بينما اعلنت شركة «موتورولا» الاميركية الاسبوع الماضي عن طرحها لأحدث هواتفها الجوالة، تستعد شركة «نوكيا» الفنلندية لاكتساح السوق بطرز مطورة من الهواتف الجوالة. الهواتف الجوالة هذا العام 2005 تحول شعارها الى «الجوال الموسيقي» بعد ان اجتاح جهاز «آي بود» لشركة «أبل» للكومبيوترات عالم الاجهزة الجوالة الموسيقية بامكاناته الكبيرة لتنزيل آلاف الاغاني والمقطوعات الموسيقية عبر شبكة الإنترنت وعرضها لعشاق الموسيقى والطرب. اما عام 2006 فسيكون شعاره عام «الجوال التلفزيوني» وفقا لتصورات الخبراء، وسيكون عام 2007 الذي يليه عام «الجوال اللاعب»، ثم ينتصب الهاتف الجوال على اعلى قممه عندما يصبح عام 2008 «المحطة الإنترنتية الجوالة»! عروض موتورولا < ضمن نطاق الاجهزة التي عرضتها موتورولا، جوالات بآلات كاتبة قياسية، أي بنفس حروف ورموز الآلات الكاتبة التي تستخدم مع الكومبيوترات، وهي تشبه اجهزة «بلاكبري»، كما عرضت نظارات شمسية زرعت فيها تقنية الهاتف الجوال.
الا ان موتورولا لم تطرح هاتفها الموعود المتوافق مع برامج «آي تيونز» لتنزيل الموسيقى والغناء عبر الكومبيوتر والإنترنت. وقال أيد زاندر المدير التنفيذي للشركة لدى حديثه عن المنتجات الجديدة ان الجهاز لا يزال في طريقه الا انه لن يطرح حاليا. وتشمل اجهزة موتورولا الجديدة:
«موتو كيو« Moto Q هاتف مزود بآلة كاتبة قياسية يعتمد في تصميمه على هاتف «رازر» Razr وينفذ وظائف ارسال واستقبال البريد الإلكتروني والبريد الصوتي، ويعمل على نظام تشغيل «وندوز موبايل 5.0».
«رازر واير» Razr wire نظارات شمسية صممتها موتورولا مع شركة أوكلي المعروفة بتصاميم النظارات الإلكترونية المدمجة، تعتمد على تقنيات الاتصالات اللاسلكية مع الاجهزة القريبة منها وفق تقنيات بلوتوث. وتطرح هذا الشهر اغسطس (آب).
«موتورولا واي ماكس» Motorola WiMax جهاز موجه للاتصالات اللاسلكية الأبعد مدى مع الإنترنت. وسوف يستخدم هذا الهاتف الجديد من طراز «واي4» Wi4 نظام تشغيل «وندوز موبايل 5.0» «اوجو» Ojo هاتف فيديو شخصي مصمم للبريد المصور يتمتع بخصائص عرض الصور الواضحة الجيدة ويتزأمن الصوت المرافق مع الصورة المعروضة ويمكن لمستخدميه تسجيل تحيات مصورة للمكالمات الواردة اليهم كما يستطيع المتحادثون به تسجيل صور بدلا من اصواتهم.
روكر Rokr مجموعة من الهواتف الجوالة الموسيقية توفر مفاتيح موسيقية لمستخدميها، وامكانية التعامل مع برامج العرض الموسيقي، وتصمم بذاكرة عالية السعة كما ان مدة خدمة بطارياتها طويلة.
وكان هاتف «آي تيونز» الجوال الموعود موضع مناقشات وانباء متضاربة لشهور عديدة. وقال خبراء ان تأخير طرحه يعني ان «موتورولا» و«أبل» لم تقدرا كما يبدو التغيرات القوية في توجهات السوق.
وشارك خبراء من مايكروسوفت في عرض المنتجات الجديدة من موتورولا لمساهمة شركتهم في تطوير نظم تشغيل «وندوز موبايل 5.0» لهذه الهواتف.
وتتوجه غالبية الشركات العاملة في ميدان الهواتف الجوالة لتوفير خدمات استقبال الموسيقى والمقاطع الغنائية ووسائل عرضها على الجوال بهدف اجتذاب اكثر عدد ممكن من المشتركين بها، وهي تخطط لانتاج هواتف موسيقية. الا ان الشركات تحاول كسب الجمهور للاشتراك بخدمات الاتصالات اللاسلكية بالنطاق العريض للإنترنت اولا.
الا ان موتورولا خلافا للشركات الاخرى تود تصميم هاتف «آي تيونز» يسمح للجمهور بتحويل الموسيقى من الكومبيوتر المزود ببرنامج «آي تيونز»، الامر الذي سيسمح للمستخدمين بتنزيل الموسيقى من كومبيوتراتهم عبر الإنترنت بدلا من الاتصالات اللاسلكية «عبر الاجواء»، وهي الاتصالات التي تشرف على شبكاتها الشركات الاخرى وتدر عليها الارباح.
مستقبل الجوال < على صعيد آخر تقدم «نوكيا»، اكبر شركة لانتاج الهواتف الجوالة في العالم، اجهزتها الجديدة هذا العام، اذ تطرح «نوكيا 6270» ضمن 40 جهازا جوالا جديدا. وتتنافس الشركة مع شركات عالمية كبرى مثل موتورولا وسامسونغ وسوني ـ اريكسون وال جي. يقول توماس جونسن مدير الاتصالات لشبكات نوكيا ان عام 2008 وحده سيظل مشكلة كبرى، لأن الاعوام التي تسبقه قد تحددت ملامحها بالنسبة لتصاميم الهواتف الجوالة المطلوبة فيها! وان كان عام 2004 الماضي عام الهاتف ـ الكاميرا (الهاتف التصويري) فان السنة الحالية والسنوات المقبلة تشهد حسب قوله، ظهور «الجوال الموسيقي» ثم «الجوال التلفزيوني» و«جوال الالعاب» واخيرا «الجوال الإنترنتي» ـ المحطة الإنترنتية الجوالة المتكاملة! ويعتبر ثيرو أوجنبيرا احد خبراء الشركة، في حديث لـ «واشنطن بوست» اخيرا، ان اهم توجهات الشركة تتمثل في «التقاط ملامح سلوك الناس وتعاملهم مع الجوال».
ويعمل في الشركة فريق من المصممين الذين يستشرفون المستقبل وآفاقه ضمن ما يطلق عليه «مجموعة إنسايت أند فورسايت» أي ما يشابه «البصيرة والاستبصار» بقيادة باتريك سالنر. ويضع الفريق «خريطة نوكيا العالمية» التي تحدد اهم التوجهات المؤثرة على الشركة في العالم واهم ابداعات مصمميها. وهذه الخريطة سرية الا ان سالنر يتحدث مثلا عن تطوير ثياب داخلية توظف حرارة الجسم البشري في توليد طاقة كهربائية تكفي لتغذية الهاتف الجوال. ويتوقع سالنر مجيء اليوم الذي يتعامل فيه اصحاب الجوال معه كما يتعاملون مع الساعة حاليا. وقد يقومون باستخدام عدة هواتف جوالة، واحد منها للعمل والثاني لسهرة المساء والثالث في العطلات والاجازات وهكذا، أي انهم سيبدلون جوالاتهم كما يبدلون ملابسهم للعمل او السهرات! من جانبه يقول أوجنبيرا ان افراد الجمهور سيكون بامكانهم الدخول الى كومبيوتراتهم المكتبية عبر الجوال. وسيمكن تطوير التقنيات لوضع الاحاديث والاصوات في حزم رقمية تنتقل عبر الإنترنت ويصبح الجوال حينئذ امتدادا لشبكة الهاتف عبر الإنترنت!
الشرق الاوسط
2-8-2005