بفضل جهود الوساطة من مصر، وافق 12 فصيلا فلسطينيا مشاركا في المباحثات التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، بما فيها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح )، وافقت على التهدئة مع اسرائيل. بينما عبرت أغلبية الوزراء الاسرائيليين في مجلس الوزارى المصغر عن معارضتهم لاقتراح التهدئة المعلنة.
أجرى مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان محادثات مع ممثلي 12 فصيلا فلسطينيا مسلحا خلال يومي ال29 وال30 من ابريل الماضي. وبعد وساطة مصر، وافقت مختلف الفصائل الفلسطينية على تحقيق تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة مع اسرائيل، مؤكدة على أن يتم تنفيذها في اطار متدرج، يبدأ بقطاع غزة، ثم ينتقل إلى الضفة الغربية، مطالبة اسرائيل بوقف كافة الاعتداءات ورفع الحصار وفتح المعابر الحدودية بما فيها معبر رفح، حتي يستعيد الفلسطينيون أوضاعهم الطبيعية بصورة تدريجية. وفضلا عن ذلك، اتفقت مختلف الفصائل الفلسطينية على تعزيز التضامن وتهيئة مناخ الحوار السياسي الداخلي، سعيا وراء انهاء الانقسام الداخلي وتحقيق المصالحة الوطنية. وفي مساء أمس الأربعاء، عبر كل من السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس عن ترحيبه بالنتائج الإيجابية المتحققة خلال المباحثات، غير أن بعض الفصائل صرحت بعد المحادثات بأنه يجب أن يأتي انفراج العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بخطوات مشتركة من الجانبين، مؤكدة الاحتفاظ بحق الرد على أى اعتداء اسرائيلي.
يرى المحللون أن موافقة مختلف الفصائل الفلسطينية على تحقيق التهدئة مع اسرائيل ستسهم في تحسين الأوضاع المتوترة الحالية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودفع مسير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. وفي أمس بالذات، سمحت اسرائيل مرة أخرى بدخول مواد المساعدات الدولية إلى قطاع غزة عبر المنفذ الحدودي، كما قام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بزيارة الأردن بعد ظهر نفس اليوم، وأكد خلال المباحثات مع العاهل الاردني عبد الله الثاني ضرورة أن تتوصل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية إلى اتفاق قبل نهاية هذه السنة، يشمل كافة القضايا الجوهرية العالقة بين الجانبين، بما فيها ترسيم الحدود ومكانة القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وستتم على أساس هذا الاتفاق إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حسب قوله.
وأشار المحللون إلى أنه ما زالت هناك صعوبات كثيرة أمام تحقيق تهدئة حقيقية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ذلك لاسباب عديدة، أولها، إن الاشتباكات المسلحة بين القوات الاسرائيلية والعناصر المسلحة الفلسطينية في قطاع غزة ما زالت مستمرة، وبعد موافقة مختلف الفصائل الفلسطينية على التهدئة مع اسرائيل بوقت قليل، قامت القوات الاسرائيلية بقصف جوى على جنوبي قطاع غزة مرة أخرى، الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى.
ثانيها؛ إن الولايات المتحدة التي تتمتع بقوة تأثير هامة في قضية الشرق الأوسط، لم تغير موقفها تجاه حماس، وفي ال29 من ابريل الماضي، ندد الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش بمواقف حماس المستمرة الداعية إلى تدمير اسرائيل، مجددا موقف الولايات المتحدة الرافض للمفاوضات مع حماس. كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن الولايات المتحدة ستواصل سياسة عزل حماس طالما رفضت الأخيرة التخلي عن العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، وبالاتفاقيات الموقعة بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل.
