الأزمة الغذائية التى اجتاحت العالم أصبحت أكثر شدة مع مرور الأيام. وفي ظل هذه الحالة عقد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة ومسؤولو الأجهزة ال27 التابعة لها عقدوا أمس الإثنين في العاصمة السويسرية برن اجتماعا رفيع المستوى لمدة يومين وبذلك بدأ العمل على مواجهة الأزمة الغذائية بالتعاون بين جميع الدول في العالم.
وخلال السنوات الأخيرة شهدت أسعار الحبوب في العالم كله ارتفاعا مستمرا مما أدى في أوائل هذا العام إلى تفجر أشد الأزمات الغذائية منذ الحرب العالمية الثانية في العالم. وجعل مئات الملايين من الفقراء في العالم يتعرضون للمجاعة. ووقعت حوادث الشغب في عدد كبير من الدول بسبب الأزمة الغذائية. الأمر الذى شكل خطرا كبيرا على الاستقرار الاجتماعي والسلم العالمي. ووصف بعض مسؤولي الأجهزة الدولية والخبراء هذه الأزمة بأنها التسونامى دون الصوات أوالإبادة دون الأصوات بهدف إثارة الانتباه العالمي.
وحضر هذا الاجتماع الذى كان بان كي مون يرأسه كبار المسؤولين بالمنظمات الدولية المعنية بالزراعة والتنمية والمساعدة منها منظمة الأغذية والزراعة العالمية والبرنامج الغذائي العالمي والبنك الدولي. وذكر بان كي مون قبل الاجتماع أن هذا الاجتماع يعقد في الوقت المناسب لأن العالم كله يتطلع بشغف إلى التوصل إلى نتائج خلال هذا الاجتماع لذلك علينا أن نجد أسلوبا فعالا لحل الأزمة خلال هذا الاجتماع.
الأسباب التى أدت إلى الأزمة الغذائية الحالية متعددة منها انخفاض المنتجات الزراعية بسبب الكوارث الطبيعية وهى السبب المباشر وانخفاض قدرة الانتاج الزراعي وارتفاع اسعار الطاقة الذى يشكل ضغطا كبيرا على الإنتاج الزراعي. لذلك فمن الأفضل أن تقود الأمم المتحدة الأعمال لحل هذه الأزمة الغذائية.
يبدو أن الأمم المتحدة ستتخذ استراتيجيتين احداهما قصيرة الأمد والأخرى طويلة الأمد لحل هذه الأزمة الغذائية. أما الاستراتيجية القصيرة الأمد فهى مثلما تم اتخاذه خلال وقوع التسونامي في المحيط الهندى عام 2004 من تعبئة جميع الدول للقيام بأعمال واقعية واسعة النطاق ورفيعة المستوى لمد يد العون والتبرع بالأموال إلى جهاز الأمم المتحدة لمساعدة الدول الأشد فقرا. والبرنامج الغذائي العالمي الآن في حاجة ملحة إلى سبعمائة مليون دولار أمريكي لمساعدة الدول المحتاجة. لذلك فإن الدعوة إلى التبرع بالأموال ستكون موضوعا مهما من موضوعات الاجتماع.
والاستراتيجية الطويلة الأمد هى مساعدة الدول النامية لرفع قدرتها على الإنتاج الزراعي وتعديل نظام التجارة الدولي الحالي وحث الدول المتطورة على إلغاء الدعم للمنتجات الزراعية وتقليل حالات غير المعقولة للأسعار الغذائية. ويجب على الدول المتطورة نقل المعارف الزراعية إلى الدول النامية لمساعدتها على حل مشكلة الانتاج الزراعي. كما يجب على أجهزة الأمم المتحدة المعنية زيادة الدعم للمجال الزراعي مثل البحوث الزراعية وتعميم زراعة المنتجات العالية الإنتاج ومعالجة العلاقات بين الإنتاج الزراعي والطاقة البيولوجية.
