بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لشن الولايات المتحدة حربا على العراق دون الحصول على تفويض من الأمم المتحدة، أقام عشرات الآلاف من معارضي الحروب في أنحاء العالم خلال الأيام الماضية مظاهرات احتجاجا على الحروب. وفي الوقت نفسه، أظهرت نتيجة آخر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن الأمريكية أن نسبة مؤيدي سياسة بوش االعراقية سجلت أدنى مستوياتها من جديد بوصولها إلى 28% فقط. ذلك رغم أن حكومة بوش حاولت ويحاول إقناع المواطنين الأمريكيين لمواصلة دعم سياستها في العراق، إلا أن الانتقادات تزداد يوما بعد يوم.

تجدر الإشارة إلى أن المعدل اليومي لعدد القتلى بسبب الانفجارات كان 20 شخصا اثناء مرور الذكرى السنوية الأولى للحرب على العراق ، بينما وصل هذا الرقم إلى 36 شخصا بحلول الذكرى الثالثة للحرب.

ومن أجل كسب المزيد من التأييد، دافع الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش في خطاب إذاعي ألقاه يوم السبت الماضي (18 مارس) دافع مرة أخرى عن الحرب على العراق، ذاكرا أن الولايات المتحدة "ستنهي الحرب بنجاح كامل"، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة الاستعداد لخوض معارك أكثر وتقديم تضحيات أكبر لذلك. وقد أصدر البيت الأبيض الأمريكي أمس (19 مارس) بيانا بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للحرب على العراق، حيث استفاض بوش في حديثه عن المنجزات التي حققتها الولايات المتحدة في مساعدة العراق على بنائه الديمقراطي بينما تجنب الحديث عن أعمال العنف التي تحدث هناك يوميا، حتى إنه لم يذكر كلمة "الحرب" في البيان من بدايته إلى نهايته. في اليوم نفسه، قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست" إنه على الولايات المتحدة ألا تسحب قواتها في وقت مبكر، لأنه إذا سحبت قواتها من العراق بسرعة، فإن العراق سيسقط في أيدي الإرهابيين.

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش يحاول قدر طاقته بتبرير ضرورة مواصلة الحرب على العراق وإقناع المواطنين الأمريكيين بمواصلة دعم سياسات الحكومة في هذا الصدد، إلا أن الانتقادات الموجهة للحرب تزداد يوما بعد يوم. حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس الأحد (19 مارس) في افتتاحيتها إنه اذا كانت سياسات الولايات المتحدة ازاء العراق تهدف الى إقامة دولة ديمقراطية مستقرة في مركز الشرق الأوسط لدفع تطور الديمقراطية في المنطقة كلها، فإن الحقائق تشير إلى تفتت هذا الحلم.

وقال السناتور جوي ليبرمان من الحزب الديمقراطي إن الموت والارهاب يزدادان في العراق والحكومة هناك ضعيفة، وإن تحقيق هدف تشكيل حكومة موحدة ما زال بعيدا، مشيرا الى ان الاوضاع في العراق أكثر سوءا من العام الماضي.

وبالقاء نظرة عامة على الحرب العراقية، فإن الذين كانوا يدعمون الحرب على العراق مضطرون الآن الى الاعتراف بأن الحرب فاشلة. وكان العالم المشهور بنزعة المحافظة الجديدة فرانسيس فوكوياما الذي كان يدعم شن الحرب على العراق لكنه يرى الآن ان شن حرب ضد العراق كان خطأ في وقت خطأ وفي مكان خطأ.

وقال رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي أمس في مقابلة صحفية مع هيئة بي بي سي البريطانية ان العراق في حالة حرب أهلية الآن حيث يلقي حوالي 50 شخصا مصرعهم كل يوم، مضيفا أن حل الأزمة العراقية سيعصى بمرور الأيام.

وحسب نتائج آخر استطلاعات الرأي، فإن استياء الجماهير الأمريكية من تطور الحرب على العراق يزداد أيضا. حيث يرى أكثر من ثلثي المشاركين في الاستطلاع أن بوش لم يعالج القضية العراقية بشكل مناسب، و يري 75% منهم أن العراق يتجه الآن الآنسيتوجه الى حرب أهلية كما يرى 60% منهم ان الحرب على العراق كان لها تأثيرات سلبية على الولايات المتحدة. وأشار الرأي العام الى ان الحرب العراق قد أصبحت بئرا بلا قرار تبتلع المزانيات الأمريكية الأمر الذي سيؤدي الى أعباء شديدة للحزب الجمهوري في الانتخابات المتوسطة.