اختتمت فى اوائل هذا الشهر بمدينة كونمينغ جنوب الصين الدورة الثانية لمؤتمر قمة التعاون الاقتصادي في شبه إقليم نهر الميكونغ الكبير \GMS \ بحضور قادة الصين وكمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام ورئيس بنك التنمية الآسيوي، وقد ابرز هذا المؤتمر مرة اخرى السياسة الدبلوماسية الصينية المتمثلة فى تنفيذ سياسة حسن الجوار وممارسة اعمال فعلية . وطرح رئيس مجلس الدولة الصينى ون جا باو اثناء المؤتمر سبعة مقترحات تهدف الى تعزيز التعاون الاقليمى كما اعلن ان الصين ستوسع نطاق الاجراءات التفضيلية لبعض المنتجات المستوردة من كمبوديا ولاوس وميانمار من جانب واحد .

ويرى المحللون ان الصين ظلت تشارك بنشاط فى نشاطات التعاون فى الاقليم وشبه الاقليم وتعزز علاقاتها الودية مع الدول المجاورة عبر اجراء هذا التعاون وذلك قد ارسى قاعدة اساسية لدفع السلام والاستقرار والتنمية فى المنطقة .

وبالاضافة الى ذلك ، تم التوقيع على وثائق عديدة اثناء المؤتمر تتركز فى تعزيز بناء المنشآت الأساسية، ودفع التبادل الاستثمارى والتجارى، وخفض تكاليف التجارة والاستثمار وبناء الطرق السريعة المعلوماتية الاقليمية حتى تحقيق التنمية المستدامة .

يقع شبه اقليم نهر الميكونغ الكبير فى منطقة تربط بين الصين وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا ويتمتع بموارد طبيعية وافرة وامكانية اسواق ضخمة . ومنذ مدة طويلة ظلت الصين تشارك بنشاط فى التعاون الاقتصادى فى شبه اقليم نهر الميكونغ الكبير . كما أسست فى العام الماضى صندوقا خاصا فى بنك التنمية الاسيوى بقيمة عشرين مليون دولار امريكى لاستخدامها فى دعم اعداد الموارد البشرية وتحريك التعاون لازالة الفقر فى المنطقة .

ليس هذا فحسب ، بل دفع هذا التعاون الاقتصادى فى شبه اقليم نهر الميكونغ الكبير التعاون بين الصين ودول رابطة الاسيان حيث قد بدأت تتحرك عملية بناء منطقة تجارية حرة بين الصين والاسيان ، وتجاوزت قيمة التبادل التجارى بينهما فى العام الماضى مائة مليار دولار امريكى ، وقد اصبحت الصين الان رابع شريك تجاري للاسيان .

إن حسن الجوار ظل اساسا لسياسة الصين الخارجية منذ زمان ، وطرحت الحكومة الصينية فى السنوات الاخيرة موضوعا جديدا حول " حسن الجوار والشراكة " و"حسن الجوار واستقراره واثرائه " وذلك من اجل تعزيز التبادلات العملية بين الصين والدول المجاورة بهدف تحقيق الازدهار المشترك .

هذا وقد وفر النمو الاقتصادى السريع فى الصين ضمانا اساسيا لدفع التعاون الاقليمى. وتجدر الاشارة الى ان الصين ظلت تولى اهتمامها البالغ لتعزيز تعاونها مع الخارج وخاصة مع الدول المجاورة انطلاقا من مبادئ الاحترام المتبادل والتشاور المتكافئ والمتابعة بفعالية حقيقية .ويقولون ان تعزيز التعاون الاقليمى هو الطريق الوحيد لمواجهة المنطقة التحديات الجديدة وتحقيق التنمية المشتركة والمستدامة .