عمان-محمد حوامدة - يعتبر خبراء أن تبنى صناعة «مراكز الاتصال» في المملكة سينقل الأردن خطوات كبيرة في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص العمل.
ويعزون فرص نجاح هذه الصناعة إلى «توفّر التكنولوجيا» اللازمة لإنشائها وتطوّر مهارات اللغة الإنجليزية بلهجة مفهومة عند المتحدثين بها إلى جانب موقع المملكة الجغرافي وتوّقعات مزيد من الانخفاض في أسعار المكالمات الدولية.
تقول وزيرة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات ناديا السعيد أن الوزارة تبحث إمكانية تنافس الأردن مع غيره من الدول في صناعة مراكز الاتصال في ظل انخفاض تكلفة الاتصال في السنوات الماضية وتوقعات مزيد من الانخفاض مستقبلا مع تحرير سوق الاتصالات.
وتؤكد أن وزارة الاتصالات وبالتعاون مع القطاع الخاص تخطط لإنشاء «مركز اتصال ريادي» يخدم نشاطات الشركات التي تعتمد تكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة في الاتصالات في برامجها وخدماتها.
وترى السعيد أن أثر إنشاء مراكز الاتصال سينعكس إيجابا على المواطن بتوفير فرص عمل بمستوى دخل مناسب من جهة ونقل التكنولوجية وتوطينها في الأردن من جهة أخرى حيث أن المراكز ستكون لتقديم خدمات فنية معينة وتسويق للشركات التي ستنشئها.
وتشير التقارير إلى أن مراكز الاتصال من الاستثمارات التي تعتمد على العمالة المكثفة،لذلك فإن الأجور ووجود الكوادر المؤهلة أو التي تحتاج لأقل كلفة في التأهيل من العوامل المهمة في تحديد مكان الاستثمار.
ويعتبر المدير التنفيذي للاستراتيجية في الاتصالات الأردنية لوك سافاج أن وجود شبكات اتصالات متاحة توفر المسارات الدولية الملائمة وفق سعات مناسبة وبدائل مناسبة للحفاظ على النوعية للخدمة وبأسعار معقولة من أهم مقوّمات صناعة مراكز الاتصال.
ويؤكد أن من العوامل الأخرى التي قد تجعل المملكة منطقة جاذبة للاستثمار في مراكز الاتصال هي الموقع الجغرافي ومزايا التكلفة على الشركات المستثمرة إذ أن معدل الأجور في الأردن منخفض نسبيا بالمقارنة مع دول مجاورة وتأهيل الفرد الأردني أقل كلفة من تأهيل شبيه له بدول مماثلة إضافة لضعف مراكز الاتصال في الدول العربية.
ويقول سافاج أن قيام صناعة مراكز اتصال في المملكة تتطلب تظافر جهود عدة جهات وأن ننافس جميعا كبلد واحد مشيرا إلى أن توفير متحدثين للغات أجنبية أوروبية ـسوى الإنجليزية- سيمنح الأردن ميزة تفضيلية فيما لو فكّرت الشركات الأوربية بفتح مراكز اتصال لها في المنطقة.
ولشركة الاتصالات الأردنية مركز اتصال إقليمي،يستهدف مؤسسات القطاعين العام والخاص-وعلى وجه الخصوص تلك التي لأعمالها علاقة مباشرة مع الجمهور حيث يشكل المركز قناة متخصصة بين المؤسسة وعملائها،مثل المؤسسات الحكومية وشركات ومؤسسات السياحة والمالية والنقل والتعليم وتكنولوجيا المعلومات وغيرها.
ويرى المدير التنفيذي لشركة استارتا لحلول البرمجيات أنس الريماوي أن قيام صناعة مراكز الاتصال في الأردن ستنعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني سواء من ناحية توفير فرص العمل أو من ناحية جذب الاستثمارات.
ويقول أن الشركات العالمية مهتمّة بالاستثمار في الأردن في هذه الصناعة،مستشهدا بقيام شركة سيسكو سيستمز العالمية بإنشاء مركز دعم فني لها في «استارتا» لتعزيز خدمات الدعم التقني الهندسي للزبائن من الشركات في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط .
ويضيف الريماوي أن منافسة الأردن لدول كالهند والصين في صناعة مراكز الاتصال يبدو صعبا لكنه «غير مستحيل» في ظل قرب تلك الدول من السوق الآسيوي وبعدها الجغرافي عن أوروبا وأفريقيا بخلاف الأردن الذي يشكّل حلقة وصل بين أوروبا وغرب آسيا.
وتحتل الهند والصين مقدمة الدول الآسيوية التي تستخدم كمراكز اتصال حيث يوجد 96 ألف كابينة في الهند و38 ألف في الصين-حسب مسح أجري في آب من العام الماضي- في حين تبرز في المنطقة إمارة دبي ومصر وإسرائيل كمراكز اتصال.
الراي-الاردن
1-8-2005