اندلعت العديد من الاشتباكات المسلحة بين حركة التحرير الفلسطيني ( فتح ) وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) فى قطاع غزة اعتبارا من يوم الأحد الماضي ( 1 أكتوبر ) مما أدى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 150 آخرين حتى الآن، وتعتبر هذه أخطر اشتباكات أهلية على الأراضي الفلسطينية منذ 10 سنوات، كما وصفت وسائل الإعلام المحلية الأوضاع الحالية هناك بكلمة " يوم الأحد الأسود " أو " ذات رائحة الدم " وما إلى ذلك، وجعلت أعمال العنف هذه الناس يشعرون بالقلق إذاء احتمال اندلاع حرب أهلية شاملة فى هذه المنطقة.
وتظاهر العديد من رجال قوات الأمن الفلسطينية فى غزة يوم الأحد الماضي ( 1 أكتوبر ) احتجاجا على عدم دفع حكومة حماس لرواتبهم، ونشرت حماس الآلاف من المسلحين فى مدينة غزة من أجل تفريق هؤلاء المتظاهرين، ثم اندلعت اشتباكات دموية، وامتدت أعمال العنف إلى الضفة الغربية، حيث أحرق مسلحون تابعون لفتح مبنى رئاسة الحكومة فى رام الله وهاجموا مكاتب لحماس مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، ويزداد هذا العدد يوما بعد يوم، رغم أن كلا من قادة حركتي فتح وحماس قد أمروا يوم الاثنين ( 2 أكتوبر ) بعودة جميع المسلحين إلى معسكراتهم ، لكن عمليات تبادل اطلاق النار ما زالت مستمرة بين الجانبين خلال هذه الأيام. وازدادت حدة توتر الأوضاع أمس الثلاثاء ( 3 أكتوبر ) اثر تهديد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لفتح، باغتيال قادة حماس فى داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.
ويرى المحللون أن الأوضاع الفلسطينية ما زالت تحت السيطرة للأسباب التالية:
أولا، تقتصر الاشتباكات حاليا على حركتي فتح وحماس فقط، وما زال قادة الحركتين يعملون على تخفيف حدة توتر الأوضاع. حيث دعا رئيس الوزراء الفلسطيني وقائد حماس اسماعيل هنية أمس كافة الفصائل إلى الحفاظ على التضامن الوطني لتجنب وقوع صدامات وحدوث حرب أهلية، مضيفا أنه مستعد لاستئناف المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة مع فتح، ومن جانبه، أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وقائد فتح محمود عباس أنه لن يسمح باندلاع حرب أهلية على الأراضي الفلسطينية.
ثانيا، إن السبب الرئيسي للصدامات المسلحة الحالية هو بعض الخلافات السياسية مثل موضوع الاعتراف بحق اسرائيل فى الوجود وغيره، وليس التناقض الوطني. وظلت حكومة حماس تعاني من الحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل اسرائيل والدول الغربية منذ أداء اليمين الدستورية قبل أشهر، لذا يتوجب على حماس التعاون مع فتح لحل الأزمة المالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية فى أقرب وقت ممكن.
ثالثا، إن الفلسطينيين لا يرغبون فى انفجار حرب أهلية، فقد أظهرت نتائج استطلاع للرأى أجرى مؤخرا أن أغلبية الفلسطينيين يأملون فى تشكيل حكومة إئتلافية من قبل حركتي فتح وحماس، وبالنسبة إلى السكان المحليين، فإن أهم شئ هو الحصول على المساعدات المالية الدولية وتحسين الظروف الاقتصادية المحلية، واذا انفجرت حرب أهلية، فلن تؤدي سوى إلى غرقهم فى الفقر.
وبالإضافة ألى ذلك، ستسهم جهود المجتمع الدولي السلمية فى تخفيف حدة توتر الأوضاع فى هذه المنطقة. حيث أشار مساعد أمين عام جامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية محمد صبيح أمس الثلاثاء ( 3 أكتوبر ) فى القاهرة إلى أن الجامعة قلقة ازاء الاشتباكات المسلحة بين الفصائل الفلسطينية، معربا عن أمل الجامعة فى وقف أعمال العنف بين الفصائل الفلسطينية فى أقرب وقت ممكن والسعي إلى التضامن الوطني. وجاء فى نبأ آخر أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ستزور الأراضي الفلسطينية واسرائيل اليوم الأربعاء ( 4 أكتوبر) سعيا إلى إيجاد طريق جديد لتحقيق السلام فى هذه المنطقة.
