يعيش في عالم قاع المحيطات شعب حيود مرجانية جميلة تلقب ب" الغابة الاستوائية في البحور" و"السور العظيم في المحيطات"، وتعتبر من أقدم وأجمل وأندر التكوينات البيولوجية على الكرة الأرضية. وحافظت على حيوية قوية خلال مائتين وخمسين مليون سنة من التطور، واجتازت عواصف عنيفة وانفجارات بركانية وارتفاع وانخفاض سطح البحار. ولكن تواجه الشعب المرجانية اليوم خطر الانقراض سبب استغلال الانسان المفرط للموارد البحرية والتلويث الشديد وصيد السمك البحري الكثيف، واستخراج الشعب المرجانية السلاّب. ويقول العلماء بجراءة:"سوف تقتل البحار الحمضية كل الشعب المرجانية في ال 70 سنة القادمة."
وأشارت تيللي المديرة العامة للمختبر البحري في بليموث البريطانية الى أن عشرين بالمائة من الشعب المرجانية قد تعرضت لتخريب شديد لا يمكن تغييره، وخمسين بالمائة منها قد أصبحت على حافة الموت. واذا لم نتخذ اجراءات فورية لانقاذ هذه الشعب المرجانية فسوف تموت كل هذه الشعب بسبب التأثيرات الحمضية الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة في العالم كله.
وأكدت تيللي:"إنها من المعارف الأولية في دروس المدارس الثانوية أن التغير المناخي يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة البحار مما يؤدي الى ارتفاع درجة حمضية مياه البحار. ولكن لا أحد لاحظ هذا الواقع المعروف حتى قبل 15 شهرا. وإنه تغيّر حادّ لم يسبق له مثيل منذ مئات الآلاف حتى ملايين السنين، ونحن في أمسّ الحاجة الى بحوث أكثر دقة وشمولا."
وتوقعت بجراءة أن حوادث خطيرة مثل ابيضاض الشعب المرجانية بمساحة 16% من سطح البحر سوف تحدث دائما في الخمسين سنة القادمة. عندما تصبح مياه البحار دافئة يطلق المرجان العشب البحري من داخل جسمه، مما يؤدي الى موت حشرات المرجان بكمية ضخمة، حتى يحدث انحلال الشعب المرجانية وابيضاضها.
ويرى زملاء تيللي أن الكربون الناتج عن الوقود المعدني في طبقة الهواء تستطيع أن تمنع تكوين المرجان، وستقتل كل الشعب المرجانية في ال70 سنة القادمة.
واكتشف العلماء أن صيد السمك المفرط هو السبب الرئيسي لتدهور النظام الحيوي للشعب المرجانية. وأجرى العلماء بحوثا في 14 منطقة تعيش فيها الشعب المرجانية في المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والبحر الأحمر وغيرها، حيث اكتشفوا أن نشاطات الانسان في التاريخ تحدث انحلال الشعب المرجانية بمختلف الدرجات في كل هذه المناطق. وقالوا:"يتحلى اتجاه الانحلال بعمومية، وترك هذا الواقع انطباعا لذيذا لن ينسى. قد بدأت حوالي 80% من الشعب المرجانية في العالم طريقها الى الموت رويدا رويدا، ولا نعتقد أن الباقية التي تبدو حسنة الملامح تستطيع الهروب من هذا المصير المحزن."