تلقي موجة الفقر المدقع بظلالها الداكنة على مكان مستور عن هذا العالم المشغول بقضايا الحرب والإرهاب، ليواجه نوعاً آخر من الإرهاب وشكلاً آخراً من أشكال الحرب؛ الحرب من أجل البقاء.
وتعاني النيجر، هذه الدولة الواقعة في غربي القارة السوداء، من تفش مخيف لأمراض مميتة منها الكوليرا بين الملايين من أبنائها، بحيث تغطي مساحات واسعة منها النقص الملح في أبسط حاجات العيش والبقاء كالطعام والأدوية.
وتقول الأمم المتحدة إنها تتوقع أن يؤدي سوء شبكة الصرف الصحي إلى زيادة حدة تفشي الأمراض بين الذين يعانون من نقص في التغذية ويبلغ عددهم 3,6 ملايين إنسان.
ويقول عمال الإغاثة إن حوالى مليون طفل يعانون من سوء التغذية هذا العام ويعاني 150 ألفاً منهم من سوء التغذية الشديد لدرجة أنهم قد يموتون من دون مساعدة طبية عاجلة.
وفي تقرير صادر عن منظمات إنسانية عالمية، فإن 2 في المئة من الأموال العائدة للمجهود الحربي العالمي الذي تمثل القسم الأكبر منه الولايات المتحدة، قادرة على توفير الأمان لأكثر من عشر سنوات من القهر والمعاناة لمثل هذا البلد، فهل هناك من يسمع أنين الجائعين فيه؟
السفير-لبنان
2-8-2005