خلال منافسات الغطس في الدورة الحادية عشرة من مباريات بطولة السباحة العالمية التى أقيمت بمدينة مونتريال الكندية في شهر يوليو الماضي، حصل الفريق الصيني على خمس ميداليات ذهبية أي نصف إجمالي ميداليات ألعاب الغطس، واحتل المرتبة الأولى في قائمة ترتيب الفرق المشاركة فيها. وبنظرة شاملة، حقق فريق الغطس الصيني نتيجة جيدة باعتباره فريق الحلم الذي ظل يحتفظ بتفوقه في عالم الغطس. لكن المشرفة على فريق الغطس الصيني تشو جي هونغ قالت لمراسل إذاعتنا إن هذه الدورة من مباريات بطولة السباحة العالمية جعلتها وفريق الغطس الصيني ككل يشعران بضغوط لم يسبق لها مثيل في الماضي.
وأرسلت الصين فريقا مكونا من أربعة لاعبين قدامي وعديد من اللاعبين الجدد للمشاركة في هذه الدورة بهدف تحقيق نتيجة جيدة وإعداد الأكفاء الناشئين. ولكن أداء اللاعبين الجدد فيها لم يكن جيدا. وكان الفريق يعلق أملا كبيرا على اللاعب هه تشونغ، ولكنه لم يحقق تفوقا في منافسة الغطس من السلم المتحرك من ارتفاع ثلاثة أمتار لفردي الرجال، وحصل على الميدالية البرونزية أخيرا، كما احتل اللاعب يانغ جينغ هوي الذي شارك لأول مرة في مباريات بطولة السباحة العالمية المرتبة السابعة في منافسة الغطس من السلم الثابت من ارتفاع عشرة أمتار لفردي الرجال. ومع أن اللاعبتين جيا تونغ ويوان بي لين اللتين شاركتا لأول مرة في المنافسة فازتا ببطولة لعبة الغطس من السلم الثابت من ارتفاع عشرة أمتار لزوجي السيدات، لكنهما عجزتا عن الاحتفاظ ببطولة الغطس من السلم الثابت من ارتفاع عشرة أمتار لفردي السيدات. ونظرا لذلك، أوضحت تشو جي هونغ بتأثر أن الفريق الصيني يواجه تنافسا أعنف. إذ قالت:
" أرسلنا لاعبين جددا للمشاركة في هذه الدورة من مباريات بطولة السباحة العالمية بقصد إعداد الأكفاء الناشئين لدورة بكين الأولمبية التى ستقام في عام 2008. ونتعرض الآن لصعوبات متزايدة لإعداد لاعبين جدد. وربما يظن الناس أن ذلك أمر بسيط، لكن الواقع خلاف ذلك. ويصعب على لاعب جديد الآن أن يحقق تفوقا بسهولة في مباريات الغطس العالمية الكبيرة مما يثبت أن المستوى العالمي في هذه الألعاب يرتفع بشكل مستمر."
وفي هذه الدورة من مباريات بطولة السباحة العالمية، شكل الفريق الكندي وعدة فرق قوية أخرى في الغطس تحديات شديدة للفريق الصيني الملقب بفريق الحلم في عالم الغطس. وخاصة فريق كندا باعتبارها دولة مستضيفة لهذه الدورة حصل على ثلاث ميداليات ذهبية في ألعاب الغطس، وحقق تقدما ملحوظا في هذا الخصوص.
ويعتبر الكسندر ديسباتي الذي يبلغ من العمر عشرين عاما ألمع نجم في الفريق الكندي، وحصل بمفرده على ميداليتين ذهبيتين في لعبتي الغطس من السلم المتحرك من ارتفاع متر ومن ارتفاع ثلاثة أمتار لفردي الرجال، وقد تواصلت أوساط الغطس الدولية الى آراء مشتركة حيث اعترفت بأنه عبقري فريد خلال المائة سنة الأخيرة. وترى السيدة تشو جي هونغ أن الكسندر ديسباتي قد بلغ قمة الكمال في الغطس بفضل التجارب التى اكتسبها في الدورتين الأولمبيتين السابقتين. وسيصبح أقوى خصم للفريق الصيني في دورة بكين الأولمبية التى ستقام في عام 2008. إذ قالت تشو جي هونغ:
" من البديهي أن الكسندر ديسباتي يمتاز بتفوقه الفريد في ألعاب الغطس، وإنه فتى عبقري بدون شك. وكان أداؤه خلال هذه الدورة من مباريات بطولة السباحة العالمية مستقرا نسبيا. وبعد اشتراكه في الدورتين الأولمبيتين السابقتين، بلغ مستواه الى ذروته من حيث الفن الرياضي والقدرة التنافسية والتوازن النفسي."
بالإضافة الى فريق كندا، برز من فرق استراليا وروسيا والولايات المتحدة وكوبا والمكسيك كثير من اللاعبين الناشئين الأقوياء وتناسب أعمارهم أن يكونوا في أفضل فترة تنافسية في عام 2008 بالضبط. ويمكن القول إن هذه الفرق القوية تشكل طوق الحصار للفريق الصيني في عالم الغطس حاليا.
ويرتفع المستوى التنافسي لرصفاء الفريق الصيني بشكل مستمر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، عدل اتحاد السباحة الدولي نظام منافسات الغطس خلال هذه الدورة من مباريات بطولة السباحة العالمية مما زاد الضغوط على الفريق الصيني الى حد ما. ووفقا لقرار اتحاد السباحة الدولي، ستلغى منافسات الحركات الإجبارية في مباريات ألعاب الغطس الفردية في المستقبل. أوضحت السيدة تشو جي هونغ أن ذلك سيزيد روعة المنافسات، لكن الفريق الصيني ظل يحقق تفوقا في منافسات الحركات الإجبارية. لذا، أضعف هذا القرار تفوق الفريق الصيني في هذا الخصوص الى درجة معينة.
كما أجرى اتحاد السباحة الدولي إصلاحا هاما في أسلوب إحصاء الدرجات. ووفقا للأسلوب الحالي، يجب إلغاء أعلى درجة وأدنى درجة من إجمالي الدرجات المحددة بواسطة سبعة حكام. أما أسلوب إحصاء الدرجات الذي سيطبق في المستقبل فيجب إلغاء أعلى درجتين وأدنى درجتين من هذه الدرجات. فتبقى ثلاث درجات سارية المفعول فقط. وهكذا، يقل معدل درجات كل غطسة لاعب، وتضيق الفجوة بين درجات اللاعبين طبيعيا، بينما يشتد التنافس بينهم.
وفي وجه هذه التحديات والضغوط، أكدت السيدة تشو جي هونغ أن الفريق الصيني لا يستطيع الاحتفاظ بتفوقه الى الأبد في عالم الغطس المفعم بالتنافس العنيف إلا بعد مواصلة سعيه لرفع قدرته التنافسية وإجادة تفاصيل الحركات بصورة محكمة. إذ قالت تشو جي هونغ:
" خلال السنوات القليلة القادمة، نسعى لإعداد اللاعبين بصورة أقوى وخاصة في تحسين توازنهم النفسي وكفاءتهم الشاملة، بينما نسعى لرفع مستواهم التنافسي، وخاصة زيادة دقة أدائهم لبعض تفاصيل الحركات."