وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس الأحد (20 إبريل) إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة مفاجئة مرة أخرى. ويرى الرأي العام أن زيارة رايس هذه هدفت إلى إظهار الدعم لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عملياته العسكرية ضد جيش المهدي.
وأجرت رايس خلال زيارتها المفاجئة محادثات مع كل من الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، كما اجتمعت مع كل من القائد الأعلى للقوات العسكرية الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأمريكي لدى العراق رايان كروكر.
وخلال الشهر الأخير، نفذت قوات الأمن العراقية بدعم من القوات الأمريكية والبريطانية المرابطة في العراق عملية عسكرية واسعة ضد جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وفي بداية هذا الشهر، دعا مقتدى الصدر جيش المهدي إلى وقف إطلاق النار والانسحاب من البصرة، وأعربت الحكومة العراقية عن ترحيبها بذلك.
ولكن القوات الأمريكية والعراقية المشتركة لم توقف عملياتها ضد جيش المهدي. ونفذت هذه القوات عملية عسكرية في ال18 من الشهر الحالي بمدينة الصدر شرقي بغداد، مما أدى إلى مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة 84 آخرين بجروح، بما فيهم مسلحون محليون وجنود من قوات الأمن العراقية وأبرياء. وفي اليوم التالي، وبمساعدة القوات الأمريكية والبريطانية، احتلت قوات الأمن العراقية إحدى القواعد العسكرية الهامة التابعة لجيش المهدي في البصرة. وأصدر مقتدى الصدر في اليوم نفسه بيانا شديد اللهجة، قال فيه إنه إذا لم تلجأ الحكومة العراقية إلى الوسائل السلمية وواصلت ضرب أتباعه فسيشن أتباعه حربا مفتوحة على الحكومة حتى تحرير البلاد، حسب قوله.
وفي ظل الأوضاع المتردية، أوضحت زيارة رايس هذه دعم الحكومة الأمريكية لقيام الحكومة العراقية بتنفيذ عملية عسكرية ضد جيش المهدي، وهذا هو الهدف الأول للزيارة. وخلال محادثاتها مع المالكي، أثنت رايس على الحكومة العراقية لضربها جيش المهدي. وقالت رايس إن سعي الحكومة العراقية إلى ضرب الميليشيات المسلحة داخل العراق أسهم في استقرار الأوضاع في العراق وقرّب المسافة بين السنة والأكراد والأحزاب الشيعية غير المدعومة من إيران، مؤكدة ضرورة دعم المواطنين العراقيين للإجراءات التي اتخذتها حكومة المالكي من أجل تحقيق تضامن العراقيين.
أما الهدف الآخر للزيارة فهو تسريع عملية المصالحة الوطنية العراقية. وأكدت رايس أن العمليات العسكرية التي نفذتها حكومة المالكي ضد الميليشيات في الشهر الماضي في مدينة البصرة أسفرت عن تضامن غير مسبوق بين مختلف الطوائف والعرقيات العراقية، آملة في أن تتواصل أوضاع التضامن هذه.
وعلم أن الرئيس العراقي جلال طالباني ذكر في محادثاته مع رايس أن جبهة التوافق السنية التي انسحبت من الحكومة في السنة الماضية تستعد للعودة، وقدمت أسماء مرشحيها لرئيس الوزراء للموافقة عليهم. وتعتبر عودة جبهة التوافق إلى الحكومة خبرا سارا لرايس في زيارتها.