تتفاوت أهمية عيون الماء (الينابيع) كأحد مصادر الثروة المائية الأساسية في السلطنة حسب نوعية مياهها متأثرة كغيرها من مصادر المياه بكميات الأمطار التي تهطل على البلاد•• فهي تتراوح بين الحارة والباردة وبين العذبة الصالحة للشرب والضاربة الملوحة والقلوية المخلوطة بمياه الأودية التي تصلح للزراعة• وهناك نوع آخر من العيون التي تحتوي على نسب متفاوتة من الأملاح المعدنية تصلح للتداوي والاستشفاء•
وتكمن أهمية العيون في السلطنة في كميات المياه التي تتدفق منها يومياً، حيث يبلغ متوسط كميات المياه المتدفقة من العيون الحارة حوالي (8) ملايين جالون في اليوم، وتنتشر العيون المائية على اختلاف أنواعها في مناطق متفرقة بالسلطنة، ينبع أغلبها من المناطق الجبلية، وأهمها عيون'' قرية غلا'' وتوجد بولاية بوشر بمحافظة مسقط، وقرية غلا تقع على بعد (10) كيلومترات من شارع السلطان قابوس، حيث تشتهر بعيونها المائية الطبيعية والتي تستقطب زواراً كثيرين يتوافدون عليها من خارج وداخل السلطنة وذلك للتنزه والاستحمام•و''عين الكسفة''وتوجد بولاية الرستاق في منطقة الباطنة وهي عبارة عن عيون لمياه طبيعية تصل درجة حرارتها 45 درجة مئوية ثابتة• تخرج منها المياه الساخنة في عدة ''جداول'' لسقاية البساتين وتشتهر مياه '' عين الكسفة '' بكونها علاجا طبيعيا لأمراض الروماتيزم نظرا لطبيعتها '' الكبريتية '' وكذلك علاجا للأمراض الجلدية • وتقع على مسافة كيلومتر من وسط الولاية• كذلك''عين الثوارة'' وتوجد بولاية نخل بمنطقة الباطنة وتنبع من جبل صلد، وهي ذات مياه صحية ساخنة تنساب من الوادي لمسافة 300متر قبل أن تتفرع بعدها إلى قسمين يكون أحدهما فلج ''كبة'' والآخر فلج ''الصاروج''• وتعتمد ولاية نخل على هذه العين-الثوارة-وروافدها في ري مزروعاتها بنسبة 90% تقريبا• كما يوجد حوالي 360 عين ماء موزعة على الشريط الجبلي وعلى حواف الجبال المتاخمة للسهل الساحلي بينما تنتشر أعداد قليلة منها في منطقة النجد ومعظم العيون دائمة الجريان• وتعتبر الأمطار الموسمية والتي تعرف محليا بالخريف هي المصدر الأول لتغذية الخزان الجوفي في منطقة الجبل والسهل وتختلف كمية الأمطار من منطقة إلى أخرى، وتهطل أمطار الخريف بشكل منتظم على منطقة السهل والجبال المحاذية له خلال الفترة من نهاية يونيو إلى سبتمبر سنويا وتشتهر هذه الفترة بالرطوبة العالية التي تصل نسبتها في بعض الأوقات إلى 100% وكذلك الضباب الكثيف خاصة في المناطق الجبلية وقلة التبخر•اضافة الى ذلك هناك عين حمران، وهي إحدى عيون المياه وارفة الظل تنتشر بها كثير من الأشجار المختلفة مثل أشجار الدوم والنارجيل والتين، يرتادها الزوار طوال السنة لاسيما في الخريف ونهاية كل أسبوع حيث يغتسل فيها الزوار وتسقى منها المواشي والزراعة المحيطة بها•
وهي تبعد عن مدينة صلالة بحوالي 14 كيلومترا ومن المفرق في الطريق الرئيسي المؤدي إلى طاقة حوالي 7 كيلومترات• ويقوم كثير من زوارها بالاحتطاب بقطع فروع الأشجار لطهي غذائهم تحت ظلال الأشجار لقضاء نهار جميل وسط غابة من الأشجار• وأيضا عين أرزات، وهي أكثر عيون المياه غزارة وهي مصدر للمياه في مزرعة أرزات والمزارع الحكومية القريبة من قصر المعمورة، وقد قامت بلدية ظفار بتزيين المنطقة المحيطة بها حيث أقامت حديقة جميلة تنتشر فيها أشجار الظل التي أصبحت مقصدا للزوار• ويحرص كافة الزوار في فصل الخريف لاسيما من أبناء مجلس التعاون على زيارتها والتمتع بجريان المياه النقية قي سواقيها والاغتسال بمائها وقت النهار• أماعين صحنوت، فهى أكثر العيون المائية استقطابا لأعداد الزوار وذلك لقربها من سهل أتين ومركز البلدية الترفيهي وتجمعات المخيمات، ويزداد جريانها في فصل الخريف نتيجة تشبع الأرض بمياه الأمطار الموسمية•
وتبعد العين عن مدينة صلالة من دوار أتين حوالي سبعة كيلومترات وتنتشر بها غابة من أشجار الظل تحت الجبل وتقيم العائلات وزوار المنطقة الرحلات على جنبات الساقية وليالي السمر، وكذلك عين دربات، التي تقع شرق ولاية طاقة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى ولاية مرباط في منحدر جبلي اتجاه الشمال حيث يمكنك مشاهدة شلالات دربات من الطريق الرئيسي في حالة جريان الشلال• ويصعب الوصول إلى الوادي لمشاهدة جريان مياه العين بسبب وعورة الطريق حيث تحتاج إلى مركبة ذات دفع رباعي• وتتميز عين دربات بمنظر خلاب وطبيعة بكر وغابة من الأشجار الكبيرة وأشجار الصبار والدوم وعلى سفح الجبل مزرعة من أشجار النارجيل تراها عند نزولك الوادي ولجمال وادي دربات ارتأت الجهات الحكومية ذات العلاقة بتطوير المواقع السياحية بإنشاء منطقة سياحية وسط الوادي على ضفاف جريان مياه العين عن طريق وزارة التجارة والصناعة•
الاتحاد-الامارات
16-8-2005