من منا لم يشك من آلام الظهر مرة أو مرات في حياته؟•• من منا لم يسمع مصطلحات ''دسك'' و''انزلاق غضروفي''، و''عرق النسا'' مرات عديدة؟•• الحقيقة المؤكدة هي أن آلام الظهر من أكثر الأعراض المرضية انتشارا•• وأنها ترتبط في الأذهان بالجراحات الكبرى الصعبة لعلاج الانزلاق في غضاريف العمود الفقري•• وهي عمليات خطرة ولها أعراض جانبية وكثيرا ما تعود الآلام بعد الجراحة•• ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن علاج هذه الحالات أصبح لا يتطلب تدخلا جراحيا تقليديا إلا فيما ندر•• وأن البدائل العلاجية أصبحت أفضل وأسهل واقل إيلاما وتقريبا بلا مضاعفات أو تأثيرات جانبية•
التفاصيل يحدثنا عنها أخصائي العمود الفقري المشهور دوليا ورئيس العيادة الطبية في مدينة ميونخ الألمانية البروفيسور شنايدر هان والذي يؤكد في بداية حديثه أن التخلص من آلام الظهر بدون جراحة لم يعد حلما مستحيلا•يضيف: هناك طريقتان حديثتان للعلاج باستخدام تقنيات التدخل البسيط وقد حققتا نسبة نجاح مدهشة ليس مع الآلام الحادة فحسب وإنما مع الآلام المزمنة كذلك•
الطريقة الأولى هي طريقة قسطرة العمود الفقري•• فعند حدوث الانزلاق الغضروفي (الدسك) وتزايد الإحساس بالألم بشكل مستمر حتى بعد جراحة استئصال الدسك•• يقوم الطبيب المعالج بحقن محلول أنزيمي وعقاقير أخرى من خلال أنبوب صغير خاص (قسطرة) عن طريق قناة العمود الفقري الطبيعية ''القناة الشوكية'' إلى منطقة الأعصاب التي يصدر منها الألم•
ويؤدي ذلك إلى انكماش الغضروف وتفكك أو انحلال الندب عن جذور الأعصاب و تراجع الالتهابات واختفاء الآلام• وتستغرق عملية الحقن هذه خلال حوالي 45 دقيقة وتتم تحت تأثير ما يسمى بتخدير النوم•• وهذا يعني أن المريض لا يشعر بشيء حيث انه يقضي فترة المعالجة وهو نائم• وبعد ساعة واحده من عملية الحقن يستطيع التحرك في غرفته ولا يشعر بأي ألم•• ويتم تكرار علمية الحقن هذه أربع مرات بمعدل مرة واحدة كل يوم•• وبعد ذلك ترفع القسطرة• وفي اليوم التالي يستطيع المريض مغادرة المستشفى•• وبعد أسبوع واحد من المعالجة يستطيع المريض القيام بأعمال بدنية خفيفة• أما عن مزاولة الألعاب الرياضية فهذا يكون بعد 3 إلى 4 أسابيع• وينصح المريض بالخضوع لبرنامج علاج طبيعي لمدة أربعة أسابيع•والطريقة غير الجراحية الثانية هي طريقة المعالجة باستخدام أشعة الليزر •• وتستخدم هذه الطريقة لعلاج الانزلاق الغضروفي في بدايته (مرحلة تكوّر الغضروف)، وفيها يتم إدخال إبرة حقن إلى الغضروف المصاب ومن خلالها حزمة من أشعة الليزر• وتستغرق جلسة العلاج بأشعة الليزر حوالي ساعة واحدة وتتم تحت تأثير منوم، ولا يشعر المريض بأي ألم أثناء المعالجة•
وخلال جلسة العلاج يتم توجيه طاقة أشعة الليزر إلى الغضروف المصاب بمساعدة الحاسب الآلي• والعلاج بالليزر له أربعة تأثيرات: انكماش النسيج الغضروفي، تعطيل الأعصاب التي تصدر منها الآلام، توقف انتقال إشارات الألم إلى الدماغ والتئام الفطور الصغيرة في الغضروف• هذا كله يقلل الجهد على جذور الأعصاب المصابة وبعد يوم واحد من جلسة العلاج يمكن للمريض مغادرة المستشفى وعليه ارتداء حزام طبي خاص لمدة 3 إلى 4 أسابيع وذلك لتقليل الجهد على العمود الفقري• وينصح المريض أيضا بممارسة العلاج الطبيعي في العيادة الخارجية لمدة أربعة أسابيع• ويمكن للمريض القيام بأعمال بدنية خفيفة بعد أسبوعين من العلاج•• أما بالنسبة للتمارين الرياضية فبعد أربعة أسابيع•
ويؤكد د•شنايدر هان أن نسبة نجاح هاتين الطريقتين العلاجيتين تزيد على 85% حسب الدراسات العلمية مشيرا إلى أن هذه النسبة تنطبق ايضا على المرضى الذين قضى البعض منهم سنوات طويلة مع آلام الظهر المزمنة•
الاتحاد-الامارات
3-8-2005