وإنقاذ طاقمها من الموت اختناقا

موسكو من عبدالملك خليل ووكالات الأنباء

نجحت فرق بحرية بريطانية وأمريكية ويابانية في انتشال الغواصة الروسية الصغيرة إيه‏.‏ إس ـ‏28‏ وانقاذ طاقمها المكون من سبعة أفراد بعد أن كادوا يموتون اختناقا‏.‏

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن إيجور ديجالو المتحدث باسم البحرية الروسية قوله‏:‏ الغواصة الصغيرة طفت علي سطح الماء‏,‏ الغواصون السبعة الموجودون بداخلها أحياء وبحالة صحية طيبة‏.‏ وأكدت المصادر الروسية في وقت لاحق أن جميع البحارة في حالة صحية طيبة‏.‏ وكان ضابط في البحرية الروسية قد حذر أمس من أنه قد لا يكون أمامهم سوي يوم فقط لانقاذ الرجال العالقين داخل الغواصة إيه‏.‏ إس ـ‏28‏ التي تشابكت مع أسلاك معدنية وكابلات علي عمق‏190‏ مترا تحت سطح الماء بسبب تضاؤل كمية الأوكسجين‏.‏ ووصلت بريتيش سكوربيو وهي مركبة إنقاذ بريطانية غير مأهولة تعمل تحت الماء الي المياه الواقعة قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا بناء علي طلب روسيا‏,‏ وقد اضطرت لفترة وجيزة الي العودة الي سطح الماء‏,‏ ولكنها عادت الي العمل لإزالة الأشياء التي كانت عالقة في الغواصة‏.‏ وكانت مروحة الغواصة الصغيرة إيه‏.‏ إس ـ‏28‏ ـ وهي نفسها مركبة إنقاذ ـ قد تشابكت مع أسلاك معدنية وكابلات خاصة بهوائي محطة مراقبة اليكترونية تحت الماء ـ وهي جزء من الدفاعات الساحلية الروسية ـ وذلك خلال اشتراكها في مناورة عسكرية‏.‏

وعقب إنقاذ طاقم الغواصة‏,‏ وجه مسئول كبير في البحرية الروسية أمس الشكر الي فريق الانقاذ البريطاني لدوره في عملية انتشال الغواصة‏.‏

ونقلت وكالة إنترفاكس عن الأميرال فلاديمير بيبلاييف مساعد رئيس هيئة أركان البحرية الروسية قوله‏:‏ أود أن أشكر زملاءنا البريطانيين لمساعدتهم في عملية الانقاذ‏.‏

كما عبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها عن خالص شكرها لكل من بريطانيا والولايات المتحدة واليابان لمساعدتهم روسيا في انقاذ البحارة‏.‏ وأثار هذا الحادث الذي وقع يوم الخميس الماضي ولم يتم الإعلان عنه إلا في اليوم التالي ذكريات مريرة عن محاولة فاشلة لإنقاذ غواصة نووية روسية قبل خمس سنوات‏,‏ حيث كانت الغواصة كورسك قد غرقت في مياه بحر بارينتس في أغسطس عام‏2000‏ بعد انفجارين هائلين تحت الماء ومات كل أفراد طاقمها البالغ عددهم‏118‏ في مأساة فجعت روسيا‏.‏

ووجهت وقتها انتقادات حادة الي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه لم يكلف نفسه عناء قطع عطلة في البحر الأسود في الوقت الذي كان فيه رجال الانقاذ يناضلون فيه في المياه القطبية للوصول الي أفراد الطاقم‏,‏ كما تعرضت الحكومة الروسية لانتقادات أخري لعدم موافقتها علي مشاركة فرق انقاذ متقدمة من دول أخري في عمليات انقاذ الغواصة‏,‏ بدعوي انها غواصة عسكرية ذات طبيعة حساسة‏.‏ وهذه المرة لزم بوتين الصمت حتي الآن‏,‏ ولكن في مؤشر واضح علي قلق الكرملين المتزايد علي مصير الغواصة وطاقمها‏,‏ سارع الرئيس الروسي بايفاد وزير دفاعه سيرجي ايفانوف الي كامتشاتكا لتولي الاشراف علي عملية الانقاذ‏.‏

الاهرام-مصر

8-8-2005