أكدت بينظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة ورئيسة حزب الشعب الباكستاني أمس الثلاثاء ( 13 نوفمبر) أن حزب الشعب قد يقاطع الانتخابات البرلمانية المتوقع اجراؤها قريبا، الأمر الذي يثير موجة جديدة من الاضطراب في الوضع السياسي الباكستاني.
وظل الرئيس الباكستاني برويز مشرف يواجه ضغوطا من داخل باكستان وخارجها منذ أن أعلن حالة الطوارئ في أنحاء البلاد في ال3 من نوفمبر الحالي، وتجلى ذلك في:
أولا، طالبت أحزاب المعارضة الباكستانية مشرف بالغاء حالة الطوارئ، خاصة حزب الشعب برئاسة بينظير والذي يعتبر أكبر حزب معارضة في البلاد.
وقالت بينظير أمس في مقابلة هاتفية مع وسائل الاعلام إنه من غير الممكن على الأرجح أن يشارك حزب الشعب في الانتخابات البرلمانية، مشيرة إلى أنها لن تحمل أية حقيبة في الحكومة المستقبلية في حالة تولى مشرف منصب رئيس البلاد، كما طالبت بينظير باستقالة مشرف، وهى المرة الأولى التي تقدم بينظير فيها هذا الطلب. وقالت إن حزب الشعب يسعى إلى إقامة ائتلاف مع أحزاب المعارضة الأخرى بما فيها الرابطة الاسلامية برئاسة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف. ويذكر أن شريف أعرب عن ترحيبه بتصريح بينظير هذا، واصفا اياه بأنه تطور وخطوة ايجابية لتحقيق أحزاب المعارضة أهدافها.
ثانيا، فرض المجتمع الدولي على التوالى ضغوطا على مشرف. وحثت الولايات المتحدة مشرف بلا انقطاع على الغاء حالة الطوارئ، واجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، معبرة عن رغبتها في اعادة النظر في مسألة تقديم المساعدات لباكستان. كما عقد وزراء خارجية دول الكومنولث البريطاني مؤخرا في لندن اجتماعا خاصا بالوضع الباكستاني، وطالبوا باكستان بوجوب الغاء حالة الطورئ قبل ال22 من نوفمبر الجاري، والا ستعلق عضويتها في رابطة الكومنولث .
ومن أجل مواجهة هذه الضغوط، سارع مشرف بالاتصال مع أحزاب المعارضة داخل البلاد لكسب تأييدها، في الوقت نفسه أعلن عن اجراء الانتخابات البرلمانية الوطنية قبل ال9 من يناير المقبل. وحظي هذا التصرف بتقدير ايجابي من قبل بينظير والمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة. وبسبب انتهاء ولاية مشرف في ال15 من الشهر الحالي، فقد تصدر المحكمة الباكستانية العليا قبل ذلك حكما نهائيا على حق مشرف في المشاركة في الانتخابات الرئاسية .
وظلت بينظير تدعو منذ بدء فرض حالة الطوارئ إلى اجراء انتخابات عادلة وشفافية وحرة، وطلبت مشرف من التخلى عن المنصب العسكري، لكنها غيرت مؤخرا موقفها السابق، داعية المجتمع الدولي إلى وقف التأييد لمشرف، واستقالة مشرف من منصب الرئيس الباكستاني. الأمر الذي جعل الوضع السياسي الباكستاني أكثر تعقيدا.
ويرى المحللون أن تغير موقف بوتو أثار موجة جديدة من الارتياب في الوضع السياسي الباكستاني، وفي الوقت نفسه، فمن غير المستبعد امكانية التعاون بين مشرف وبوتو. وأكد مشرف في مؤتمر صحفي عقد قبل أيام أن الوقوف مع من في خندق واحد سيعتمد على نتائج الانتخابات، والوقت ما زال مبكرا للاستنتاج.