ألقى الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش أمس الأربعاء (10 يناير) كلمة تلفزيونية أعلن فيها خطته الاستراتيجية الجديدة بشأن العراق بهدف التخفيف من حدة أعمال العنف في هذا البلد.

وأعلن بوش في كلمته التلفزيونية التي استمرت 20 دقيقة أن الولايات المتحدة سترسل أكثر من 20 الف جندي آخرين إلى العراق لمساعدة قوات الأمن العراقية على الحفاظ على استقرار البلاد.

وحسب الخطة الجديدة، ستصل الدفعة الأولى من القوات الأمريكية إلى العراق في نهاية هذا الشهر. ومن أجل تنفيذ الخطة بشكل سلس، سيطلب بوش في الشهر المقبل من الكونغرس الأمريكي اعتماد 5.6 مليار دولار أمريكي لزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق و1.2 مليار دولار أمريكي لإعادة الاعمار.

كما اعترف بوش لأول مرة بأن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء خلال الحرب على العراق، مؤكدا أنه سيتحمل هذه المسؤولية، حيث قال:

"تعرضنا لهزيمة في مهام الحفاظ على أمن بغداد واسباب ذلك ترجع إلى أمرين أساسيين، أحدهما نقص عدد القوات الأمريكية والعراقية لحماية أمن العراقيين والآخر التأثيرات السياسية والدينية على العمليات العسكرية."

وأشار بوش إلى أن قادة القوات الأمريكية قد درسوا هذه الاستراتيجية الجديدة عدة مرات من أجل تجنب ارتكاب الأخطاء السابقة، مؤكدا أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تعهد له بأن الحكومة العراقية لن تسمح بعد الآن للخلافات السياسية والاشتباكات الطائفية بأن تؤثر على العمليات العسكرية الأمريكية في العراق.

ويرى بوش أنه يتوجب على الحكومة العراقية تسلم المهام الأمنية لكافة المناطق العراقية قبل نوفمبر هذا العام، محذرا من أنه إذا انسحبت القوات الأمريكية من العراق الآن، فسيؤدي ذلك إلى اسقاط الحكومة العراقية وانقسام البلاد وحتى حدوث مذابح كبيرة، وقال:

"إذا حدث ذلك، فإن قواتنا ستضطر إلى البقاء في العراق باستمرار وستواجه عدوا أخطر. ولكنه إذا عززنا الوجود العسكري في هذا الوقت الحاسم لمساعدة العراقيين على الحد من أعمال العنف، فسيسهم ذلك في انسحاب القوات الأمريكية من العراق مبكرا."

هذا وتواجه خطة زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق معارضة شديدة داخل الولايات المتحدة حيث يرى معظم أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي أن هذه الخطة ستجر الولايات المتحدة إلى مستنقع العراق بشكل أعمق وأعمق. وأظهر آخر استطلاع الرأي أن 61% من المواطنين يعارضون ارسال المزيد من الجنود إلى العراق.

هذا وقد أنفقت الولايات المتحدة 400 مليار دولار أمريكي على الحرب العراقية وقد قتل أكثر من 3 آلاف جندي أمريكي في العراق. واشارت وسائل الاعلام الأمريكية إلى أنه بعد أربع سنوات دامية من الحرب العراقية، قد تكون كلمة بوش هذه الاستراتيجية الأخيرة التي يقدمها إلى المواطنين الأمريكيين لاقناعهم بقبول هذه الحرب غير المرغوب فيها. ويرى المحللون أن الكونغرس الأمريكي يسيطر على الميزانية، لذا فإن مدى امكانية حصول بوش على تأييد الكونغرس لتنفيذ خطته بشكل سلس، ما زال أمرا غير معروف.