عواصم - رويترز - قفزت اسعار النفط لمستويات قياسية امس فيما انتعشت الاسهم السعودية عقب الانتقال السلس للسلطة اثر وفاة الملك فهد بن عبد العزيز.

ارتفعت اسعار النفط متجاوزة 62 دولارا للبرميل رغم تطمينات سعودية اكدت فيها عدم تغيير سياستها النفطية.

وواصل الخام الاميركي الخفيف صعوده امس في بورصة نيويورك التجارية نايمكس الى اعلى مستوياته على الاطلاق بعد وفاة العاهل السعودي ووسط مخاوف بشأن اضطراب عمليات التكرير في أعقاب نشوب حريقين بمصفاتين في الولايات المتحدة وخفض حجم بعض عمليات التكرير عززت الاتجاه الصعودي.

وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف لعقود ايلول 63ر1 دولار الى 30ر62دولار للبرميل متجاوزا مستواه القياسي السابق عند 10ر62 دولار للبرميل الذي سجله في السابع من تموز الماضي. وهذا المستوى هو اعلى مستوى على الاطلاق منذ بدء تداول العقد في نايمكس عام 1983 .

وصعد خام برنت نحو 5ر1 دولار في بورصة البترول الدولية بلندن امس الاثنين مواصلا مكاسبه المبكرة فيما عززت عوامل فنية ومخاوف بشان مشاكل مصافي النفط التاثير الصعودي لوفاة الملك فهد.

وارتفع برنت في عقد ايلول 46ر1 دولار 99 سنتا الى 83ر60 دولار للبرميل مرتفعا 13 سنتا عن اعلى مستوياته على الاطلاق عند70ر60 دولار للبرميل التي سجلها في السابع من تموز.

وقال تجار ان انباء وفاة الملك فهد تاثيرها متوازن حتى الان اذ انها كانت متوقعة وان العاهل السعودي الملك عبد الله هو الذي كان يدير الشؤون اليومية للمملكة منذ 1995 ابان كان وليا للعهد.

وقال متعاملون ان مخاوف بشأن اضطراب عمليات التكرير في أعقاب نشوب حريقينبمصفاتين في الولايات المتحدة وخفض حجم بعض عمليات التكرير سبب رئيسي في الارتفاع الذي تشهده السوق.

وقالت مصادر سعودية ان السعودية ستلتزم بسياستها النفطية المطبقة منذ وقت طويل والتي تهدف الى توفير امدادات كافية للاسواق العالمية من اجل استقرار الاسعار وذلك بعد الوفاة .

وقال مصدر سعودي لرويترز «انا واثق من ان شيئا لن يتغير فيما يتصل بسياسة النفط السعودية».

وتفضل السعودية رؤية أسعار النفط دون 50 دولارا للبرميل وهو مستوى يعتبر أعلى من اللازم لاقتصاد عالمي قوي.

ولتوفير امدادات كافية لاسواق النفط العالمية تضخ الرياض الان نحو 5ر9 مليون برميل يوميا من النفط الخام وتعهدت بابقاء طاقتها الانتاجية الفائضة عند ما بين 5ر1 مليون ومليوني برميل يوميا لسد أي نقص في الامدادات.

وقال مصدر اخر بصناعة النفط السعودية «السعودية ستواصل امداد زبائنها بما يحتاجونه /في ظل العاهل الجديد الملك عبدالله/».

لكن معدل الانتاج المرتفع للسعودية لم ينجح في كبح جماح موجة الصعود القوية لاسعار النفط التي وصل فيها الخام الاميركي مؤخرا الى اكثر من 61 دولارا للبرميل بعد أن اثارت مشاكل في مصافي النفط الاميركية المخاوف من نقص الامدادات.

وقال وزير النفط الايراني بيجن زنغنه امس ان ارتفاع أسعار النفط نتيجة وفاة الملك فهد أمر عارض وان من المستبعد أن تتغير السياسة النفطية للمملكة.

وقال زنغنه لوكالة انباء الطلبة الايرانية «الصدمة التي سرت في السوق نتيجة وفاة الملك فهد ستكون مؤقتة».

واضاف قائلا «نظرا لان ولي العهد السعودي كان يدير سياسة السعودية فمن الطبيعي الا يكون هناك تغيير في سياسة البلاد».

وانتعشت الاسهم السعودية بعد انخفاضها في أوائل المعاملات امس في أعقاب وفاة الملك فهد.

وانخفض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية بنسبة 6ر5 في المئة قبل ان يتم وقف التداول لفترة وجيزة وبعد استئناف التداول انخفض المؤشر 06ر1 في المئة الى 56ر13048 نقطة بحلول الساعة 0900 بتوقيت جرينتش.

وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الاساسية /سابك/ أكبر الشركات المقيدة في سوق الاسهم السعودية بنسبة 1ر1 في المئة الى 1322 ريالا.

وقال هيثم عربي رئيس ادارة الاصول بشركة شعاع كابيتال في الامارات ان مسألة الخلافة حسمت في نصف ساعة وان «الامير عبدالله أظهر انه من أكثر زعماء المنطقة تطلعا للامام وتأييدا للاصلاح».

وانخفض مؤشر سوق دبي المالي 9ر1 في المئة في الامارات بينما استقر مؤشر البورصة الكويتية دون تغيير تقريبا.

وقال متعامل في دبي «كان هناك بعض البيع كرد فعل تلقائي في السعودية وهو أمر طبيعي في أي سوق ناشئة في بلد يحكمه ملك. رأينا هبوطا حادا ولكني أعتقد أن السوق ستنتعش».

وشهدت أسواق الاسهم في الامارات ارتفاعا كبيرا في العامين الاخيرين بفضل ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية مما دعم أرباح الشركات وزاد من الاقبال على الاستثمار في البورصات.

الراي-الاردن

2-8-2005