ألقى الرئيس الصيني هو جين تاو اليوم الخميس (8 مايو) كلمة هامة في جامعة واسيدا اليابانية بطوكيو، أشار فيها إلى أن الصداقة الصينية اليابانية قضية مشتركة لشعبي البلدين، ويعتبر الشباب الصينيون واليابانيون قوة دافعة لتعزيز الصداقة الصينية اليابانية، لذا يعتمد مستقبل الصداقة الثنائية على شباب البلدين، معربا عن أمله في بذل الجانبين جهودا مشتركة لتوسيع انتشار جذور الصداقة الصينية اليابانية والحفاظ على علاقات الصداقة جيلا بعد جيل.
يذكر أن جامعة واسيدا هي جامعة خاصة مشهورة في اليابان، تأسست في عام 1882، وتعتبر أول جامعة يابانية تقبل الطلبة الوافدين الصينيين. وفي قاعة أوكوما بالجامعة، بدأ الرئيس الصيني يلقي كلمته :
"إن الصين واليابان جاران قريبان، والآن تقف العلاقات الصينية اليابانية في نقطة انطلاق جديدة في التاريخ، وتواجه فرصا جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية. وتأمل الصين حكومة وشعبا بصورة مخلصة في أن تبذل جهودا كبيرة مع حكومة اليابان وشعبها لتعزيز الثقة المتبادلة والصداقة والتعاون وتخطيط المستقبل المشترك لفتح صفحة جديدة في مسيرة تطوير العلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة بين البلدين بصورة شاملة."
واسعرض هو جين تاو في كلمته مسيرة تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح والمنجزات العظيمة التي حققتها الصين خلال هذه المسيرة التي استمرت حوالي 30 عاما، مؤكدا أن الصين ستتمسك بهذه السياسة نظرا لأنها خيار حاسم يقرر مصير الصين المعاصرة، وهي خيار مشترك يتخذه الشعب الصيني البالغ تعدادهم مليارا و300 مليون نسمة.
وأشار الرئيس الصيني هو جين تاو إلى أن الصين ستتمسك بحزم بطريق التنمية السلمية، إذ قال :
"إن الصين ستتمسك بعزم بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة واستراتيجية الانفتاح ذات المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك، وتسعى لدفع العملية الديمقراطية للعلاقات الدولية ودفع العولمة الاقتصادية نحو اتجاه التوازن والمنفعة المتبادلة والازدهار المشترك لمواجهة مخاطر وتحديات مشتركة وبناء عالم متناغم متسم بالسلام الدائم والازدهار المشترك. وتتخذ الصين السياسة العسكرية ذات الصفة الدفاعية، لن تشارك في سباق التسلح ولن تكون تهديدا عسكريا لأية دولة، ولن تسعى للهيمنة والتوسع."
وحول الحرب العدوانية التي شنها عسكريون يابانيون على الصين في العصر الحديث، قال هو جين تاو :
"التاريخ هو الكتاب الدراسي الأكثر فلسفة. إن التأكيد على ضرورة استذكار التاريخ لا يهدف إلى استمرار الكراهية، بل يريد الاستفادة من الدروس من التاريخ والتوجه نحو المستقبل والحرص على السلام وحمايته لتستمر الصداقة بين شعبي البلدين جيلا بعد جيل وتتمتع شعوب مختلف الدول بالسلام الدائم."
وأكد الرئيس الصيني هو جين تاو أن الصداقة الصينية اليابانية قضية مشتركة يجب على شعبي البلدين بذل جهود دؤوبة لتعزيزها. ووجه على وجه الخصوص دعوة لشباب البلدين لتقديم إسهاماتهم في تعزيز الصداقة الثنائية.
لقيت كلمة هو جين تاو ترحيبا حارا من قبل الحضور، منهم يوهي كونو رئيس مجلس النواب الياباني، وأشاد الأخير بالمنجزات الاقتصادية الكبيرة التي حققتها الصين بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، مؤكدا أنه يجب على البلدين تعزيز التعاون في المستقبل.
"يتعين على اليابان والصين مواجهة المشاكل التاريخية معا يدا بيد، وتحدونا جميعا الثقة بالمستقبل."