ألقى الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الثلاثاء الماضي ( 10 يناير ) فى واشنطن خطابه الثاني منذ بداية السنة الجديدة، و زعم فيه أن أمام بلاده المزيد من الاختبارات والتضحيات فى العراق فى العام الحالي، وفى الوقت نفسه انتقد الديمقراطيين الذين يقومون بانتقاد سياسة الحكومة تجاه العراق بصورة غير مسؤولة من أجل مصالحهم الحزبية على حد قوله. أشار المحللون إلى أن تصرف بوش هذا يهدف إلى كسب تأييد المواطنين للحرب العراقية وممارسة ضغوط على الحزب الديمقراطي وذلك من أجل تحقيق منافع سياسية للحزب الجمهوري قبل الانتخابات النصفية للكونغرس.
وأكد بوش فى الخطاب الذى ألقاه فى اليوم نفسه فى جمعية قدامى المحاربين فى الحروب الخارجية أكد أن القوات الأمريكية تحقق الآن تقدما مستمرا فى العمليات العسكرية بالعراق، إلا أن الطريق سيكون طويلا و صعبا فى عام 2006 ، وذلك يعنى أن القوات ستواجه المزيد من الاختبارات والتضحيات على حد تعبيره.
وبالإضافة إلى شرح الخطط فى الحرب العراقية شن بوش هجوما على الديمقراطيين فى معظم محتويات خطابه، إذ قال إنه يرحب بـ"انتقادات صادقة" من الذين يشكون فى وسيلة الحرب العراقية و "معارضة مخلصة من الذين يشيرون إلى مسألة خطط الحكومة. إلا أنه وصف الذين ينققدون الحكومة بأنها تشن الحرب ضد العراق من
أجل البترول و إسرائيل بأنهم غير مسؤولين. وأكد بوش أن هذه الأقوال ستؤدى إلى خفض معنويات الجنود الأمريكيين ورفع هيبة المسلحين المعارضين للولايات المتحدة وإقامة نموذج سيئ للعراقيين الذين يسعون الآن إلى إقامة حكومة ديمقراطية.
ولاحظ المراقبون أن حديث بوش هذا جاء فى وقت تواصل فيه انخفاض نسبة التأييد الشعبي للحكومة والحزب الجمهوري ، ويهدف إلى تحويل اهتمام المواطنين بالدفاع عن شن الحرب على العراق و تشويه سمعة الحزب الديمقراطي، وذلك من أجل تمهيد الطريق للحزب الجمهوري الذى يفقد تأييد المواطنين بصورة تدريجية استعدادا لخوض الانتخابات النصفية للكونغرس.
والجدير بالذكر أن عدد الجنود الموتى من القوات الأمريكية فى العراق قد بلغ أكثر من 2200 ، أما الولايات المتحدة فليست لديها الآن نية للانسحاب من العراق، الأمر الذى قد أدى إلى استمرار انخفاض تأييد المواطنين للحرب. هذا من ناحية.
ومن ناحية آخرى أنه مع كشف حوادث مثل حادث التنصت على المواطين تعرضت حكومة بوش والحزب الجمهوري لانتقادات متكررة، فمن المحتمل أن يفقد الحزب الجمهوري برئاسة بوش مكانته القيادية فى الكونغرس بعد 10 أشهر، وأظهرت نتائج استطلاع للرأى الذى أجرته وكالة الأشوستبريس و شركة إبسوس للتحقيقات أن 49 بالمائة من المواطنين يرغبون فى سيطرة الحزب الديمقراطي على الكونغرس، وهناك 36 بالمائة فقط يؤيدون الحزب الجمهوري.
ورد الحزب الديمقراطي على خطاب بوش فى اليوم نفسه، إذ اتهم الديمقراطيون حكومة بوش بأنها تتباهى الديمراطية فى الظاهر، ولكنها فى الواقع لا ترغب فى الاستماع إلى أصوات مختلفة حول قضية السياسة.