كما يقول الأمريكي ديفيد موني في مقالة مرافقة للدراسة.
الراية-قطر
28-7-2005