أنهى الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش أمس الأربعاء ( 16 يناير ) جولته لمنطقة الشرق أوسطية التي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية ومصر. وقد ذكر الرئيس بوش قبل قدومه إلى المنطقة ان لجولته هذه هدفين أحدهما دفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والآخرحث الدول العربية وإسرائيل على كبح إيران. إذن هل تحقق هذان الهدفان:

إن القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية قد وعدت بالتوصل إلى مشروع حل حول إقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل وأن الدول المجاورة خاصة مصر قد عبرت عن استعدادها لتقديم المساعدات من أجل ذلك. وأنا معجب بالدعم القوى والبناء الذي قدمته مصر ودول أخرى لعملية السلام. هذا هو كلام قاله بوش أثناء لقائه مع الرئيس المصري حسنى مبارك خلال زيارته لمصر. وقد طرح بوش خلال لقائه مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية في اليومين ال9 وال10 من الشهر الحالي بعض اقتراحاته إلا أن مراسلنا في القدس يرى أن اقتراحاته لم تتطرق إلى المشاكل الحساسة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية:

أولى هذه المشاكل هى مشكلة مكانة القدس. إذ إنه لم يرد بوضوح على المطلب الفلسطيني باعتبار القدس عاصمة لدولة فلسطين حسب قرارات الأمم المتحدة المعنية. وثانية المشاكل أن إسرائيل قد رفضت المطلب الأمريكي بوقف بناء مستوطنات يهودية فى القدس الشرقية. والمشكلة الثالثة استشفاف انحياز بوش لإسرائيل من كلامه رغم أن مواقفه تبدو عادلة في الظاهر.

يرى لى شياو شيان الخبير المختص بشؤون الشرق الأوسط ونائب مدير مركز البحوث الصيني للشؤون الدولية المعاصرة أن بدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول المشاكل الجوهرية أظهر أن جولة بوش هذه لها بعض الأهمية لدفع تقدم المفاوضات. حيث قال:

إن دفع عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في حاجة إلى شرطين أحدهما أن كلاهما في حاجة إلى حل المشكلة عبر المفاوضات والآخر هو الدفع الأمريكي. وبعد عام 2000 وقعت عملية السلام دوما في حالة من الجمود والسبب المهم في ذلك هو أن الولايات المتحدة لم تضع عملية السلام في الشرق الأوسط في أولى اعتباراتها. لذلك فإن مؤتمر أنابوليس الخاص بالسلام في منطقة الشرق الأوسط وجولة بوش هذه لهما معان إيجابية لدفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

والهدف الآخر من جولة بوش هذه هو كبح نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط. وقد ذكر بوش في اليوم ال9 في القدس أن إيران ما زات تشكل خطرا على الأمن العالمي إذا لم يتخذ المجتمع الدولي اجراءات مشتركة. كما ندد بوش إيران بشدة خلال زيارته لدولة لإمارات العربية المتحدة في ال13 من الشهر الجارى اذ قال:

إن إيران قد تشكل بتصرفاتها خطرا على سلامة الدول المختلفة لذلك تقوم الولايات المتحدة مع حلفائها في الخليج بتعزيز بالتعاون لحماية الأمن. كما أن الولايات المتحدة تسعى بالتعاون مع حلفائها في العالم لمواجهة الخطر الإيراني.

والخبير الصيني المختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجيات قاو زوقوى يرى أن بوش قد حقق بعض أهدافه من خلال هذه الجولة في الاتحاد مع الدول الخليجية وعزل إيران.