<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-08-02 18:17:48
نظامان للمسلمين الصينيين

cri

خلال عملية تصيين الإسلام أي حينما تحول بعض الصينيين إلى الاسلام ويتعلق هذا بنظامين للمسلمين استنادا إلى أسباب دخولهم الصين ونشاطاتهم المهنية ومناطق إقامتهم.

النظام الأول: المسلمون المنتمون إلى أربع قوميات: هوي، سالار، دونغشيانغ، باوآن. قدم أسلافهم إلى الصين من بلاد العرب والفرس وآسيا الوسطى عبر طريق الحرير البري والبحري بغرض التجارة، أو كانوا جنودا وحرفيين ضمن الجيش المغولي، واستوطنوا الصين، اندمجوا وتزاوجوا مع أبناء القوميات الصينية المحلية، وتكاثروا. لقد انتشر الإسلام في أنحاء الصين سلميا مع تنقلات المسلمين، والإسلام في الصين عقيدة دينية وأسلوب حياة. ولقد لعب الإسلام في الصين دورا كبيرا في تشكيل القوميات الإسلامية التي اتخذت من الإسلام نواة للانتماء القومي، وقد تمثل هذا رئيسيا في الأنظمة القومية والفكر، والعادات والتقاليد الثقافية، التي تتخذ أصول وشريعة الإسلام محورا لها. قومية هوي هي أكبر القوميات الأربع (هوي، سالار، دونغشيانغ، باوآن) من حيث العدد، كما أنها أكثرها انتشارا وتنقلا. بعد أسرة مينغ الملكية (1368-1644م)، مع تنقل أبناء قومية هوي المستمر، تشكلت تدريجيا 6 مناطق رئيسية في الصين يقطنها أبناء هوي، وهي منطقة جنوب نهر اليانغسي التي تتوسطها مدينة نانجينغ ومدينة سوتشو؛ ومنطقة قاننينغتشينغ المحاطة بخهتشو، ديداو، شينينغ؛ ومنطقة قوانتشونغ المحاطة بتشانغآن؛ ومنطقة يوننان؛ ومنطقة ييلويوي التي تتخذ بكين مركزا لها؛ وغيرها من المناطق الأخرى.

النظام الثاني: المسلمون التابعون لست قوميات هي: ويغور، قازاق، أوزبك، طاجيك، قرغيز، تتار، وهذه القوميات تتوزع في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بصفة رئيسية. أما شينجيانغ فهي أرض مترامية الأطراف ومتعددة القوميات، كانت في التاريخ ذات بيئة دينية معقدة، حيث كثرت بها الممالك الصغيرة، وترتبط شينجيانغ بعلاقات قوية مع الدول الإسلامية المجاورة لها في مجال الانتماء القومي والديني وفي الاقتصاد والثقافة والعادات والتقاليد، ولكن شينجيانغ لم تنفصل أبدا عبر التاريخ عن سلطة الحكومة المركزية الصينية. انتشر الإسلام في شينجيانغ بعد صراع طويل مع البوذية والأديان الأخرى وقوى سياسية مختلفة. إن انتشار الإسلام في شينجيانغ يختلف تماما عن المناطق الأخرى من نواح عديدة:

أولا، تأثر نهوض وانهيار حكم شينجيانغ الموحدة سياسيا ودينيا بتطور وتدهور قوة خوجه (عائلة كبيرة في شينجيانغ حينذاك)- ايشان (طائفة إسلامية بشينجيانغ حينذاك). وفي القرن الثالث عشر على وجه التقريب، بدأ أبناء وأحفاد الشيخ بهاري شجاع الدين، وأسلاف خوجه رشيد يدعون إلى مذهب ايشان في منطقة لهبو تشيهتاي الواقعة ما بين توربان ويويتيان. أما جنكيز خان فكان فد نفى الشيخ بهاري شجاع وخوجه رشيد إلى هاراخهلينغ، وأخيرا تعاظمت قوة خوجه- ايشان وتطورت من النفوذ الديني إلى كتلة سياسية مسيطرة على السلطة حتى تم توحيد شينجيانغ في أسرة تشينغ الملكية. هذا أول اختلاف لتطور الإسلام في شينجيانغ عن القوميات الإسلامية في المناطق الداخلية.

ثانيا، بفضل مساهمات عائلة خوجه تطورت طائفة ايشان والايشانية في منطقة شينجيانغ بصورة كافية، وفي الوقت نفسه حصلت على سلطات إقطاعية أكبر، وأيضا تغلغل تأثير الإسلام في نواحي الحياة الاجتماعية لقومية الويغور. في الفترة ما بين القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر، أصبحت طائفة ايشان المحور الرئيسي لنظام الرقيق في منطقة الويغور، وبلغت حركة زيارة "ماتشا" (ضريح الشيخ) من أهم محتويات عبادة خوجه. تشتهر شينجيانغ في العالم الإسلامي بتعميم "ماتشا" على نطاق واسع، وأعدادها كثيرة، أشكالها متنوعة، ومحتويات تقديس "ماتشا" معقدة، والروايات حول أصحاب الأضرحة غريبة. دمج خوجه- ايشان عبادة الأولياء في إجلال "ماتشا"، وزعم أن "ماتشا" موقع مقدس، تقام فيه نشاطات دينية هامة، والحقيقة أنهم كانوا يرشدون الذين يعبدون ايشان إلى تقديس أحفاد خوجه – ايشان أكثر بواسطة دعوتهم إلى تقديس خوجه- ايشان الراحل، وبذلك يحصلون على مصالح اقتصادية وسياسية. بطبيعة

الحال، في هذه البيئة تطور النفوذ الديني لخوجه- ايشان فأصبح نظاما للرقيق.

ثالثا، تطور التعليم الديني بصورة غير مسبوقة. في النصف الأول القرن العاشر، تأسس أول معهد للعلوم الإسلامية في تاريخ الإسلام بالصين في شينجيانغ، وفيما بعد شهدت العلوم الإسلامية تطورا أكثر، ففي فترة عهد مملكة يارقان على سبيل المثال، تم ترميم بعض المعاهد الإسلامية العريقة إضافة إلى تأسيس أكثر من عشرة معاهد إسلامية جديدة. كانت تدرس فيها اللغة العربية، واللغة الفارسية، وتفسير القرآن الكريم، والفقه الإسلامي، وأصول الإسلام، وتاريخ الإسلام إضافة إلى علم المنطق، وقواعد اللغة العربية ودواوين الشعر لعلماء الصوفية والفلسفة الإسلامية، وأعدت هذه المعاهد الإسلامية كثيرا من رجال الدين، والأدباء، مما زاد من تأثير الإسلام في المجتمع.

في بادئ الأمر كان هناك فرق كبير بين شينجيانغ والمناطق الأخرى في عملية انتشار وتطور الإسلام. حتى أواسط وأواخر أسرة تشينغ الملكية (1616-1911)، وبسبب الفصل بين السياسة والدين أصبحت الظروف الأولي لانتشار وتطور الإسلام في شينجيانغ متشابهة مع المناطق الأخرى في الصين، وبالتالي أخذ الاسلام يتطور في الصين في ظل بيئة واحدة على وجه التقريب. وعلى صعيد الاقتصاد، وبسبب إقامة القوة العسكرية في شينجيانغ في أسرة تشينغ الملكية هاجر عدد غير قليل من المسلمين بمناطق الصين الداخلية إلى شينجيانغ، مما عزز التبادل الاقتصادي بين شينجيانغ وبين المناطق الداخلية، وبين المنطقة الزراعية بجنوب شينجيانغ والمنطقة البدوية بشمال شينجيانغ، وصل التطور الاقتصادي في شينجيانغ إلى نفس المستوى. وتأثرا بتغير النظام الإسلامي الصيني في الفصل بين الحكم الديني والحكم السياسي، والفصل بين إدارة الشؤون الدينية والقضاء الشرعي طرأت تغيرات على فعالية الفقه الإسلامي. ثم بسبب تدهور قوي خوجه- ايشان، ونهاية الخلافات بين الطوائف الدينية الكبيرة، اعتنقت قومية الويغور والقوميات الأخرى الإسلام، ومن هناك الإسلام في الصين يتطور في ظروف مماثلة في بداية القرن العشرين بغض النظر عن الطائفة.

بفضل استقرار المناطق القومية سياسيا واجتماعيا، ظل الإسلام يتطور في شينجيانغ وكذلك في المناطق الداخلية رغم الفروق بينهما.