قال الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش أمس الأربعاء (4 يوليو) إن النجاح في الحرب العراقية يحتاج إلى المزيد من الصبر والشجاعة والتضحية. يرى المحللون أن توجيه بوش دعوة للأمريكيين لتأييد الحرب العراقية بمناسبة حلول يوم الاستقلال الأمريكي أظهر أن حكومته تعاني حاليا المزيد من الضغوط الداخلية.
وجه بوش كلمته أمام فريق الحراسة الوطنية الأمريكية بمارتينسبرج في ولاية فيرجينييا الغربية، حيث قال إنه مهما كانت الالحرب العراقيةية صعبة، فلا بد على الولايات المتحدة أن تحقق النجاح فيها. ودعا الشعب الأمريكي إلى تأييد القوات الأمريكية والحكومة العراقية خلال الحرب ضد الإرهاب. وأكد بوش مجددا أن قرارات شأن شن الحرب العراقية وإرسال المزيد من الجنود الأمريكيين إلى هناك هي قرارات هامة وصحيحة.
في ظل محاولات بوش الدؤوبة لنيل التأييد من الجماهير، أحزنه الواقع مرة أخرى، فهناك المزيد من الأمريكيين ينظرون الآن نظرة المتشائم إزاء مستقبل حرب العراق. وأوضحت الأرقام التي أصدرتها شبكة "السي أن أن" الأمريكية في الأسبوع الماضي أن نسبة تأييد المواطنين الأمريكيين لحرب العراق انخفضت إلى أدنى المستويات حيث وصلت إلى ثلاثين في المائة فقط. ومع تمديد فترات مرابطة القوات الأمريكية في العراق مرارا وتكرارا وازدياد أعداد القتلى والجرحى من القوات الأمريكية واستمرار الفوضى في العراق، ازداد عدد الأمريكيين المناهضين والمعارضين لحكومة بوش وبدأوا ينتقدون سياسات الحكومة بشأن العراق.
ومن الذين ينتقدون سياسة بوش في العراق، أعضاء الحزب الديمقراطي الذين أعلنوا المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، مثل هيلاري كلنتون التي قالت مؤخرا إنه في الواقع حرب العراق هي حرب بوش، وينبغي على بوش أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب، فهو الذي شن الحرب وصعدها ولا يريد إنهاءها.
كما أشار باراك أوباما عضو الحزب الديموقراطي وعضو مجلس الشيوخ من ولاية إلينوي إلى أن الكونغروس الأمريكي قد ارتكب خطأ في تفويض بوش وإعطائه الحق في لشن الحرب العراقية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام القادم، تكون قضية الحرب العراقية الموضوع الذي لا يمكن لأي مرشح أن يتجنبه. وللحصول على مزيد من أصوات الناخبين، يحاول أعضاء الحزب الجمهوري الذين يشاركون في الانتخابات زيادة المسافة بينهم وبين بوش. وقد هاجم ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشسيتس وأحد مرشحي الحزب الجمهوري هاجم سياسة بوش في الحرب العراقية قائلا إنه يرى أن الولايات المتحدة لم تستعد بصورة جيدة لشن هذه الحرب وارتكبت أخطاءا كثيرة في التخطيط لإعادة إعمار العراق بعد إسقاط حكومة صدام حسين.
كما غير بعض المؤيدين الثابتين لبوش مواقفهم من القضية العراقية. منهم ريتشارد لوغار أحد كبار مسؤولي الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، وهو خبير مشهور على المسرح الدبلوماسي أيضا. ألقى لوغار كلمة أمام مجلس الشيوخ في الأسبوع الماضي، دعا فيها بصورة مفتوحة حكومة بوش إلى تغيير سياستها العراقية، والتفكير بأسرع وقت ممكن في سحب القوات من العراق.
ترى وسائل الإعلام الأمريكية أن تغير مواقف بعض أعضاء الحزب الجمهوري الذين كانوا مؤيدين لسياسة بوش أوضح أن ضغوط الرأي العام قد جعلت الحزب الجمهوري ينقسم على نفس في هذه القضية، حيث يعاني بوش الآن من عزلة أشد.
