اتفقت مختلف الفصائل الفلسطينية أمس الخميس ( 15 مارس ) على قائمة أسماء الحكومة الفلسطينية الجديدة التي تقدم بها إسماعيل هنية إلى محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والذي وافق بدوره عليها. إلا أن إسرائيل أعلنت بعد ذلك عدم التعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة أما المواطنون الفلسطينيون فقد أبدوا ردود أفعال مختلفة بخصوص هذه الحكومة الجديدة.

أخيرا اتفقت حركتا فتح وحماس أمس الخميس على قائمة أسماء حكومة الوحدة الوطنية بعد مفاوضات ونزاعات دموية متكررة دامت أكثر من سنة. وقد ذكر زعيم حركة حماس هنية بعد تقديم هذه القائمة إلى عباس أن الحكومة الجديدة ستفتح صفحة جديدة في التاريخ الفلسطيني.

وحسب اتفاقية مكة المبرمة في الشهر الماضي فإن حركة حماس من حقها عشرة مقاعد بالحكومة الجديدة بما فيها منصب رئيس الوزراء حيث يواصل إسماعيل هنية اضطلاعه بهذه المهمة أما حركة فتح فمن حقها ستة مقاعد بالحكومة الجديدة. وهناك ثلاثة مقاعد مهمة بالحكومة يجلس عليها المستقلون فوزارة الخارجية سيضطلع بها زياد أبو عمرو والمالية سلام فياض والداخلية هاني القواسمي. وسيتولى عزام الأحمد القيادي من حركة فتح حقيبة نائب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة.

أمام الحكومة الفلسطينية الجديدة أعمال كثيرة وأحد أهمها هو كسب الاعتراف الدولي لإنهاء الحصار الاقتصادي المفروض عليها. إلا أن المنهاج السياسي الذي ستسير عليه الحكومة الجديدة جعل المراقبين في حيرة. لأن هذا المنهاج لم يذكر الاعتراف بإسرائيل رغم أنه عبر عن مواصلة تنفيذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل واحترام الاتفاقيات الموقعة معها. والأكثر من ذلك أن المنهاج اسياسي قد أكد التمسك بمبدأ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. لذلك عبرت الحكومة الإسرائيلية الخميس بوضوح عن رفضها وعدم تعاملها مع الحكومة الفلسطينية الجديدة. حيث قال مارك ريجيف الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية:

"إن إسرائيل لن تتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة كما ندعو المجتمع الدولي إلى التمسك بالمبدأ وعدم التعامل مع هذه الحكومة التي ترفض السلام والمصالحة."

ومن الأعمال الأخرى الهامة التي تواجه الحكومة الفلسطينية الجديدة إنهاء الصدامات الداخلية. إذ إن الأوضاع الأمنية الفلسطينية ما زالت خطيرة رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الحركتين. فبين حين وآخر تحدث صدامات دموية بينهما. بشأن ذلك عبر وزير الداخلية الفلسطيني الجديد هاني القوامسي خلال لقائه بمراسلنا عن دعوته إلى التعاون والتنسيق بين مختلف الفصائل.

عن مستقبل الحكومة الفلسطينية الجديدة الغامض تختلف آراء المواطنين الفلسطينيين قال أحدهم:

سوف تنجح الحكومة الجديدة إذا اتحد الفلسطينيون.

وقال آخر:

الحكومة الفلسطينية الجديدة لن يعترف بها إلا عدد قليل من الدول لأنه من الصعب أن تعترف الحكومة الجديدة بإسرائيل. وستواجه الحكومة الجديدة صعوبات كبيرة إذا لم تقدم دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الدعم لها.

سيعقد المجلس التشريعي الفلسطيني غدا السبت جلسات للتصويت على تشكيل الحكومة الجديدة. أما الفلسطينيون فهم قلقون على مستقبل الحكومة لأن الخلافات ما زالت قائمة بين حركتي فتح وحماس ومواقف إسرائيل والمجتمع الدولي منها غير واضحة.