ألقى الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش أول أمس الاثنين (16 يوليو) كلمة في البيت الأبيض، حيث دعا إلى عقد مؤتمر دولي بمشاركة إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وبعض الدول المجاورة لاستئناف المفاوضات السلمية في منطقة الشرق الأوسط. لقي مقترح بوش الجديد ترحيبا من قبل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا أن المحلليين يشيرون إلى أن هذا المقترح خال من المحتويات، حيث يستبعد حركة المقاومة الإسلامية /حماس/ وإيران وسوريا التي تعتبر عناصر رئيسية في المنطقة من الجلوس على مائدة المفاوضات، لذلك، من الصعب أن يكون لمقترح بوش نتائج واقعية.

أكد بوش أمس أن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ستترأس المؤتمر المقرر عقده في الخريف المقبل، معلنا أن الولايات المتحدة ستوفر مائة وتسعين مليون دولار أمريكي للفلسطينيين من الميزانية الأمريكية الحالية بالإضافة إلى مساعدة محمود عباس على إصلاح قوات الأمن الفلسطينية. كما أكد بوش أنه ينبغي على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أن يؤديا واجباتهما، أي أن تقوم الحكومة الفلسطينية الجديدة بقمع المسلحين والاستيلاء على الأسلحة غير المشروعة، وأن توقف إسرائيل التوسيع في بناء المستوطنات وإزالة نقاط التفتيش غير الشرعية، ومساعدة عباس على تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

عبرت إسرائيل وفلسطين عن ترحيبهما للمقترح. حيث أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت من خلال ناطق باسمه بمقترح بوش قائلا إن هذا المقترح سيثبت الجو السلمي الذي أوجدته القمة الفلسطينية الإسرائيلية التي عقدت مؤخرا، وسيشجع القوة المعتدلة الفلسطينية برئاسة عباس، الأمر الذي يساعد على تحقيق تقدم في المحادثات بين الجانبين. وقال مسؤول فلسطيني إن مقترح بوش فتح نافذة للمفاوضات السلمية بين فلسطين وإسرائيل، ومن المحتمل أن يشجع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على إجراء المفاوضات حول الوضع النهائي الذي يعتبر مشكلة جوهرية في الخلافات القائمة بين الطرفين.

إلا أن القلق ما زال ينتاب الكثير من المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين ووسائل الإعلام المحلية : فهل يمكن لهذا المقترح أن يتحول إلى واقع ملموس؟

أشار المحللون إلى أن بوش وجه دعوة فقط إلى أصدقاء الولايات المتحدة في العالم العربي مثل مصر والأردن والسعودية إضافة إلى فلسطين وإسرائيل، واستبعد حماس وهي المنظمة الفلسيطنية الهامة وإيران وسوريا اللتين ترتبطان ارتباطا وثيقا بعملية السلام في الشرق الأوسط، أكد المحللون أنه من الضروري أن تضم المفاوضات السلمية كل الأطراف، وإذا عقد المؤتمر بدون مشاركة الأطراف الثلاثة المذكورة، فلن يكون هناك أي شيء جديد إلا تعميق الخلافات بين الأطراف المتعددة.

وإضافة إلى ذلك، طرح بوش هذا المقترح على أساس أن يؤدي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي واجباتهما، إلا أن فتح برئاسة عباس تسيطر على الضفة الغربية فقط، وحماس تسيطر على قطاع غزة بصورة كاملة. أما الحكومة الإسرائيلية، فمن الصعب عليها أن تأخذ قرارا بهذا الشأن، لأن حكومة أولمرت ضعيفة جدا في الوقت الحالي.

أشار المحللون إلى أن مقترح بوش ما هو إلا محاولة منه لإحداث اختراق في قضية الشرق الأوسط قبل أن يودع منصب الرئاسة في ظل غوص أقدام الولايات المتحدة في المستنقع العراقي. ربما يمكنه أن يدفع عملية السلام في الشرق الأوسط بصورة ما، إلا أنه مع الأسف، لم يبذل جهودا كبيرة في القضية الفلسطينية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، أما جهوده الأخيرة فتأتي متأخرة وبشكل ضعيف.