<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-08-02 16:51:48
24 قتيلاً وشقاق  أفريقي عربي  في أنحاء السودان

cri

مقتل غارانغ في تحطم مروحية أوغندية

بعد رحلة تمرد طويلة وتجربة حكم قصيرة

أشعلت أحداث الشغب التي اندلعت أمس عددا من المدن السودانية وأدت إلى مقتل 24 شخصا بعد الإعلان رسميا عن مقتل النائب الأول للرئيس السوداني جون غارانغ في تحطم مروحية للرئاسة الأوغندية كان يستقلها أثناء عودته من أوغندا، في حين تعهد الرئيس السوداني عمر البشير وأعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي كان يتزعمها غارانغ، بالحفاظ على اتفاق السلام الموقع في نيروبي في 9 كانون الثاني الماضي، والذي وضع حدا لحرب أهلية استمرت 21 عاما بين الحركة وسلطات الخرطوم.

وأعلن البشير مقتل غارانغ الذي تولى منصب النائب الاول للرئيس في التاسع من تموز الماضي، في حادث تحطم مروحية. وقال في بيان إن غارانغ (60 عاما) لقي حتفه اثر تحطم المروحية التي كانت تقله من أوغندا السبت الماضي في جبال الجنوب السوداني.

وأكد البيان أن <<رئاسة الجمهورية تابعت الأنباء عن اختفاء مروحية النائب الأول للرئيس جون غارانغ، بعد مغادرتها أوغندا وذلك بعد محادثات مع الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، وتأكد تماما أنها تحطمت اثر اصطدامها بسلسلة جبال الاماتونغ جنوبي السودان>> بالقرب من الحدود الأوغندية و<<ذلك نتيجة لانعدام الرؤية>>، موضحا انه <<نتج عن ذلك وفاة الدكتور غارانغ و6 من مرافقيه و7 من أفراد طاقم الطائرة الرئاسية الأوغندية>>.

وأعلن موسيفيني إنشاء لجنة تحقيق خاصة في حادث المروحية. وقال في بيان تلاه نائب الرئيس جيلبير بوكينيا أمام البرلمان <<قررت إنشاء لجنة مؤلفة من 3 خبراء للتحقيق في الحادث>>، موضحا أن وزير النقل الأوغندي سيسمي فريق الخبراء هذا على وجه السرعة.

وأكد موسيفيني انه طلب من حكومة أجنبية الاطلاع على ملابسات الحادث، من اجل التأكد نهائيا مما إذا كان الأمر يتعلق بحادث، وهي نقطة يشدد عليها المسؤولون الأوغنديون، أم بعمل تخريبي أو عمل إرهابي، موضحا مميزات مروحية <<ام آي 72>>، التي سقطت بغارانغ، التي اشترتها أوغندا منذ 6 أعوام من صفات أمنية وتجهيزات متطورة خاصة بالطيران.

وكان بيان للرئاسة الأوغندية أشار إلى أن غارانغ <<غادر رواكيتورا (غربي أوغندا) بالمروحية الرئاسية السبت (الماضي) متوجها إلى قاعدته في نيوسايت جنوبي السودان المحاذية تماما في شمال حديقة كيديبو الوطنية>> في أوغندا، موضحا أن المروحية <<توقفت في عنتيبي للتزود بالوقود وأقلعت مجددا>>، مشيرا إلى أنها <<حاولت الهبوط في جنوب السودان في منطقة معروفة باسم نيو كوش، لكنها لم تنجح بسبب الأحوال الجوية السيئة وواصلت تحليقها باتجاه الجنوب الغربي إلى بيري قرب الحدود الكينية>> عندما قطع الاتصال معها.

وأعلن مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان أن جثمان غارانغ نقل إلى مقر قيادته في نيوسايت، في حين قالت ربيكا، أرملة غارانغ، للإذاعة السودانية إن موعد جنازة زوجها سيحدد بعد التشاور مع قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وأكد البشير أن وفاة غارانغ <<لن تزيدنا إلا تصميما>> على مواصلة عملية السلام مع المتمردين الجنوبيين السابقين. وقال <<نؤكد أن عملية السلام ستستمر>>، مضيفا <<أن غيابه لن يزيدنا إلا تصميما على متابعة العملية التي بدأها (غارانغ) مع رفاقه في الحركة الشعبية لتحرير السودان>>.

وتابع البيان <<بإعلان هذا النبأ المؤسف يتقدم رئيس الجمهورية بتعازيه لكل الشعب السوداني والعالم بوفاة رجل آمن بالسلام وعمل بكل صدق وقوة وعزم من اجل السلام>>، موضحا أن <<قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان يجتمعون في نيوسايت لتحضير مراسم الجنازة>>، معبرا عن <<تعازيه الصادقة إلى زوجته وأولاده ورفاقه في الحركة الشعبية>>، معلنا الحداد 3 أيام.

وفي نيروبي، أعلن نائب زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير مايارديت في مؤتمر صحافي، فيما كان أعضاء الحركة يبكون حزنا، أن <<جنوب السودان وكل السودان فقد أبّنا عزيزا>>، مضيفا <<نود طمأنة الجميع بأن قيادة وكوادر الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان سيبقون موحدين وسيسعون جاهدين لتطبيق اتفاق السلام بكل صدق>>.

وتابع كير <<أغتنم هذه الفرصة لطمأنة الجنوب السوداني خصوصا والشعب السوداني بوجه عام بأن قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان ستواصل أهداف الحركة التي وضعها الدكتور جون غارانغ وترغب في تحقيقها>>، موضحا <<أدعو جميع أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي وكل الأمة السودانية إلى الهدوء والتيقظ>>.

وأعلن كير انه سيغادر نيروبي إلى نيوسايت، القاعدة العسكرية للحركة الشعبية في جنوب السودان. وقال <<طلبت من جميع الأعضاء السابقين في اللجنة القيادية للحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي، الاجتماع في نيوسايت في إقليم كابويتا لعقد اجتماع أزمة>>.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ياسر عرمان أن الحركة سمت كير رئيسا لحكومة جنوب السودان وللجيش الشعبي، موضحا انه سيتسلم أيضا منصب غارانغ كنائب للرئيس السوداني.

ودعا المسؤول في الجيش الشعبي دينغ الور في نيوسايت، السودانيين إلى الهدوء، متعهدا بفتح تحقيق في الموضوع. وأكد أن الطقس كان سيئا في المنطقة حيث سقطت المروحية، إلا انه أشار إلى انه قد يكون حدث خطأ بشري، مؤكدا أن حركة تحرير السودان لا تلوم حكومة البشير في قضية مقتل غارانغ.

واعتبر عبد الواحد محمد احمد نور، زعيم حركة جيش تحرير السودان في دارفور غربي السودان، أن <<وفاة غارانغ خسارة كبيرة لقوى السودان الجديد ولكل الشعب السوداني>>، مضيفا <<إلا أنني اعتقد أنها أتت نتيجة مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوداني، وأنا شخصيا لا اعتقد بحصول حادث>>، وذلك على الرغم من عدم اتهامه نظام البشير بالوقوف وراء مقتل غارانغ.

ولدى تأكيد نبأ مقتل غارانغ، خرج الآلاف من الجنوبيين إلى شوارع الخرطوم ملوحين بالأسلحة والسكاكين والقضبان، ونهبوا متاجر وأشعلوا النار في السيارات والمحلات واشتبكوا مع الشرطة، ما أدى إلى سقوط 24 قتيلا.

وقال الطالب سويد عبد الله <<إنهم يضربون كل من يرون انه يشبه العرب>>، في حين اعتبر دبلوماسي أوروبي أن <<حوادث خطيرة تجري حاليا في الخرطوم، وتسمع رشقات نارية من رشاشات كلاشينكوف كما تشاهد سيارات محترقة في الشوارع>>.

وذكر مسؤول في الشرطة أن 24 شخصا، من بينهم بعض أفراد الشرطة، قتلوا في أعمال الشغب في الخرطوم. وقال <<كلهم توفوا في أعمال الشغب، وبعض القتلى من أفراد الشرطة>>.

وأعلنت السلطات السودانية حظر التجول لمدة 12 ساعة اعتبارا من السادسة من بعد ظهر أمس، في حين انتشرت الشرطة بكثافة وأقامت حواجز أمنية في العديد من نقاط العاصمة.

وفي جوبا، كبرى مدن جنوب السودان، اندلعت أعمال شغب ضد العرب. وأوضح شهود أن آلاف السكان الجنوبيين هاجموا محلات ومكاتب تخص عربا سودانيين شماليين، وهم يطلقون هتافات تتهم حكومة الخرطوم بالتورط في قتل غارانغ.

وقالت ماري كيجي في جوبا <<لقد احرقوا جميع محلاتهم (العرب) التجارية، ولا نزال نشاهد الدخان يتصاعد من سماء السوق التجارية في المدينة>>، مضيفة أن قوات الأمن تدخلت في محاولة لإعادة الهدوء.

وصدمت وفاة غارانغ العالم، الذي دعا السودانيين إلى تخطي المحنة ومواصلة عملية السلام.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن حزنه العميق لوفاة غارانغ، مؤكدا <<المهم أن يواصل السودانيون عملية المصالحة والسلام>>.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد وجه برقية تعزية إلى البشير أعرب فيها <<باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن التعزية بوفاة غارانغ>>.

واعتبر الرئيس الأوغندي أن مقتل غارانغ لن يؤدي إلى تقويض اتفاق السلام وقال <<إن موت شقيقنا خسارة مأساوية للقضية الوطنية في أفريقيا>>.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان انه من الإساءة القول إن عملية السلام في السودان لا يمكن أن تحيا بوفاة غارانغ، موضحة <<بينما كان لنا علاقات مثمرة وطويلة مع غارانغ، فإن اتفاق السلام الذي ساهم في وضعه مهم جدا ويجب أن يتم تطبيقه، وعلى الحكومة الاستمرار في العمل لحل قضية دارفور>>.

وقال رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي <<إن جنوب أفريقيا تشجع جميع الأطراف في السودان على ضبط النفس والبقاء والالترام بتطبيق اتفاق السلام>>.

وعبرت مصر وجامعة الدول العربية عن ثقتهما باستمرار عملية السلام في السودان. وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن القاهرة <<تؤكد ثقتها باستمرار مسيرة السلام الشامل بعد رحيله (غارانغ) حفاظا على أمن واستقرار السودان ووحدته وتحقيقا لنهضته ورخاء أبنائه>>، في حين أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن ثقته ب<<أن هذا الحادث المأساوي لن يوهن من عزيمة شعب السودان وقادته في المضي قدما في سبيل تكريس السلام في ربوع السودان، والتحرك نحو مستقبل آمن لهذا البلد العربي والأفريقي الكبير>>.

وعزى بوفاة غارانغ كل من الملك الأردني عبد الله الثاني والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس الكيني مواي مبيكي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والممثل الخاص للأمم المتحدة إلى السودان يان برونك.

السفير-لبنان

2-8-2005