موفاز يتوقع انتقال المقاومة إلى الضفة
حذرت ( المجموعة الدولية لبحوث الازمات) امس من أن الإجراءات التعسفية التي تتخذها اسرائيل لإحكام قبضتها على القدس المحتلة، قد تشكل برميل بارود يهدد ببذر بذور مواجهة في المستقبل.
وأوضحت المجموعة في تقرير جديد أن جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات حول المدينة المقدسة، قد يخنق القدس الشرقية ويغضب الفلسطينيين المقيمين فيها الذين رأت أنهم تجنبوا الصراع المسلح بصفة عامة، معتبرة أن ذلك قد يشكل (برميل بارود) في المدينة ويمكن أن يقلص فرص السلام.
وجاء في تقرير المجموعة ان بناء المستوطنات وجدار الفصل يهدد (ببذر بذور مواجهة في المستقبل). أضاف ان اسرائيل يجب أن تحمي مواطنيها. لكنه اعتبر أن الاجراءات التي تتخذها الدولة العبرية (ستقوض (الامن) في واقع الامر وتضعف الفلسطينيين أصحاب المواقف العملية وتضع مئات الآلاف من الفلسطينيين على الجانب الاسرائيلي من الجدار وتبذر بذوراً أصولية متنامية.
وأوضحت المجموعة أن بناء المستوطنات (سيضع حزاماً يهودياً حول القدس الشرقية العربية) من شأنه أن يعزلها عن الضفة ويحد النمو الفلسطيني في المدينة، مضيفة أن ذلك من شأنه أن يزيد صعوبة الحل القائم على وجود دولتين.
وقال مدير برنامج المجموعة في الشرق الاوسط وشمالي افريقيا والذي أعد التقرير، روبرت مالي، إن (النشاط الحالي حول القدس لربط مستوطنات الضفة بالقدس الشرقية لن يقوض الفرص المتاحة لحل يقوم على وجود دولتين لهما مقومات البقاء فحسب، بل سيخلق مزيجاً متفجراً يهدد الامن الذي تقول اسرائيل انها تحاول تحقيقه).
من جهته، قال الباحث البارز في المجموعة معين رباني انه مع تزايد الغضب والمعاناة، فقد يصبح من الاسهل للفصائل تجنيد فلسطينيين من سكان القدس للقيام بعمليات.
موفاز
اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أن الفصائل الفلسطينية ستنقل غالبية عملياتها ضد اسرائيل الى الضفة بعد الانسحاب من القطاع. وقال انه من الناحية الامنية، أظن أن محور (عمليات الفصائل) سينتقل الى الضفة الغربية.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية توفيق أبو خوصة ان قوات الامن الفلسطينية ستدخل الى المناطق المنوي إخلاؤها من المستوطنين بالتزامن مع انسحاب الاحتلال منها. وقال <<ان مسألة تزامن دخولنا الى المناطق التي ينسحب منها الجيش الاسرائيلي تعتبر المرحلة الاولى من الاتفاق وهي ضمن الاساسيات. ويأتي ذلك لتمكين القوات الفلسطينية من اتخاذ مواقعها ومنع المجموعات المسلحة من الاستيلاء على هذه المناطق.
الى ذلك، تجمع آلاف المستوطنين ومؤيدون لهم في مستوطنة سديروت، احتجاجاً على الانسحاب الاسرائيلي من القطاع.
جيش شعبي!
بدأت حركة فتح بتدريب المئات من المتطوعين، وذلك في إطار إعداد نواة (جيش شعبي) في غزة. وقال مدير المكتب الاعلامي لأمانة سر اللجنة المركزية لفتح سليمان الفرا قررنا تشكيل الجيش الشعبي في هذه المرحلة بالتحديد لمساعدة السلطة الفلسطينية على ضبط الوضع العام في ظل انسحاب قوات الاحتلال عن غزة. أضاف ان تشكيل هذا الجيش جاء بطلب من رئيس حركة فتح فاروق القدومي المقيم في تونس، وان الاعداد لهذه الدورة بدأ قبل أربعة شهور.
وأكد الفرا أن هذا الجيش ليس ضد أي تنظيم وبالخصوص حماس، مشيراً الى أن أول مهامه تحصين الكادر الفتحاوي ضد الفتنة والاقتتال الداخلي واخواننا في حماس وبالتحديد كتائب القسام ونحن واياهم في خندق واحد قاتلنا معاً وسنحتفل بالنصر معاً تحت علم واحد وشعب واحد وشعب موحد لان النصر للجميع.
غير أن (رويترز) نقلت عن القدومي قوله <<ليس هناك ما يدعوني لتشكيل ميليشيا مع وجود الشرطة وقوات الامن الفلسطينية. وأنا لا أملك المال اللازم للانفاق على مثل هذه الميليشيا.
كذلك قال مسؤول كبير في فتح في غزة ومقرب من الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ان الحركة لم تقرر تكوين جيش شعبي، واتهم أشخاصاً لم يسمهم بمحاولة تحقيق مكاسب شخصية بتكوين تلك المجموعة.
من جهته، قال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري ان تشكيل حركة فتح لجيش شعبي يؤكد بطلان الادعاءات ان حماس هي التي تقف وراء تشكيل جيش شعبي، وان السلطة الفلسطينية وفتح هي التي تمارس ذلك وهذا يعكس بالتأكيد قلق السلطة من احتمال حدوث حالة فوضى بعد الانسحاب الاسرائيلي.
السفير-لبنان
3-8-2005