" كنت أحب هذا العمل في بداية الامر ولكنني الان أشعر بملل شديد" " لم أتقن العمل كما يريد المسئولون. وأصبحت الان أشكّ في قدراتي." يتردد هذا الكلام دائما بين الموظفين العاملين في كثير من الوحدات والدوائر. فالمنافسة العنيفة وكثرة الاعمال وايقاع الحياة السريع جعلت ميدان العمل " ميدان حرب " وجعلت بعض من كانوا نشطاء في العمل يشعرون الان بملل وضيق. ويطلق المختصون على هذه الظاهرة إسم مرض" ملل العمل ".

كيف نتفادى الاصابة بمرض" ملل العمل " أو نعمل على الشفاء السريع منه ؟ هناك طريقان أحدهما: تبديل العمل بعمل جديد، والآخر: التلاءم مع العمل والابداع فيه. ويقول الخبراء إن تغيير العمل لن ينفع إذا لم تُحل مشكلة الضجر منه. إذ قد يصاب المرء بعد فترة من الزمن بمرض"ملل العمل" من جديد. إذن ما هو الطريق الفعال للتخلص من هذا الملل واستعادة الحيوية والحماسة ؟ يطرح الخبراء المختصون بعض الاقتراحات لحل هذه المشكلة منها :

أولا: اختيار الاسلوب الصحيح لمواجهة الضغط الناجم عن العمل. فبرغم وجود الضغوط هناك بعض الناس يحافظون على هدوء أعصابهم وارتفاع معنوياتهم، ولكن البعض الآخر يقع ضحية القلق والضيق. ويرجع ذلك الى اختلاف الاساليب التي يستخدمها هؤلاء الناس لمواجهة هذه الضغوط. مثلا أن العاملين من المجموعة الاولى يستطيعون تقسيم أوقات العمل الى عدة أجزاء لاتقان أعمالهم فيها قبل المواعيد المحددة وبشكل معقول، ويخففون بذلك ضغط العمل .

ثانيا: وجوب اعتبار الازمة فرصة. يقول الخبراء إنه عندما يعاني المرء من ملل وضيق من العمل يجب أن يفكر بجدية في بعض المسائل التالية: ما الهدف من أداء هذا العمل ؟ وأيُ عمل تستطيع إتقانه بشكل جيد ؟ وأيّ عمل يناسب مزاياك الشخصية ؟ وهل يمكنك أن تظهر مزاياك وقدراتك أثناء ممارسة هذا العمل ؟ وإسأل نفسك عما إذا كنت مجتهدا في العمل أم لا ؟ وهل وُضعت في المكان المناسب ؟ وما الذي تتطلع في عملك ؟ وما الذي تريد أن تحصل عليه من هذا العمل؟ وهل يمكن أن يوفر العمل فرصة لك لتحقيق ما تصبو اليه ؟

ثالثا: طلب المساعدة والدعم من الآخرين. عندما تشعر بضغط العمل عليك أن تتحدث مع أفراد عائلتك أو أقربائك وأصدقائك حول ما تعانيه من مشاكل وتتشاور معهم حول سبل تسويتها. وتذكر جيدا ألا تكون منقبض الصدر وتحصر الألم والضيق في نفسك فقط. وبعد التشاور مع غيرك قد تحصل على بعض الاقتراحات والاراء المفيدة التي يمكن أن تساعدك على التخلص من المشكلة وتغيير وضعك. كما يمكن أن تتحدث مع مسئوليك وزملائك في وحدة العمل للحصول منهم على مساعدة معينة ملموسة تحتاج اليها للتخلص من الازمة .

رابعا: الاستمتاع بالسعادة العائلية ومتعة الحياة من أجل التخلص من ضغط العمل. غالبا ما يكون الانسان الذي يعاني من ضغط العمل والملل مشغولا جدا في العمل طوال اليوم. ويقترح الخبراء أنه عندما تشتد الضغوط والممل يمكن للمرء أن يستمتع بمقطوعة موسيقية أو يشاهد فيلما ممتعا برفقة أفراد العائلة أو الاصدقاء أو يذهب الى ممارسة بعض الالعاب الرياضية ككرة الطاولة وكرة التنس أوالسباحة أو يخصص أياما يستريح فيها مع أفراد العائلة لترتخي أعصابه المتوترة . والى جانب ذلك يمكن أن يخصص بعض الوقت ليستريح بمفرده أو يفكر في أشياء طريفة ممتعة. الامر الذي قد يساعده على التخلص من كل هذه المعانات .