عقدت وزارة الأمن العام الصينية أمس الثلاثاء (1 إبريل ) ببكين مؤتمرا صحفيا للإطلاع على آخر التطورات لكشف خلفيات أحداث الشغب التي وقعت في ال14 من مارس الماضي في التبت. حيث قال متحدث باسم الوزارة إن الشرطة الصينية بمدينة لاسا قد ألقت القبض على مجرم رئيسي من مدبري هذا الحادث مضيفا أنه قد اعترف بارتكاب جرائم تقسيم البلاد بأمر من مسؤول بجماعة الدالاى لاما. هذا وفي ال14 من مارس الماضي قامت جماعة من الغوغاء بضرب المارة ونهب المحلات والبنوك والدوائر الحكومية وإحراق السيارات. الأمر الذى أدى إلى قتل 18 مدنيا بريئا حرقا وجرح أكثر من 380 آخرين. وبلغت الخسائر المادية نحو مائتين وخمسين مليون يوان صيني.
وتبين أن هذا الحادث دبرته جماعة الدالاى لاما بالتنسيق مع المستقلين التبتيين داخل الصين وخارجها. قال المتحدث باسم وزارة الأمن العام الصينية وو خه بينغ في المؤتمر:
إن الوزارة قد ألقت منذ ال15 من مارس الماضي القبض على بعض المجرمين الرئيسيين المشتبه في ارتباطهم مع جماعة الدالاى لاما ومشاركتهم في الحادث. كما كشفت عن الموقع الألكتروني لجماعة الدالاى لاما في أراضي البلاد. وقد اعترف مجرم رئيسي بأنه مرتبط مع مسؤول بجماعة الدالاى لاما ودبر وقام بالنشاطات الانقسامية بأمر منه.
وعلم أن هذا المجرم الرئيسي المعتقل اعترف بأنه أنشأ في الصين شبكة معلومات سرية واتصل مع جماعة الدالاى لاما وقام بجمع المعلومات للجماعة. وتقوم الشرطة الصينية حاليا بالتحقيق معه حسب القانون. وبشأن ذلك قال المتحدث وو خه بينغ:
لقد حصلنا على أدلة كافية تظهر أن حادث ال14 من مارس الماضي هو جزء من خطة حركة الانتفاضة الشعبية التبتية ويهدف إلى خلق أزمة في الصين بواسطة القيام بنشاطات تخريبية منسقة في التبت.
وأوضح وو خه بينغ أن ما يسمى بالحركة الشعبية التبتية هي في الحقيقة تريد انتهاز فرصة أولمبياد بكين عام 2008 كفرصة أخيرة لتحقيق هدفها في استقلال التبت وتقسيم البلاد قائلا:
إن هدف الحركة هو زعزعة الاستقرار والوحدة في البلاد وفرض الضغوط على الحكومة الصينية بانتهاز فرصة أولمبياد بكين لتحقيق هدفها الإجرامي المتمثل في تقسيم البلاد بينما تدعو الألعاب الأولمبية إلى السلام والقضاء على الحرب والنزاعات. لذلك فإن نشاطات الحركة بشدة الروح الأولمبية وتسيء إلى جميع الشخصيات المحبة للسلام في العالم.
ومنذ ال10 من مارس الماضي تعرضت 18 سفارة وقنصلية صينية في خارج البلاد هجمات من المستقلين التبتيين وأفراد المنظمات الدولية المؤيدة للمستقلين التبتيين. وإلى جانب ذلك نظمت جماعة الدالاى لاما في مختلف أنحاء العالم ما يسمى بحركة دعم التبت واليوم العالمي لدعم التبت في محاولة للقيام بالمزيد من أعمال العنف. إن تصرفات جماعة الدالاى لاما تتناقض تماما مع مزاعمها بالتعبير عن الرأى بأسلوب سلمي. فقال وو خه بينغ:
إن الوقائع الدامغة قد كشفت عن أكذوبة الدالاى لاما وجماعته وندعو شعوب العالم إلى الالتزام باليقظة العالية إزاء تصرفات جماعة الدالاى لاما. ونثق في أن الأكذوبة لن تستر الحقيقة وأن الوقائع ستكشف عن نوايا الدالاى لاما الحقيقية في تقسيم البلاد.