بعد سلسلة من التحقيقات المطولة والاتهامات المتبادلة قدم أمس بينون سيفان المدير السابق لبرنامج ''النفط مقابل الغذاء'' في العراق استقالته من الأمم المتحدة متهما الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان بأنه ''ضحى به'' في وقت يخضع فيه لتحقيق قضائي• وسبق أن تقاعد سيفان في الامم المتحدة لكنه كان لا يزال موظفا فيها حيث كان يتلقى راتبا رمزيا بقيمة دولار واحد سنويا للحفاظ على حصانته الدبلوماسية وتصل مدة خدمة سيفان في المنظمة الدولية الى 40 عاما• وقد علقت مهامه في فبراير الماضي•
وأوضح محامي سيفان، اريك لويس أن الرئيس السابق للبرنامج كتب إلى كوفي عنان ليعبر له عن ''خيبة امله ازاء عدم قدرته على الدفاع عن الانجازات التاريخية لبرنامج ''النفط مقابل الغذاء''•
وقد كشف أمس النقاب عن ان اللجنة التي شكلتها الأمم المتحدة اتهمت بينون سيفان بالحصول على نحو 150 الف دولار رشوة مقابل عقد نفطي• واوصت اللجنة التي يرأسها بول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة برفع الحصانة عن سيفان ومسؤول آخر تابع للمنظمة الدولية ورد اسمه في شكوى منفصلة ''بغرض اجراء تحقيق جنائي''•
وكانت اللجنة قد خلصت الى ان سيفان خالف القواعد الاخلاقية للامم المتحدة عبر تدخله بشكل غير مناسب في منح بعض العقود النفطية في اطار البرنامج• وستسلم اللجنة التي يرأسها بول فولكر الرئيس السابق للمجلس الاحتياطي الفدرالي الاميركي تقريرها النهائي الاسبوع المقبل•
وكان برنامج النفط مقابل الغذاء البالغ قيمته 64 مليون دولار اتاح لبغداد بين 1996 و2003 ان تبيع تحت اشراف الامم المتحدة كميات محدودة من النفط لشراء مواد أولية لشعبها فيما كانت البلاد خاضعة لحظر دولي•
لكن الحكومة العراقية استغلت هذا البرنامج وتم اختلاس مليارات الدولارات في إطاره•
وقال اريك لويس محامي بنون سيفان المدير التنفيذي للبرنامج انه سيتم توجيه الاتهام الى موكله بالحصول على رشى لمنح عقود النفط العراقي لرجل أعمال مصري وبرفض التعاون مع لجنة فولكر• وقال لويس ان الاتهامات ''عارية عن الصحة''• وتوجد مزاعم بحصول سيفان وهو قبرصي عمل في الأمم المتحدة لمدة أربعين عاما على رشى ''بالاتفاق'' مع صهر بطرس بطرس غالي الامين العام السابق للأمم المتحدة•
وقال لويس ''تزعم لجنة التحقيق المستقلة ان السيد سيفان حصل على أموال من افريكان ميدل ايست بتروليوم بالاتفاق مع فريد نادلر وهو صديق وصهر للسيد فخري عبد النور مدير شركة ''افريكان ميدل ايست بتروليوم'' المصرية• ونادلر هو شقيق ليا بطرس غالي زوجة الامين العام السابق الذي رأس الامم المتحدة من 1992 الى •1996
وكانت اللجنة استجوبت بطرس غالي ولكن لا صلة له بمزاعم الرشى•
وأعربت لجنة فولكر في تقريرها المؤقت الثالث عن شكوكها الخاصة بأربعة مبالغ تصل إلى 160 الف دولار قال سيفان للأمم المتحدة أنها ميراث من عمته المتوفاة•
وحصلت افريكان ميدل ايست بتروليوم على مخصصات نفطية تصل قيمتها إلى نحو 1,5 مليون دولار قالت اللجنة ان سيفان وجهها الى الشركة التجارية المصرية• وقال المحامي ان سيفان يستخدم لاقصاء الانتقادات عن كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة الذي يعمل ابنه كوجو في شركة كوتيكنا السويسرية التي حصلت من الأمم المتحدة على عقد مربح في العراق•
وكتب لويس في الوثيقة انه على النقيض من سيفان فإن عنان لم يتمكن من تذكر عقد اجتماعين مع رئيس مجلس ادارة كوتيكنا ولكن ذلك اعتبر ''عدم مقدرة حقيقي على التذكر من قبل مسؤول دائم الانشعال•''
وفيما يتعلق بمزاعم عدم تعاون سيفان قال لويس إن سيفان سمح للجنة بالتحقيق في جميع حساباته في البنوك•
ولكنه قال إن سيفان أراد الاجابة على الأسئلة كتابة حتى يتمكن من تذكر المحادثات السابقة•
الاتحاد-الامارات
9-8-2005