ديسكفري يلتحم بالمحطة الفضائية.. في آخر زيارة؟
التحم مكوك الفضاء ديسكفري بنجاح بمحطة الفضاء الدولية امس في ما قد يكون آخر زيارة للمحطة لفترة من الزمن بعد قرار ناسا ايقاف رحلات اسطول المكوك بسبب مشكلات فنية يخشى أن تؤدي لتكرار كارثة تحطم كولومبيا.
وجرت عملية التحام المكوك والمحطة اللذين يزن كل منهما 100 طن بسلاسة تحت إشراف الرائدة ايلين كولينز قائدة المكوك التي انضمت وستة رواد آخرين يشكلون معا طاقم ديسكفري الى الرائدين سيرجي كريكالف وجون فيلبس الموجودين على متن المحطة منذ 103 أيام.
وسيستمر التحام المكوك والمحطة أسبوعا يجري فيه رواد ديسكفري اصلاحات بالمحطة ويسلمون امدادات وأطعمة لطاقم المحطة المكون من اثنين.
وعكر اعلان ادارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) أن المكوك ليس آمنا تماما صفو رحلة ديسكفري الحالية التي كان متوقعا أن تكون عودة مظفرة للمكوك الى المحطة الفضائية لاول مرة منذ تشرين الثاني 2003.
وقالت ناسا ليل الاربعاء انها اكتشفت ان قطعة كبيرة من المادة العازلة انفصلت عن خزان الوقود الخارجي للمكوك ديسكفري اثناء اطلاقه في تكرار للمشكلة التي كانت سببا في تحطم المكوك كولومبيا ومقتل طاقمه قبل عامين ونصف عام.
وقال مدير برنامج المكوكات الفضائية بيل بارسون <<لن نقوم برحلة أخرى قبل ان نصبح مستعدين>> لتسوية المشكلة التي تحتاج <<لعمل كبير>>. اضاف <<لو لاحظنا هذه المشكلة قبل اطلاق ديسكفري لتمكنا من ادخال تعديلات>>، موضحا ان الوكالة <<ارتكبت خطأ>> في هذا المجال. لكنه اكد ان هذه القطعة الكبيرة من العازل لم تصب المكوك.
وأظهرت صور التقطها طاقم ديسكفري اثناء الاطلاق اختفاء قطعة كبيرة من المادة العازلة من منطقة خزان الوقود وهو اكتشاف مثير للقلق لان قطعة وزنها 750 غراما من المادة العازلة سقطت من خزان الوقود الخارجي لكولومبيا اثناء اطلاقه في 16 كانون الثاني 2003 وأصابت جناح المكوك بعطب.
وتسبب العطب في تحطم المكوك كولومبيا اثناء محاولته الطيران عبر الغلاف الجوي للهبوط على الارض بعد رحلة استمرت 16 يوما مما أودى بحياة رواده السبعة. ووقعت الكارثة اثناء دخول المكوك المجال الجوي للارض عندما دخلت غازات شديدة الحرارة الى المكوك من فتحة احدثها ارتطام قطعة من المادة العازلة وزنها 750 غراما بالمكوك.
وقضت ناسا شهورا في تغيير طريقة وضع المادة العازلة على خزان الوقود وكانت تتوقع ان تسقط شظايا صغيرة جدا من المادة العازلة عن الخزان اثناء اطلاقه.
وقال وين هيل نائب مدير برنامج مكوك الفضاء في ناسا ان هناك شقوقا في بطن ديسكفري الا أنها لا تشكل خطرا على المركبة. أضاف انه اذا كانت اضرار لا يمكن اصلاحها لحقت بالمكوك ديسكفري فإن افراد طاقمه سيبقون في المحطة لحين وصول اتلانتيس لانقاذهم.
وقال بارسونز ان احتمال حدوث هذا <<بعيد>> ولكن اذا حدث فسيكون على ناسا أن تتخذ <<القرار الصعب>> بإطلاق اتلانتيس.
ورحلة ديسكفري هي أول رحلة تقل رواد ترسلها ناسا منذ تحطم كولومبيا.
وكان من المقرر إطلاق المكوك اتلانتيس في ايلول في رحلة ايضا الى المحطة الفضائية الدولية. (أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب)
السفير-لبنان
29-7-2005