من المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية في الجزائر اليوم الخميس (17 مايو)، غير أنه وقبل إجراء الانتخابات، انفجرت قنبلة أمس الأربعاء (16 مايو) في مدينة قسنطينة شرقي الجزائر، مما أدى إلى مقتل شرطي على الأقل وإصابة إثنين آخرين بجروح. وفي اليوم نفسه، تعرضت دورية للقوات الجزائرية في محافظة المدية جنوبي البلاد لهجوم بقنبلة زرعت على جانب الطريق، مما أدى إلى إصابة جنديين بجروح خطيرة. إن كل هذه الهجمات الإرهابية قد ألقت بظلالها على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها اليوم.

وفي ظل هذه الأعمال الإرهابية، أصدر وزير الدولة للشؤون الداخلية والإدارة المحلية الجزائرية نور الدين يزيد زرهوني أمس بيانا استنكر فيه هذه الأعمال الإرهابية مؤكدا أنها تستهدف الإضرار بالانتخابات البرلمانية المقبلة وبالنظام الديمقراطي الجزائري، مؤكدا أن أفضل رد على الإرهاب هو مشاركة الجزائريين بشكل طوعي في الانتخابات المقبلة، وأشار إلى أن الحكومة الجزائرية قد اتخذت إجراءات أمنية لضمان إجراء التصويت بشكل سلس.

تجدر الإشارة إلى أن استمرار هجمات القنابل منذ أكتوبر الماضي في الجزائر يأتي بشكل رئيسي بسبب تواطؤ المنظمات الإرهابية الجزائرية مع تنظيم القاعدة. وفي سبتمبر الماضي، أعلنت عدة منظمات إرهابية جزائرية تحالفها مع تنظيم القاعدة، لتشكيل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأصبحت جزءا رئيسيا من تنظيم القاعدة في منطقة المغرب العربي بشمال غربي إفريقيا.

ومع اقتراب موعد الانتخبات البرلمانية، شهد الصراع تصاعدا مستمرا بين القوى الإرهابية وقوات مكافحة الإرهاب في الجزائر. ففي الاثنين الماضي، بثت قناة الجزيرة الفضائية تسجيلا لبيان لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود دعا فيه الشعب الجزائري إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة.

وبخصوص ذلك، أصدرت مختلف الأحزاب الجزائرية الرئيسية بيانات أكدت فيها أن دعوة تنظيم القاعدة لمقاطعة الانتخابات المقبلة لن تؤثر على قرار الناخبين الجزائريين بالمشاركة في الانتخابات.

ومن أجل ضمان إجراء الانتخابات بشكل سلس، عززت الأجهزة الأمنية الجزائرية الإجراءات الأمنية في العاصمة الجزائرية الجزائر، بما فيها نشر 15 ألف شرطي في كافة مراكز الاقتراع ونقاط التفتيش والطرق الرئيسية، كما وضعت حواجز على الطرق الرئيسية وجرت تعزيز عمليات التفتيش الروتينية. وبالإضافة إلى ذلك، كانت القوات الجزائرية قد نفذت عمليات عسكرية كبيرة في محافظة تيزي أوزو شرقي الجزائر، حيث قتلت 17 متطرفا إسلاميا، بمن فيهم زعيم رئيسي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي اليوم نفسه، قتلت قوات الأمن الجزائرية 6 عناصر آخرين من تنظيم القاعدة في المحافظات الأخرى.

وتوقعت الحكومة الجزائرية أن يشارك أكثر من 18 مليون ناخب في التصويت اليوم، لانتخاب 389 نائبا بالبرلمان الجزائري. ويتطلع الجميع إلى ما إذا كانت انتخابات اليوم ستجري بشكل سلس أم لا.