قام الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الثلاثاء (12 يونيو) بزيارة مقر الكونغرس وتناول الغداء مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بهدف إقناعهم بقبول مشروع إصلاح قانون الهجرة. وأكد بوش أن حالة الهجرة غير الشرعية هي غير مقبولة، متعهدا بأن البيت الأبيض سيواصل دفع هذا المشروع الجديد لقانون الهجرة.
تم وضع هذا المشروع من قبل مجموعة تشمل أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي وبمشاركة البيت الابيض وذلك يهدف إلى تسوية مشكلة 12 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون حاليا في الولايات المتحدة. ومن مضامين المشروع تعزيز السيطرة على الحدود وتقوية العقوبات على الذين يستخدمون المهاجرين غير الشرعيين وإصلاح معيار الهجرة لزيادة عدد المهاجرين ذوي التعليم العالي ويتكلمون الإنجليزية.
ويعتبر هذا المشروع الجديد مشروعا تشريعيا رئيسيا خلال فترة ولاية بوش الثانية، إلا أنه لقي المعارضة الداخلية من الحزب الجمهوري منذ يوم وضعه. ويرى بعض الليبراليين أن المشروع الجديد يحدد فرص العمل للعاملين غير الفنيين وذلك غير عادل. أما المحافظين، فيرون أن هذا المشروع يقدم سماحا لبعض الناس الذين يخالفون القوانين الأمريكية ولا يمكن ضمان أمن الحدود الأمريكية بشكل فعال.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر الناس بالقلق من أن هذا المشروع قد يصبح مثلا فاشلا آخر بعد قانون الهجرة عام 1986 حيث قام بمنع استخدام المهاجرين غير الشرعيين وتعزيز السيطرة على الحدود الأمريكية المكسيكية وتقديم بطاقات الإقامة لـ7 ملايين مهاجر، إلا أن ذلك القانون لم ينجح في نهاية الأمر في السيطرة على تدفق المهاجرين الجدد إلى الولايات المتحدة. لذا أشار بعض المعارضين إلى أنه كلما منحت الحكومة الأمريكية عفوا للمهاجرين غير الشرعيين، كلما إزداد تدفقهم إلى الولايات المتحدة.
وأمام هذه المعارضة، أكد بوش عدة مرات أن المشروع الجديد ليس "عفوا" عن المهاجرين غير الشرعيين لأنهم لا يستطيعون الحصول على حق الإقامة الشرعية إلا بعد دفع الغرامات والتحقق من مؤهلاتهم والحصول على عمل مستقر. وأشار وزير التجارة كارلوس جوتيريز إلى أنه إذا لم تتم الموافقة على هذا المشروع، فإن ذلك سيؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
هذا وقد قام مجلس الشيوخ في الـ7 من هذا الشهر بالتصويت على المشروع، وهناك 45 صوتا فقط يدعم إيقاف المناقشات الحالية والدخول مباشرة إلى الخطوة التشريعية التالية. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد إن المشروع قد يتم تعليقه، مشيرا إلى أن المشكلة الحالية هي ما إذا كان الحزب الجمهوري يدعم الرئيس بوش أم لا.
يرى المحللون أن معارضة الحزب الجمهوري لهذا المشروع تأتي من المؤيدين الرئيسيين لبوش، لذلك فستكون تأثيرات بوش على الحزب في هذا الأمر محدودة جدا. رغم ذلك، سيواصل البيت الأبيض جهوده في دفع إجازة هذا المشروع الجديد حول قانون الهجرة، إلا أن نتائج ذلك ستبقى مجهولة.