أصدر الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية جامعة الدول العربية مساء أمس الأحد (11 مايو) بيانا دعا فيه مختلف الأطراف اللبنانية إلى وقف إطلاق النار وكافة الاشتباكات، مؤكدا أن الجامعة ستواصل جهودها للتوسط في الأزمة اللبنانية.
وذكر البيان أن الجامعة العربية قررت تشكيل بعثة رفيعة المستوى برئاسة رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر أل ثاني وأمين عام الجامعة عمرو موسى وآخرين وإرسالها إلى بيروت للقيام بالتوسط بين مختلف الفصائل اللبنانية والعمل على تسوية الأزمة، مؤكدا أن القرار الذي وافقت عليه الجامعة في يناير الماضي حول الأزمة اللبنانية هو أساس أي مشروع محتمل يهدف إلى تسوية الأزمة، داعيا رئيس البرلمان اللبناني ورئيس الوزراء والأغلبية والأقلية في البرلمان إلى المشاركة في المحادثات مع بعثة الجامعة العربية بهدف التوصل إلى اتفاق حول تطبيق قرار الجامعة في أسرع وقت ممكن وكبح تفاقم الأوضاع التي تهدد أمن لبنان واستقراره. وأشار البيان إلى أن كافة الدول العربية تندد بالأحداث التي وقعت مؤخرا في لبنان واستهدفت تحقيق أهداف سياسية باستخدام العنف وتهديد سلام البلاد، مؤكدا ضرورة كبح كافة الاشتباكات المسلحة في الشوارع وتخفيف حدة الأزمة السياسية وإعادة مطار بيروت والميناء إلى العمل وضمان حرية اللبنانيين لزيارة الدول الأخرى.
هذا وتفاقمت الأزمة اللبنانية بسبب تكرار تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية التي كانت من المقرر إجراؤها في سبتمبر الماضي. وتعتبر الاشتباكات المسلحة في الأيام الأخيرة الأشد من نوعها منذ ظهور الأزمة. وكان سبب هذه الاشتباكات القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة اللبنانية في الـ6 من هذا الشهر، ويتعلقان بإزالة شبكة الاتصالات الهاتفية لحزب الله وأجهزة الرقابة المركبة على مدرج الطائرات الخاص لكبار المسؤولين السياسيين بمطار بيروت، وإقالة رئيس جهاز أمن المطار والذي له صلة وثيقة مع حزب الله، وأثار ذلك صدامات شديدة بين أنصار المعارضة والموالاة.
ومن أجل منع تدهور الأوضاع، ألقى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أول أمس كلمة أشار فيها إلى أن القرارين المذكورين سينقلان إلى الجيش لتطبيقهما. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني بعد ذلك أن رئيس جهاز أمن مطار بيروت العميد وفيق شقير سيبقى في منصبه ولن يتم اتخاذ أي إجراء إلا بعد انتهاء التحقيقات المعنية، وطالبت مسلحي المعارضة بالانسحاب من شوارع بيروت من أجل أن يسيطر الجيش اللبنني عليها بشكل كامل. وبعد إعلان الجيش، سحب حزب الله وحركة أمل مسلحيهما من شوارع بيروت وسلما غرب المدينة الذي كان تحت سيطرتهما إلى الجيش.
جدير بالذكر أن الجيش اللبناني بدأ يلعب دورا هاما لكبح هذه الاشتباكات وارتفعت مكانته بصورة واضحة، حيث أثار إعلان الجيش ردود أفعال إيجابية بين مختلف الفصائل. وقال عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية أمس إن الجامعة تؤيد أن يلعب الجيش اللبناني دوره في الأزمة السياسية وتدعم قائد الجيش العماد ميشيل سليمان ليكون مرشح الانتخابات الرئاسية. ويرى المحللون أن سليمان سيلعب دورا أكبر في المستقبل خلال العملية السياسية اللبنانية.
