وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أمس الأحد (12 نوفمبر) إلى واشنطن في زيارته الثانية للولايات المتحدة بعد توليه منصب رئيس الوزراء. وكانت القضية النووية الايرانية والاوضاع الفلسطينية والاسرائيلة موضوعين رئيسيين لزيارته هذه، وبالاضافة إلى ذلك، يهدف أولمرت إلى معرفة السياسات الأمريكية الشرق أوسطية بعد الانتخابات الأخيرة.
ومن المخطط أن يجري أولمرت محادثات مع كل من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والرئيس جورج ووكر بوش وغيرهما من بعض كبار المسؤولين، يسيتوجه بعد ذلك إلى لوس آنجليس للمشاركة في مؤتمر اليهود.
وبخصوص القضية النووية الايرانية، قد أعلن أولمرت قبيل هذه الزيارة للصحفيين أن مبدأ اسرائيل هو أنه إذا لم تتعاون ايران مع المجتمع الدولي، فإنها ستدفع ثمنا غاليا، وعلينا أن نجعل الايرانيين يحسون بهذا الأمر. ويعتبر هذا الكلام أشد موقف اسرائيلي حتى الآن من القضية النووية الايرانية. وذكر مسؤول اسرائيلي أن أولمرت سيناقش بوش احتمال تشكيل اتحاد دولي لمواجهة ايران وربما يتوصلان إلى تفاهم حول هذه القضية.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية الاسرائيلية، ركز المراقبون اهتمامهم على موقف أولمرت من خطة الانسحاب من الضفة الغربية والتي طرحها أولمرت خلال زيارته السابقة للولايات المتحدة وحصلت على موافقة بوش. ففي هذا العام، بعد حادث اختطاف جنود اسرائيليين وحرب لبنان بعد ذلك، قد أعلن أولمرت أنه من غير الواقعي حاليا لمناقشة خطة الانسحاب باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، ضم أولمرت في الشهر الماضي حزب اسرائيل بيتنا اليميني إلى الحكومة من أجل تثبيت مكانته السياسية، فهذا يجعل خطة الانسحاب أصعب لتنفيذ.
إلا أن أولمرت، ربما بهدف تخفيف قلق الناس من هذه القضية، أعلن قبل زيارته للولايات المتحدة أنه لم يغير فكرته في الانسحاب من الضفة الغربية وهو مستعد لتقديم تنازلات بخصوص الأراضي، مشيرا إلى أنه مستعد لاطلاق سراح المزيد من الفلسطينيين المعتقلين وتعزيز مكانة رئيس السلطة الوطنية الفسطينية محمود عباس. كما تعهد أولمرت بأنه على استعداد للتحاور مع عباس في أية حالة.
إلا أن المحللين لم يتطلعوا إلى نتائج زيارة أولمرت هذه للولايات المتحدة. لأن الحزب الجمهوري بقيادة بوش فقد سيطرته للكونغرس بعد الانتخابات بسبب الحرب على العراق، وعين بوش بعد ذلك وزيرا جديدا للدفاع، وهذا يعني أن السياسات الأمريكية للشرق الأوسط قد تتغير. فإن أولمرت لا يعرف خطوته التالية أمام هذا الغموض السياسي في واشنطن. وذكرت صحيفة ذي جيروسالم بوست الاسرائيلية أن أولمرت قد اختار الوقت غير المناسب لزيارة الولايات المتحدة.