منذ دورة لوس انجلوس الأولمبية في عام 1984، أسست الألعاب الأولمبية رابطة لا تنفصم مع المؤسسات التجارية. وتعتبر الدورة الأولمبية حدثا ضخما يجذب أنظار العالم كله، فأصبحت أفضل خشبة مسرح لإبراز مظاهر المؤسسات وتوسيع نطاق شهرتها. وتتيح دورة بكين الأولمبية التى ستقام في عام 2008 كثيرا من الفرص السانحة للمؤسسات الصينية والأجنبية حاليا.
ومع أن دورة بكين الأولمبية ستفتتح بعد أكثر من ثلاث سنوات، لكنها قد جذبت كثيرا من المؤسسات لاحتلال الأسواق الضخمة المعنية بها قبل مدة طويلة. وترغب في الاشتراك في هذه الدورة الأولمبية الضخمة مثل الرياضيين.
وإن خطة توب أي خطة شركاء الأولمبياد التى وضعتها اللجنة الأولمبية الدولية لقيت ترحيبا حارا جدا من قبل المؤسسات في العالم كله. ووفقا لنصوصها، إن المؤسسات المختارة كشركاء تعاون مع الدورة الأولمبية على نطاق العالم لا تستطيع أن تستخدم حق الملكية الفكرية الأولمبية لممارسة التجارة في الأسواق العالمية فحسب، بل تحصل أيضا على حق الانفراد بإنتاج المنتجات المعينة وإجراء الخدمات الخاصة. وإن المرحلة السادسة من خطة توب للجنة الأولمبية الدولية والخاصة بدورة بكين الأولمبية لم تجذب إحدى عشرة مؤسسة متعددة الجنسيات على أعلى مستوى في العالم فحسب، بل أتاحت فرصة سانحة للمؤسسات الصينية لتوسيع نطاق شهرتها أيضا. وانتهزت مجموعة لينوفو الصينية هذه الفرصة بحزم، وأصبحت شريك تعاون فريدا مع اللجنة الأولمبية الدولية في صناعة تكنولوجيا المعلومات. وتحدثت السيدة لي مي مندوبة مجموعة لينوفو عن قرار المجموعة بالاشتراك في خطة توب قائلة:
" كنا نفكر في الفائدة من حصول الصين لأول مرة على حق استضافة الدورة الأولمبية. وأوضحت مختلف الاستطلاعات المعنية بالأسواق التى أجريناها أن الدورة الأولمبية لقيت إقبالا شاملا في الصين. ومن وجهة استراتيجية مجموعة لينوفو، كنا نبحث عن مناسبة صالحة لعولمة مجموعة لينوفو. بينما كانت اللجنة الأولمبية الدولية تأمل حينذاك في انضمام مؤسسة صينية الى شركاء التعاون لتنفيذ خطة توب. وبسبب خروج مؤسسة IBM منها، كان ينقصها شريك تعاون في صناعة تكنولوجيا المعلومات. لذا، رأينا أننا قد حصلنا على فرصة قد لا يجود بمثلها الزمن. "
وبعد اشتراكها في خطة توب، ستنفرد مجموعة لينوفو بتقديم مختلف أجهزة الكمبيوتر والدعم المالي والتكنولوجي للجان الأولمبية في أكثر من مائتي دولة ومنطقة بالعالم والوفود الأولمبية المشتركة في دورة تورين الأولمبية الشتوية في عام 2006 ودورة بكين الأولمبية في عام 2008. وخلال هاتين الدورتين الأولمبيتين، سيستخدم المسؤولون الحكوميون ومراسلو وسائل الإعلام والعاملون والمتطوعون هذه المنتجات، بينما تتطور مجموعة لينوفو في عملية عولمتها بواسطة استخدام الشعار الأولمبي أي شعار الحلقات الخمس واللقب الرسمي كشريك تعاون مع الأولمبياد على نطاق العالم.
وقررت اللجنة الأولمبية الدولية ألا يتجاوز عدد أعضاء خطة توب اثنتي عشرة جهة. لذا، حولت كثير من المؤسسات أنظارها الى خطة تنمية الأسواق الخاصة بدورة بكين الأولمبية في عام 2008. وعلم أن إجمالي قيمة الطلب في أسواق دورة بكين الأولمبية ستصل الى ستمائة مليار يوان صيني. ويشمل نطاق الاستثمارات فيها كثيرا من المجالات، منها المرافق العامة في المدينة والمنشآت الرياضية والمنشآت الخاصة بحماية البيئة وتكاليف إدارة الدورة الأولمبية وتكاليف حفظ الأمن وغيرها مما يتيح فرصا لمختلف المؤسسات للاشتراك في الدورة الأولمبية القادمة. وقد وقعت ثماني مؤسسات مشهورة صينية وأجنبية اتفاقية تمويل مع اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية، وأصبحت شركاء تعاون معها. وإن هؤلاء الشركاء لا يهتمون بالفوائد المالية الهائلة في دورة بكين الأولمبية فحسب، بل ينظرون الى مدى بعيد أيضا. ومن ضمن هؤلاء الشركاء مجموعة فولكسواجن الألمانية للسيارات، وستقدم خدمات بسياراتها لدورة بكين الأولمبية. وتحدث السيد وي تشنغ روي مندوب مجموعة فولكسواجن عن مغزى تمويل مجموعته لأولمبياد بكين قائلا:
" نشعر من أعماق قلوبنا بحماسة وفخر الشعب الصيني إزاء دورة بكين الأولمبية. ونريد أن ندعم الشعب الصيني بنشاط لتطوير القطاعات الثقافية والتعليمية والخيرية. وتعتبر إجراءات السلامة عنصرا هاما في مجال استخدام السيارات. وظلت مجموعتنا باعتبارها مؤسسة متقدمة في عالم صناعة السيارات تحتفظ بأعلى درجة من مؤشرات السلامة. وبواسطة التعاون مع اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية، نبذل جهودا مشتركة في بحث التقنيات لتجنب وقوع حوادث وإجراء التدريب والتوعية بشأن قيادة السيارة بسلامة، مما يضمن سلامة ظروف المواصلات بصورة متزايدة ويجسد مفاهيم الأولمبياد الجماهيري أيضا. "
وبالإضافة الى مجموعة فولكسواجن، عبرت كثير من المؤسسات المتوسطة والصغيرة عن تفاؤلها بمستقبل الأسواق الأولمبية، والتى ستشارك فيها بنشاط. ويدل تقرير أصدره معهد بحوث اقتصاد الأولمبياد ببكين على أن المؤسسات التى لم تحصل على حق التأهيل الأولمبي لشركاء التعاون أو الممولين تستطيع أن تغتنم الفرص التجارية بمناسبة دورة بكين الأولمبية عن طريق الحصول على الرخصة التجارية وإجراء التعاون مع الممولين في توريد المنتجات الأولية وخدمات التوزيع والتسليم وغيرها. وقد تعهدت اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية بتوفير فرص تنافس متساوية لكل المؤسسات المشتركة في أسواق أولمبياد بكين. إذ قال السيد وانغ وي – نائب الرئيس التنفيذي والأمين العام للجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية:
" إذا استطاعت مؤسسات بلادنا أن تطور آلياتها وقدرتها وكفاءة عامليها بسرعة متزايدة بواسطة تمويل الدورة الأولمبية القادمة، فسيكون ذلك نتيجة جيدة جدا لتحسين أعمالها في مختلف المجالات. ونأمل في مشاركة الجميع في الدورة الأولمبية القادمة."