قدم أمين عام اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني هو جين تاو نيابة عن اللجنة المركزية ال16 للحزب الشيوعي الصيني اليوم الاثنين (15 أكتوبر)، قدم تقريرا أمام النواب الحاضرين في المؤتمر الوطني ال17 للحزب الشيوعي الصيني، وعنوان التقرير "لنرفع عاليا الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونكافح في سبيل إحراز انتصار جديد لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل". وينقسم التقرير إلى 12 جزءا، وتشمل مواضيعه الرئيسية استعراض الأعمال في الخمس سنوات الماضية، والتلخيص النظري للمسيرة التاريخية الصينية من الإصلاح والانفتاح منذ نحو ثلاثين سنة مضت، وإيضاح مضامين مفهوم التنمية العلمي ومغزاه الهام في التنمية الصينية، وترتيب الأعمال المستقبلية في الصين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدفاع الوطني والدبلوماسية وتوحيد البلاد وبناء الحزب وغيرها.
ولخص هو جين تاو في التقرير أولا النتائج التي حققها الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني منذ المؤتمر الوطني السابق للحزب، حيث قال: "إن السنوات الخمس الماضية هي خمس سنوات حققنا خلالها تقدما كبيرا في مجالات الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي وبناء المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل، وازدادت فيها القوة الوطنية الشاملة لبلادنا إلى حد كبير، وتحسنت معيشة الشعب بشكل ملحوظ، وتوسع نطاق التشغيل يوما بعد يوم، وتعزز بناء منظومة الضمان الاجتماعي، وتحسنت وتكاملت منظومة الصحة العامة والخدمات الطبية الأساسية بشكل مستمر، وتحقق التعليم الإلزامي المجاني في الأرياف بشكل شامل."
وأكد هو جين تاو في التقرير ضرورة تطبيق الحزب الشيوعي الصيني مفهوم التنمية العلمي بشكل معمق، موضحا بالتفاصيل مضامين هذه النظرية الهامة وخلفية نشوءه. وقال إن أهم المواضيع لمفهوم التنمية العلمي هو التنمية، ونواته هي وضع الإنسان في المقام الأول ومطلبه الرئيسي هو تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة الشاملة، وأسلوبه الأساسي هو التخطيط الموحد مع أخذ جميع العوامل بعين الاعتبار بمعنى تنسيق التنمية بين المدن والأرياف والتنمية في مختلف المناطق وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المنسجمة بين الإنسان والطبيعة، والتنسيق بين التنمية الداخلية والانفتاح على العالم الخارجي، مطالبا الحزب الشيوعي الصيني بتطبيق مفهوم التنمية العلمي في كافة نواحي التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وطرح هو جين تاو في التقرير أهدافا جديدة لتطور الصين حتى عام 2020. وتشمل هذه الأهداف مضاعفة إجمالي الناتج المحلي مرتين بالمقارنة مع عام 2000، وإقامة منظومة ضمان اجتماعي تغطي مواطني المدن والأرياف بشكل أساسي، والقضاء على مظهر الفقر المدقع عموما، وتمتع كل مواطن بالخدمات الطبية الأساسية وإقامة هيكل صناعي وخلق نمط تنموي واستهلاكي متمثل في الاقتصاد في استغلال موارد الطاقة وحماية البيئة الأحيائية.
وعند تطرقه إلى السياسة الاقتصادية، ونظرا للوضع الحالي المتمثل في عدم المساواة من حيث الخدمات العامة التي يتمتع بها المواطنون في المدن والأرياف وفي مختلف المناطق، أكد هو جين تاو ضرورة الاهتمام بتحقيق المساواة من حيث الخدمات العامة الأساسية، وتحسين وإكمال منظومة مالية عامة انطلاقا من هذا الأساس، وتكثيف المخصصات في مجال الخدمات العامة.
وفي مجال البناء الثقافي والاجتماعي، قال هو جين تاو إنه يتعين المثابرة على اتخاذ تطوير القضية الثقافية التي تخدم المصلحة العامة وسيلة رئيسية لضمان الحقوق والمصالح الثقافية الأساسية للشعب، وتعزيز التمويل وتركيز الجهود على إغناء الحياة الثقافية والفكرية في الأرياف والمناطق النائية والبعيدة وللعاملين الريفيين في المدن، ومن الضروري المحافظة على طبيعة الخدمة العامة في التعليم ووالصحة والعلاج الطبي، وتعزيز مسؤولية الحكومة في هذا المجال وتكثيف المخصصات المالية، وضمان تلقي أبناء العوائل الفقيرة والعاملين الريفيين في المدن للتعليم الإلزامي المتساوي، مضيفا أنه يتعين تشكيل نظام تشغيل متساو للعاملين في المدن والأرياف، وتحسين وإكمال نظام مساعدة التشغيل للمواطنين الذين يعانون من صعوبات.
يعد نظام توزيع الدخل بشكل معقول تجسيدا هاما للعدالة الاجتماعية. وإزاء القضايا القائمة في مجال توزيع دخول المواطنين الصينيين، طرح هو جين تاو ضرورة معالجة العلاقات بين الفعالية والعدالة بشكل جيد مع الاهتمام أكثر بالعدالة.
وحول بناء السياسة الديمقراطية في الصين، أكد هو جين تاو قائلا: "إن الديمقراطية الشعبية هي حياة الاشتراكية. ويتعين توسيع المشاركة السياسية للمواطنين في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات، وتعزيز وعي المواطنين وزرع مفاهيم الإدارة القانونية الديمقراطية الاشتراكية والحرية والمساواة والعدالة في قلوبهم، وتعيين وترشيح المزيد من الكوادر من غير أعضاء الحزب الشيوعي لتولي مناصب قيادية."
وأكد هو جين تاو في التقرير مجددا موقف الحزب الشيوعي الصيني المبدئي الدائم من قضية تايوان، ودعا بمهابة نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني إلى إنهاء وضع المجابهة بين الضفتين رسميا والتوصل إلى اتفاقية سلام عبر التشاور وعلى أساس مبدأ "صين واحدة".
وعند تطرقه إلى العلاقات الخارجية، قال هو جين تاو: "إن الصين ستسلك بعزيمة لا تتزعزع طريق التنمية السلمية، وستلتزم بعزيمة لا تتزعزع بإستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة، وستواصل اهتمامها ومراعاتها للاهتمامات المشروعة لسائر الدول عامة وللدول النامية خاصة في الوقت الذي تحقق فيه التنمية الذاتية."
ويتركز موضوع الجزء الأخير للتقرير على بناء الحزب الشيوعي الصيني، حيث أشار هو جين تاو إلى ضرورة تعزيز البناء الديمقراطي داخل الحزب، وتوسيع نطاق الانتخابات المباشرة للمجموعات القيادية القاعدية للحزب تدريجيا، مؤكدا أن الحزب سيعالج ويعاقب القضايا المخالفة للقوانين بكل حزم، وسيعاقب المتورطين فى قضايا الفساد بصرامة حسب القانون دون التساهل معهم.
سيستمر المؤتمر سبعة أيام. وحسب جدول الأعمال سيراجع النواب تقريرا قدمه هو جين تاو بالإضافة إلى مراجعة وإجازة المشروع المعدل لدستور الحزب الشيوعى الصينى، والنظر في تقرير أعمال تقدمه لجنة فحص الإنضباط المركزية السابقة، وانتخاب دورة جديدة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ولجنة فحص الانضباط المركزية.
