<%@ Language=JavaScript %> دعوة بوش لمؤتمر السلام ، مجرد تصريحات اعلامية ؟ ام رغبة حقيقية للسلام
إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
دعوة بوش لمؤتمر السلام ، مجرد تصريحات اعلامية ؟ ام رغبة حقيقية للسلام
   2007-09-13 14:19:02    cri
 

بقلم : عباس جواد كديمى

مع استعداد كافة الاطراف لانعقاد المؤتمر الدولى الذى دعا اليه الرئيس الامريكى جورج ووكر بوش ، تبدو الاوضاع فى منطقة الشرق الاوسط قاتمة كما هى دائما ، لكن احداث السنين الماضية تجعل المتابع يعتقد ان امكانية تحقيق السلام قائمة هى الاخرى.

ومع هذه الاستعدادات ، يبدو الشرق الاوسط الذى تتجاذبه مشاريع مختلفة داخلية وخارجية ، متخبطا فى شائعات حول حرب محتملة ، ولكن أيضاً حول سلام ممكن. فأي منهما سيتحقق ؟

العديد من المراقبين يتوقعون بقاء الحال كما هو عليه في الشرق الأوسط ذلك لاعتقادهم بأن أسرائيل ستستمر فى مساعيها لنيل المزيد من دعم الاخ الكبير ( الولايات المتحدة) فى تعزيز قوتها العسكرية والاقتصادية وبالتالى تعزيز وضعها امام خصومها فى المنطقة وعلى رأسهم سوريا وحزب الله اللبنانى وايران ، وستواصل بناء قوتها العسكرية لتكون جاهزة لاحتمال المراقبين المتشائمين وهو خوض حرب أخرى في لبنان قد تمتد ، اذا وقعت ، إلى سوريا لتوجيه ضربة شديدة لعدوها المشترك : حزب الله اللبناني وحكومة الرئيس السورى بشار الأسد تمهيداً لهجوم اسرائيلى – امريكى مشترك على خصمها الآخر ، الرئيس محمود أحمدي نجاد في طهران.

لكن محلليين اخرين يرون استحالة بقاء الحال على ماهو عليه فى ظل ظهور محاور جديدة للصراع فى المنطقة ، تجاوزت طرفى الصراع التقليديين الفلسطينى – الاسرائيلى ، وبالتالى يرون صعوبة فى التكهن بما ستؤول اليه الامور فى المنطقة مستقبلا .

المراقبون المؤيدون لاحتمالات الحرب يعززون اعتقادهم بامكانية وقوع حرب اخرى ، بالمناورات التى أجرتها القوات الإسرائيلية مؤخرا في كل من الجولان والنقب ، كما لو أنها تعد العدة لـ (الجولة الثانية) المحتملة التي يتحدث عنها الكثيرون والتي يعتقد بعض المحللين الاستراتيجيين في إسرائيل بأنها ضرورية جدا لاستعادة قدرة الردع الإسرائيلية التي تضررت بشدة بفعل "الفشل العسكري" في لبنان في الصيف الماضي مع الإشارة إلى حشد قوة عسكرية بحرية أميركية تضم حاملتي طائرات و150 طائرة حربية مقابل السواحل الإيرانية.

لكن بعض المراقبين يعتقدون بنظرية أخرى مفادها عدم جهوزية إسرائيل أو الولايات المتحدة لخوض غمار الحرب. فالولايات المتحدة عقدت مع إيران اجتماعات تمهيدية في بغداد ما قد يؤدي إلى مزيد من المحادثات سواء حول العراق او حول تقارب مستقبلي ولو تكتيكى بين البلدين، في حين أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أولمرت أرسل رسائل سرية إلى الرئيس بشار الاسد تحمل رداً إيجابياً على دعوات الرئيس السوري المتكررة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات ، فى حين استبعد الرئيس الاسرائيلى شمعون بيريز فى لقاء مع ( الجزيرة ) مؤخرا ، اية امكانية لاجراء حوار مع سوريا فى الوقت الراهن.

صحيح أن الولايات المتحدة تعارض،حتى الان، أي اتصال إسرائيلي سوري من هذا القبيل ، لكن إذا صحت التقارير فمن غير المستبعد أن يطلب أولمرت من بوش منحه الضوء الأخضر لاستئناف المحادثات التي انقطعت مع سورية منذ العام 2000 ، وممكن ايضا ان تستمر اسرائيل فى طاعة (الاخ الكبير) فى واشنطن وترفض التفاوض المباشر مع سوريا التى دائما ما تؤكد على ضرورة وجود طرف راع لمفاوضاتها مع اسرائيل وتحدد الطرف بالولايات المتحدة التى مازالت ترفض هذه الرعاية.

اذا ، ما هى الاستنتاجات الممكنة فى ظل هذا التناقض الواضح فى المواقف ؟ اية كفة ستكون الارجح ؟ هل سيشهد الشرق الاوسط حربا اخرى تمتد لجبهات عديدة حتى تُطلق دعوة لتحقيق شىء يحسب لصالح السلام ؟ أم سيشهد انفراجة ممكنة نحو الاستقرار فى منطقة يشبهها الكثيرون ببرميل بارود فى قلب العالم ؟

مما يدعو للاسف ان البوادر تشير الى ان الاستقرار لن يكون سهل المنال على ضوء استمرار العنف هنا وهناك فى هذه المنطقة . فالصراع الفلسطينى الاسرائيلى محتدم بشكل مواجهات عسكرية وقصف متبادل واجتياحات واغتيالات وحصار اقتصادى ، ومحاربة هذا الطرف والتقرب من ذاك وتقويته لاضعاف ذاك ، ومازال المواطن الفلسطينى بين مطرقة الاحتلال وسندان الخلافات الداخلية المتأججة بين الفصائل الفلسطينية والتى بلغت ذروتها بالاشتباكات الدموية بين فتح وحماس وانقسام الفلسطينيين وارضهم الى فريقين فريق فى غزة بقيادة حماس واخر فى رام الله والضفة الغربية برئاسة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ، وتتواصل الخلافات وتزداد عمقا ويبتعد معها السلام المأمول للمنطقة.

فى لبنان ، يواصل حزب الله اللبنانى مناكدته لواشنطن ومواجهته العنيدة مع اسرائيل ، والوضع فى لبنان ينذر بالخطر ايضا بعد مواجهات نهر البارد التى اعلن الجيش اللبنانى عن حسمها قبل ايام قليلة فقط .

من جانبها ، تسعى إسرائيل للقضاء على حزب الله وعلى ماتراه "تحالفاته" مع حركة المقاومة الفسطينية (حماس) ، اضافة الى سعيها لوضع حد لعلاقاته مع دمشق التى تتهمها اسرائيل باستغلال حزب الله لمواصلة " تدخلها " فى لبنان ومحاربة اى حكومة معارضة لدمشق فى لبنان ، خاصة مايحدث الان مع حكومة السنيورة ، فضلاً عن جهودها فى كافة الاتجاهات لكبح علاقات حزب الله مع طهران وأملها في وضع حد لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بطريقة أو بأخرى. وترى إسرائيل ضرورة قصوى لاحتواء سوريا باعتبارها ، حسب رأى اسرائيل ، رابطا اساسيا بين طهران و حزب الله ، حتى لو لجأت الى شن حرب إذا اقتضى الامر وفشلت مساعيها الأخرى ، وما تزال الادارة الامريكية ماضية فى محاولات عزل سوريا عن عملية السلام فى المنطقة رغم علم الجميع بان سوريا جزء مهم فى هذه العملية ، اذا فمن اين سيأتى السلام فى ظل حالة من التعقيد تزداد حراجة يوما بعد آخر؟.

واذا عدنا للسؤال المطروح فى عنوان هذا المقال ، نجد بعض الاجابة فيما يحدث حاليا فى الولايات المتحدة ضد ادارة الرئيس الامريكى جورج ووكر بوش الذى اطلق دعوة مؤتمر السلام هذه فى ظل ضغوط ترتفع وتيرتها فى بلاده للمطالبة بالانسحاب من العراق الذي فشلت فيه القوات الأميركية بعد اكثر من اربع سنوات من الغزو ، رغم المحاولات غير المجدية لجنرالات بوش بالخطط الامنية تارة وزيادة القوات تارة اخرى، وفى شن حملات واسعة ضد المسلحين بين حين وآخر.

ويرى المتابعون ان الولايات المتحدة تواجه وضعا صعبا للغاية في العراق وتواجهها احتمالات الهزيمة القاسية هناك ، وباتت بين نارين ، نار البقاء فى دوامة العنف اليومى الذى يذهب ضحيته العراقيين الابرياء والعدد المتزايد من قتلى العسكريين الامريكيين ، ونار الانسحاب المخجل عاجلا ام آجلا خلال سنة أو سنتين وما سيترتب عليه من اضمحلال قاتل للنفوذ الاميركي فى المنطقة.

ومما لاشك فيه ان دعوة بوش هذه جاءت لاسباب عديدة اهمها انه يحاول لفت الانظار عما يحدث فى العراق من عنف دموى يومى فشل هو وقواته فى كبحه ، ومساعيه لملىء السنة الاخيرة لولايته بشىء قد يحسب له ولو اعلاميا على الاقل ، اضافة الى ان المنافسة على الرئاسة قد بدأت ويشتد سعيرها يوما بعد يوم بين الجمهوريين والديقراطيين وبات لزاما عليه ان يحاول رغم علمه بانه لن يستطيع شيئا ، رفع معدلات التأييد التى تضاءلت كثيرا له ولحزبه بسبب الوضع فى العراق.

ان لعنة الفشل فى العراق هى ليست الوحيدة التى تطارد الادارة الامريكية حاليا ، فقد فشلت هذه الادارة مع إيران ايضا ، اذ يرى المحللون ان ايران التي ظهرت كلاعب مؤثر على الاحداث فى الشرق الاوسط ، لم تأبه للعقوبات الدولية ، وتبدو مصرة اكثر من اى وقت مضى على تحقيق تخصيب اليورانيوم بمستوى صناعي بما يساعدها على امتلاك كامل الدورة العلمية لهذه العملية ، وما سيحققه ذلك لها من قوة اقتصادية تجعلها تمتلك الى جانب طاقة النفط طاقة اخرى هى الطاقة النووية.

اما الاسوأ من هذا وذاك بالنسبة لادارة بوش فهو ان معظم مواطنى الشرق الاوسط الذين يدركون منذ بداية النزاع فى منطقتهم ، ازدواجية المعايير الامريكية ، قد فقدوا الثقة تماما بأى مسعى امريكى لتحقيق السلام ذلك لان معظم المتابعين يعرفون جيدا ان ما فشل فيه الرئيس الامريكى السابق بيل كلينتون لن يحققه الرئيس الحالى بين ليلة وضحاها خاصة ان الجميع يدرك ان القضية التى مضى عليها اكثر من نصف قرن معقدة جدا وصعبة بما يستحيل على الرئيس بوش تسويتها من خلال دعوة تبدو بشكل جلى انها تصلح فقط كمانشيتات عريضة للصحف ولنشرات الاخبار.

لقد بات واضحا ان مجرد ارسال الوزراء للمنطقة لايعنى ابدا تحقيق شىء يذكر ، والدليل على ذلك جولات الوزيرة كوندوليزا رايس العديدة للشرق الاوسط . لقد غابت دعوات " نشر الديمقراطية فى الشرق الاوسط الكبير" وحلت محلها دعوات ومساع لكبح العنف المتزايد فى العراق والمحتمل فى مناطق اخرى مستقبلا ، وتبخرت دعوات بناء نموذج نمو وازدهار يحتذى فى المنطقة لتظهر محلها محاولات لتحقيق ادنى قدر ممكن من الاستقرار.

ان المتابع لاحداث الشرق الاوسط يرى ان دعوات المؤتمرات الدولية للسلام غالبا ما تطلق فى ظل او بعد توترات جلية تعصف بالمنطقة وتنذر بعواقب لاتحمد عقباها . فقد عقد مؤتمر مدريد عام فى اكتوبر 1991 بعد توترات حرب الخليج فى المنطقة ، وجاءت معاهدة اوسلو عام 1993 فى ظل توترات هى الاخرى ، وقبلها كانت معاهدة كامب ديفيد عام 1979 فى ظل توترات ايضا ، ويبدو ان الشرق الاوسط لن يرى تحركا او دعوة للسلام الا بعد توتر .

لذلك يرى المحللون ان العقد الحالى ، الذى يمكن ان يطلق عليه عقد ( حرب المحاور) فى اشارة الى المحاور التى ظهرت مؤخرا فى الشرق الاوسط وهى المحور الامريكى الاسرائيلى ومحور ما توصف بالدول المعتدلة بالمنطقة ، ومحور الاطراف التى توصف بالمتشددة ، قد يشهد تحركا جادا من اجل السلام فى ظل التوتر المتزايد والحرب الاعلامية المستعرة بين هذه المحاور ، على اساس مبدأ ( ضيقى تنفرجى)، ويستبعدون حدوث اى انفراج او انجاز فى السنة الاخيرة لولاية الرئيس بوش ، وبالتالى فان دعوة بوش لعقد مؤتمر دولى للسلام ستكون مجرد واجهة اعلامية خالية من اي نتيجة حقيقية لعملية السلام .

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه.

متعلقات ما رأيك ؟
متعلقات
v بوش يطالب الحكومة العراقية بتسريع خطوات تحقيق المصالحة الوطنية 2007-09-11 10:00:37
v لمذا يزور بوش العراق بصورة مفاجئة في هذا الوقت؟ 2007-09-04 19:26:24
v بوش يصل إلى العراق في زيارة مفاجأة 2007-09-04 16:45:41
v بوش يصل إلى العراق في زيارة مفاجأة 2007-09-04 13:37:15
v بوش يوحي إلى إمكانية تقليل عدد الجنود الأمريكيين في العراق 2007-09-04 13:34:35
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |