قيل أن أول من رقص رقصة التنورة المزينة بالورود والاغصان هى آلهة الرقص المعروفة بإسم لاكى حيث كانت ترقص لاستقبال وتكريم أختها بيلى التي أعجبت بهذه الرقصة التي شاهدتها بينما كانت تشعل نيران المعسكر لاضاءة كل الفضاء. ومنذ ذلك الوقت أصبحت رقصة التنورة المزينة بالورود والاغصان تقليدا فنيا ودينيا يؤديه الناس تعبيرا عن تقديسهم وإحترامهم للآلهة .
ويمكن للزائر أن يتعرف عبر هذه الرقصة على عادات وتقاليد وثقافة السكان المحليين في جزيرة هاواي بما فيها اللغة والعلوم والفنون والفلسفة والثقافة الدينية والقصائد والاشعار الشعبية المحلية .
وقال كثير من الناس إن رقصة التنورة يمكن أن تمنح الراقصين القوة والنشاط وتشعرهم بسعادة بالغة وراحة كاملة بدنيا ونفسيا وروحيا كما تسهم في غرس مفاهيم المحبة والتعاطف والصبر واحترام الغير والاخلاص والاحساس بالمسئولية ومساعدة الآخرين وروح التضامن وغير ذلك من الاخلاق الفضيلة في نفوسهم .
رغم أن رقصة التنورة تشمل تحريك كافة أطراف الجسم ولكن حركات الايدي تلعب دورا رئيسيا للتعبير عن أهم مضامين الرقصة المتمثلة في تطلعات الناس وآمالهم في السلام والحصاد الزراعي الوافر والسرور والغبطة. وقيل إن الجيل الاول من راقصي هذه الرقصة كانوا يلفون حول خصورهم حزاما من القماش فقط عند أداء الرقصة أما الراقصات فيرتدين التنورة القصيرة بدون اي ثياب على منطقة الصدر. الامر الذي أغضب رجال الدين الغربيين الذين زاروا هذه الجزيرة وشاهدوا الرقصة فمنعوا إدائها لكونها تكشف عن أجزاء حساسة من أجسام الفتيات الراقصات. ولكن السكان المحليين داوموا على هذه الرقصة سرّا حتى عام 1874 حيث تولى الملك كاراكوآ الحكم في هذه الجزيرة وأمر بإستئناف هذه الرقصة التقليدية بشرط أن ترتدي الراقصات صدريات تغطي صدورهن مع زيادة طول تنوراتهن عند إداء هذه الرقصة.
ويمكن أن يتعلم كل فرد هذه الرقصة إذا تلقي سلسلة من التدريبات البدنية والعقلية والعاطفية والروحية، ولكنه لن يبدع فيها إلا بعد أن يتقن هذه التدريبات المعقدة، لأن الرقصة لا تعبر عن الفرح والسرور فحسب بل تعطي الراقص أيضا قوة وتشجيعا وأشياء أخرى بما فيها التمتع بسعادة الحياة وغير ذلك. لذلك يلتحق كثير من عشاق هذه الرقصة بالمدارس الخاصة لتعليم رقصة التنورة .
يوجد في جزيرة هاواي حاليا العديد من المدارس لتعليم رقصة التنورة. ويحظى المعلمون والمعلمات باحترام كبير من الجميع. وفي الوقت نفسه يوجد بين هذه المدارس منافسة عنيفة. وفي إبريل من كل سنة يقام في جزيرة هاواي كرنفال ضخم يعرف باسم كرنفال الملكة ماري لاحياء ذكرى الملك كاراكوآ المذكور. كما
يطلق الناس على هذا المهرجان أيضا إسم أولمبياد رقصة التنورة حيث يحضره كبار الراقصين والراقصات داخل الجزيرة. وليس من السهل على السياح حضور هذا المهرجان إلا بعد حجز التذاكر قبل أفتتاحه بعدة أشهر .
لا تخضع بعض حركات رقصة التنورة في العصر الحديث لنظامها ومعيارها التقليدي القديم الذي كان محكما دقيقا نسبيا، ولكنها تعبر الأن عن نفس الموضوعات التقليدية كالترحيب بالضيوف القادمين الي الجزيرة أو للاشادة بالوطن وبمناظره الجميلة أو إطلاع الضيوف على أحوال الحياة في الجزيرة أوللتعبير عن آمال سكانها وتطلعهم الى الحياة السعيدة وغيرها.
كان الملك كاراكوآ الحاكم في جزيرة هاواي والذي كان الناس يطلقون عليه لقب الملك المرح يرقي رقصة التنورة الى مكانة " الكنوز الوطنية " و" التراث الشعبي المحلي" في جزيرة هاواي، وهى بمثابة رقصة المينويت في بريطانيا ورقصة الفلامنكو في إسبانيا .