أظهرت دراسة بريطانية حديثة، شملت عينات من الحبوب من مختلف أرجاء العالم، أن الارز الأميركي يحتوي على معدل مرتفع من الزرنيخ قد يبلغ خمسة أضعاف كمية الزرنيخ الموجودة في أرز أوروبا أو الهند أو بنغلادش.
ويؤكد آندرو ميهارغ، وهو بريطاني متخصّص بعلم الكيمياء الحيوية شارك في الدراسة، أن الذين يتبعون نظاماً غذائياً معتدلاً بمعدل 500 غرام من الارز الأميركي يومياً، يستهلكون كمية من الزرنيخ تتجاوز الحدّ الأقصى المسموح به وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وأعلن ميهارغ أنه قرّر شخصياً مقاطعة الحبوب الأميركية نهائياً، وذلك بمعزل عن موقف المنظمات الصحية التي لا تزال مترددة في اتخاذ قرار حاسم بهذا الشأن. ورغم أن هذه المقادير الصغيرة من الزرنيخ لا تسبب مرضاً حاداً مباشراً، إلا أن تناولها بشكل مستمر وعلى المدى البعيد من شأنه أن يطور درجات السرطان، وفقاً لدراسة أخرى في تايوان ربطت تفاقم سرطان المثانة بالأرز الملوّث بالزرنيخ.
وترجع الدراسة البريطانية سبب تلوّث الأرز بمادة الزرنيخ إلى المبيدات المستخدمة في زراعة القطن، والتي تعتمد على الزرنيخ بالدرجة الأولى لقتل السوس في جوز القطن والتخلص من بقايا النبات قبل موسم الحصاد. والجدير بالذكر أن الكثير من حقول القطن في ميسيسيبي وأركانساس أصبحت مخصصة حالياً لزراعة الارز. وكانت أولى محاصيل الأرز في هذه الترب فاسدة بسبب داء نباتي متصل بمادة الزرنيخ يعرف باسم <<الرأس المستقيم>>، ومع الوقت تطوّرت مقاومة البذور لهذا المرض وتمكّنت من النمو لإنتاج محصول مقبول من الأرز. ويعني ذلك برأي الباحث ميهارغ الذي طالب باستبدال طرق زراعة الأرز والكف عن زراعته في الحقول السابقة للقطن، أن الزرنيخ أخذ يتراكم في داخل بذور تتّسم ظاهرياً بالصحة والسلامة، ولكنها ضمنياً مسمومة وملوّثة.
والخطير في هذا الموضوع أن نصف المحصول الأميركي الهائل من الأرز يصدّر للخارج، ومعظم الارز المستهلك محلياً هو أميركي المنشأ. وتعدّ أستراليا البلد الوحيد الذي يتمتع بمقادير آمنة للزرنيخ في نتاجه الزراعي.
السفير-لبنان
5-8-2005