الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الجديد معروف البخيت
كلف العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى أمس الخميس ( 24 نوفمبر ) مدير مصلحة الأمن الوطنية معروف البخيت بتولى منصب رئيس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة. يرى المحللون أن أسباب تشكيل الحكومة الأردنية الجديدة تعود إلى دفع عملية الإصلاح لمواجهة التحديات الشديدة الراهنة بالإضافة إلى تعرض عمان للهجوم الإرهابي في الفترة الأخيرة وعدم إستقرار الأوضاع الأمنية في البلاد.
وقد دعا العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني في خطاب التكليف في نفس اليوم السيد البخيت الى وضع عملية الإصلاح السياسى والإقتصادى والإجتماعى في الأردن في المقام الأول. وعن المشكلة الأمنية التى تسترعى الإنتباه الشديد أكد عبد الله الثانى أن الحكومة الجديدة التى يرأسها البخيت يجب أن تتخذ الإجراءات الشاملة التى لا تقتصر على الوسائل الأمنية لمكافحة الإرهاب.
قال البخيت في لقاء صحفى في نفس اليوم إن المهمة الرئيسية أمام الحكومة الجديدة هى مواصلة دفع عملية الإصلاح والحد من البطالة وأن الإصلاح لا يمكنه التراجع الى الوراء رغم أن الأمن هو المشكلة الرئيسية الآن. وأن الحكومة الجديدة مستعدة لوضع إستراتيجية شاملة لمواجهة ما يسمى بالثقافة الإرهابية. وتشمل هذه الإستراتيجية أربع نقاط أولها الحد من البطالة والفقر ثانيها التركيز على الثقافة ثالثها تشديد الرقابة على الأماكن والتجمعات الدينية لكبح الأفكار الدينية المتطرفة رابعها فتح وسائل الإعلام أمام الجميع.
معروف البخيت البالغ من العمر 58 عاما كان يعمل في الجيش وعمل سفيرا لدى تركيا وإسرائيل. ثم تولى منصب نائب مدير مصلحة الأمن الوطنى قبل أربعة أشهر. وبعد سلسلة التفجيرات التى وقعت في الخامس عشر من هذا الشهر عينه العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى مديرا للأمن الوطنى. كان البخيت الذى يلقب برجل الثقة قد نجح فى مساعدة مجموعة من الأشخاص بمن فيهم رؤساء وزراء سابقون وإصلاحيون وذو أراء مختلفة على التربع على مقاعد مجلس النواب الذى كان يتحكم فيه سياسيون من طائفة واحدة الأمر الذى جعل المجلس ذا تمثيل أوسع. لقد كانت مسيرة البخيت مسيرة دبلوماسية فلم يعمل من قبل في المجال الأمني. وقد تم التخطيط ليعين كمدير للأمن منذ فترة فلا علاقة بين تعيينه ووقوع تفجيرات عمان رغم تزامن الأمرين. إلا أن التفجيرات قد أسرعت عملية تعيينه.
وأشار المحللون أن خطة الإصلاح لا تتناقض مع مهمة مكافحة الإرهاب رغم أن تفجيرات عمان تشكل تحديات جديدة أمام الحكومة الجديدة بل بالعكس إنها في الواقع عمل أساسى لإستئصال الإرهاب. وأجهزة الأمن الأردنية ظلت تتمتع بمستوى عال في مكافحة الإرهاب مقارنة مع دول أخرى في المنطقة وظلت الأوضاع الأمنية الداخلية مستقرة نسبيا. إلا أنه كانت هناك تأثيرات للحرب العراقية على الساحة الأردنية من حيث إنقطاع مصادر التموين بالبترول الرخيص وإرتفاع الأسعار خاصة ما يتعلق بخدمات البترول والأغذية ومن ثم إنخفض مستوى معيشة الشعب الأردنى مما أوجد حالة من الإستياء بين أبناء الشعب.
إن تشكيل الحكومة الجديدة قد أظهر أن القيادة الأردنية قد وعت أنه من أجل إستئصال الإرهاب فإنه يجب أولا حل مشكلة البطالة والفقر وتخفيف التناقضات الإجتماعية التى تظهر الآن.
